وفی کلمته بالمؤتمر شدد رئیس المجلس الأعلى للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة آیة الله الشیخ محمد علی التسخیری على أن الاتحاد العالمی لعلماء المقاومة لا یهدف إلى أن یکون بدیلاً عن الاتحادات الإسلامیة الأخرى.
وقال التسخیری "شهدنا الکثیر من علماء المساومة ممن یبررون للعملاء مواقفهم." محذراً من خطط واسعة لتغییب العلماء عن الساحة الاجتماعیة.
وفیما وصف المقاومة بأنها تعد هدفاً أصیلاً من أهداف خط الشهادة لتطبیق الشریعة؛ أکد الشیخ التسخیری أن المقاومة تقف فی الصمیم من أهداف العلماء.
وفی کلمته شدد نائب الأمین العام لحزب الله لبنان الشیخ نعیم قاسم على الوحدة السنیة الشیعیة بکل أبعادها من أجل التصدی للتحدیات.
وحذر من الأمن الطائفی والمذهبی؛ مؤکداً على أن دعاة الفتنة هم "فریقان: حکام مستبدون وخوارج" وأضاف: عندما توفر أمیرکا الدعم للتکفیریین فإن ذلک یعنی أنهم أدوات لها.
ولفت إلى أن المواجهة فی العالم الیوم باتت سیاسیة "بین محور المقاومة ومحور أمیرکا و(إسرائیل)".
وحذر نعیم قاسم من أن التصنیف المذهبی للمقاومة یقدم خدمة للإرهاب التکفیری؛ وأضاف قائلاً: إن المقاومة جهاد وأی جهاد یتفرع عن المقاومة هو جهاد أصیل.. والمقاومة فی عصرنا مقاومة (إسرائیل) لتحریر فلسطین والقدس.
وأشار إلى أن اتحاد علماء المقاومة مبنی على الإسلام الأصیل والوحدة والمقاومة؛ مؤکداً أن إیران تمثل المقاومة فی لبنان وفلسطین ومناطق أخرى من العالم؛ ووصف لبنان بأنها موقع مرکزی للمقاومة والوحدة.
من جانبه قال المفتی العام ورئیس مجلس الإفتاء الأعلى فی سوریا الشیخ أحمد بدرالدین حسون فی کلمته بالمؤتمر: لا نسعى لمناصب أو مکاسب وإنما لقداسة الأدیان وکرامة الإنسان. محذراً من أن القادم هو وأد المسلمین جمیعا.
وشدد حسون على أن المقاومة "ستبقى إلى یوم القیامة بنص رسول الله صلى الله علیه وآله" مؤکداً أن منهج المقاومة هو المنهج الذی قدمه الإمام الحسین علیه السلام.
وفیما أشار إلى أن کلمة المقاومة أقوى من کل سلاح؛ قال "الیوم مقاومتنا ندعو لها کل العالم ولیس المسلمین وحدهم".
وقال مفتی سوریا: إنتصر لبنان یوم انتصرت المقاومة فی سوریا. مؤکداً أن ذنب سوریا الوحید هو وقوفها إلى جانب المقاومة. ودعا علماء العالم إلى حلب "لیروا ما صنع بها من سموهم ثوارا!"
)9f)Eوفی کلمته أمام المؤتمر أشار المفتی العام للجمهوریة التونسیة الشیخ حمدة سعید إلى أن مسؤولیة العالم لیس الخطابة وحدها وإنما ولایة الأمر؛ وأضاف أن مسؤولیة العلماء تتمثل فی إصلاح الحکام والأمة؛ داعیاً علماء الإسلام إلى أن تکون لهم الکلمة الأولى والأخیرة.
وقال الشیخ حمدة سعید إن "من سعادة العالم أن یرتقی إلى مستوى العضویة فی مؤسسة تتولى المقاومة".
وأضاف: لا نقصد بالمقاومة الاعتداء على أحد باعتبار أولویة قاعدة السلم. وقال إن"بیت المقدس جرح فی قلوبنا وکل شیء یهون حتى تحریر القدس.. وتحریر فلسطین وبیت المقدس اهتمامنا الأول".
وشدد أمین عام جماعة العلماء ومثقفی العراق الشیخ خالد الملا فی کلمته على أن حفظ الدین والتشریع لا یتم إلا بالمقاومة وقال إن "خلاصنا من کل المصائب تکون بالمقاومة."
ولفت الملا إلى أن آیة الله السیستانی بدعوته للدفاع عن شرف العراق قد أنتج الحشد الشعبی الذی فک الحصار عن آمرلی.
وأکد أنه رغم کل ما یجری فی العراق من تحدیات ومخاطر قد وقف العراقیون بشجاعة لیوقفوا زحف الدواعش إلى بغداد.
وفی جانب آخر من کلمته صرح خالد الملا أن عودة الاحتلال إلى العراق إنما کان بسبب جماعة داعش الإرهابیة. مبیناً بالقول: جئتکم من بلد یقتل أهله وتهدم مساجده وکنائسه بید داعش ومن تحالف معه.. جئتکم من بلد کان محتلاً فوقفت المقاومة بوجهه فخرج الاحتلال مذعوراً مکسوراً؛ لکنه عاد من جدید بسبب الدواعش.
وبین أن بعض دعاة الفتنة قد انتشروا فی العراق فحرضوا على القتل واستباحة الحرمات؛ وأضاف: إن وقوفنا بوجه المحتلین والغزاة أمانة.. وموقفنا العادل والصریح والشجاع أمام الأمة أمانة.
وفی کلمته أمام المؤتمر دعا إمام مسجد القدس الشریف الشیخ ماهر حمود علماء الدین إلى معالجة ضعف الأمة؛ وقال: إن عجز الفقه عن توحیدنا فلتکن المقاومة هی من توحدنا. داعیاً لکی تکون المقاومة باباً لتوحید الأمة وتوحید العلماء.
وفیما قال الشیخ ماهر حمود "سنکون مع من یقاوم مهما کان مذهبه أو دینه." شدد على أن: مقیاس إسلامنا هو فلسطین.. ومن صدق فی هذا الطریق فنحن معه. وأضاف أنه: لیس على الأرض من یرفع لواء المقاومة وزوال (إسرائیل) إلا إیران.
وأشار الأمین العام للمجمع العالمی لأهل البیت الشیخ محمد حسن أختری إلى أن الإمام الخمینی تمکن من فتح طریق المقاومة فی عصرنا هذا؛ داعیاً العلماء لکی یتحرکوا ویحرکوا الأمة.
وأوضح أن الأمة الإسلامیة باتت الیوم فی حالة صحوة رغم کل المؤامرات التی تحاک ضدها؛ وقال إن المقاومة حیة حتى فی نیویورک.
وأشار إلى أن المقاومة غیرت الکثیر من المعاییر بحیث بات کیان الاحتلال الإسرائیلی یعیش الیوم حالة الضعف والانهیار.
وبین أن المقاومة حققت الیوم إنجازات کبیرة وعظیمة. وقال إن: فکر المقاومة یعم الضفة الغربیة وغیرها لکنها بحاجة إلى دعم.
وخلص إلى القول إن: المقاومة اللبنانیة خرجت مرفوعة الرأس ومنتصرة فی الحروب مع الکیان الصهیونی.
وإلتأمت صباح یوم الثلاثاء فی بیروت أعمال مؤتمر الهیئة التأسیسیة لـ"الاتحاد العالمی لعلماء المقاومة" الذی أعلن عن تأسیسه فی "المؤتمر الدولی لعلماء الإسلام لدعم المقاومة" الذی عقد فی طهران یومی التاسع والعاشر من أیلول/سبتمبر الماضی.
وعقدت الجلسة الافتتاحیة برئاسة الأمین العام لـ"المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة" آیة الله الشیخ محسن الأراکی، ومشارکة الأعضاء المؤسسین، وحضور حشد کبیر من العلماء المسلمین والمفکرین وقادة هیئات وحرکات إسلامیة وعلمائیة وشخصیات سیاسیة من إیران ولبنان وسوریا والعراق وترکیا والسنغال ومالیزیا ومصر وأسترالیا وتونس.