07 November 2009 - 14:00
رمز الخبر: 1054
پ
رسا/ أخبار سیاسیة- على مدى یومین تدارس المؤتمر مختلف القضایا المتعلقة بالممارسات الإسرائیلیة من منظور القانون الدولی، والإمکانات العملیة لمحاسبة (إسرائیل) على جرائمها، وفرض هیبة لقانون الدولی علیها؛ وضمان ألا تفلت (إسرائیل) من العقاب.
البیان الختامی لمؤتمر "(إسرائیل) والقانون الدولی" المنعقد فی بیروت.
نظم مرکز الزیتونة للدراسات والاستشارات فی بیروت مؤتمر "(إسرائیل) والقانون الدولی" فی 4-5/11/2009 بحضور نخبة کبیرة ومتمیزة من خبراء القانون الدولی والمتخصصین والباحثین والمهتمین.
وقد ناقش المؤتمر بشکل معمق على مدى یومین نحو 20 ورقة عمل، تناولت مختلف القضایا المتعلقة بالممارسات الإسرائیلیة من منظور القانون الدولی، کما تناولت الإمکانات العملیة لمحاسبة (إسرائیل) على جرائمها، وفرض هیبة واحترام القانون الدولی والمجتمع الدولی علیها؛ وضمان ألا تفلت (إسرائیل) وقادتها ومسؤولوها من العقاب نتیجة الجرائم التی یرتکبونها.

إن المؤتمر وبعد یومین من المداولات المستفیضة یقرّر ما یلی:

1- یدعم المؤتمر بشکل لا لبس فیه حق الشعب الفلسطینی فی أرضه ومقدساته، وحقه فی تقریر مصیره، وإقامة دولته الحرة المستقلة کاملة السیادة، وعاصمتها القدس، على کامل ترابه الوطنی، ویدعو المجتمع الدولی لإجبار (إسرائیل) على إنهاء احتلالها لفلسطین.

2- یؤکد المؤتمر أن (إسرائیل) ارتکبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانیة وخالفت القوانین والمواثیق الدولیة بتهجیرها للفلسطینیین خارج أرضهم، أو منعهم من العودة. ویؤکد المؤتمر على حقّ فلسطینیی الشتات واللاجئین الفلسطینیین فی العودة إلى بیوتهم وممتلکاتهم التی أُخرجوا منها، وأنه حق غیر قابل للتصرف، وهو حق طبیعی وشرعی وقانونی وإنسانی، کما أنه حق فردی وجماعی. وللاجئین حق المطالبة بحقوقهم فی التعویض نتیجة الأضرار التی لحقت بهم، دون أن یلغی ذلک حقهم فی العودة.

3- تداول المؤتمر باهتمام الممارسات الإسرائیلیة تجاه القدس، وأکد على أن ضم (إسرائیل) للقدس مخالف للقانون الدولی، کما أوضح أن عملیات تهوید القدس، وتهجیر المقدسیین، ومحاولات السیطرة على المقدسات الإسلامیة والمسیحیة وتعریضها للخطر، وعملیات تزویر التاریخ وسرقة الآثار... کلها جرائم لا ینبغی أن تمر دون عقاب، وینبغی تفعیل القانون الدولی لوضع حد نهائی لها.

4- ینظر المؤتمر بقلق بالغ تجاه الممارسات الإسرائیلیة ضد الأطفال والنساء والسجناء فی الأراضی المحتلة، وهی ممارسات تخرق بشکل فاضح القانون الدولی الإنسانی بما فی ذلک اتفاقیات لاهای وجنیف، وتحط من کرامة الإنسان وتحرمه من حقوقه الطبیعیة والمدنیة تحت الاحتلال.

5- ناقش المؤتمر بشکل عمیق الممارسات الإسرائیلیة المخالفة للأعراف والقوانین الدولیة التی تشتمل على مصادرة الأراضی الفلسطینیة فی کل أنحاء فلسطین منذ 1948، وتدمیر البُنى التحتیة والمزروعات، وهدم بیوت الفلسطینیین. وأجمع المؤتمر على أن المستعمرات الإسرائیلیة التی تبنى على الأراضی الفلسطینیة هی مستعمرات غیر شرعیة ویجب تفکیکها، سواء اعتبرتها السلطات الإسرائیلیة رسمیة أم لا. کما یجب تعویض الفلسطینیین عن أیة أضرار لحقت بهم نتیجة مصادرة أراضیهم وتدمیر بیوتهم وبناء المستوطنات.

6- یؤکد المؤتمر على أن جدار الفصل العنصری الذی بنته (إسرائیل) فی الضفة الغربیة، مخالف للقانون الدولی وتجب إزالته، کما یجب تفعیل فتوى محکمة العدل الدولیة الصادرة فی تموز/ یولیو 2004 بشأن الجدار. ویؤکد المؤتمر أن هذا الجدار لا یکتسب طبیعة أمنیة فقط کما تدعی (إسرائیل)، وإنما هو جدار ذو طبیعة عنصریة، وذو أبعاد سیاسیة واقتصادیة واستراتیجیة واجتماعیة تسعى لتدمیر النسیج الاجتماعی للفلسطینیین وضمّ أرضهم وتدمیر حیاتهم الاقتصادیة وتحطیم آمالهم فی إنشاء دولة حقیقیة على أرضهم.

7- ناقش المؤتمر جرائم الحرب التی ارتکبتها (إسرائیل) فی حروبها الماضیة مروراً بالحرب على لبنان، والحرب الأخیرة على قطاع غزة. ولاحظ الوعی المتزاید فی الأوساط القانونیة المحبة للعدالة بضرورة محاسبة (إسرائیل) وقادتها الضالعین فی الجرائم على ما یرتکبونه. ونبه المؤتمر إلى العناصر الإیجابیة فی تقریر جولدستون، والتقاریر الأخرى (بما فی ذلک تقریر اللجنة المستقلة لتقصی الحقائق التی شکلتها الجامعة العربیة) وإمکانیة استثمار ذلک فی الملاحقات القانونیة المحتملة على مستوى دولی؛ کما شدد على ضرورة إیجاد آلیات مستمرة وفعالة للمتابعة والمحاسبة القضائیة.

8- یؤکد المؤتمر أنّ الحصار الذی تمارسه (إسرائیل) ضدّ الشعب الفلسطینی هو حصارٌ ظالمٌ وانتهاک خطیر للقانون الدولی وحقوق الإنسان. ویدعو المؤتمر المؤسسات الدولیة والمجتمع الدولی للضغط على (إسرائیل) لفکّ الحصار وفتح المعابر، کما یدعو الحکومة المصریّة للمسارعة إلى فتح معبر رفح، وإفشال الحصار ضد قطاع غزة.

9- یؤکد المؤتمر على حق الشعب الفلسطینی فی تحریر أرضه ومقدساته بکافة الطرق المشروعة بما فی ذلک حقه فی المقاومة المسلحة. ویؤکد المؤتمر على أن هذا الحق هو حق طبیعی متوافق مع کافة الشرائع والقوانین الدولیة.

10- یؤکد المؤتمر على ضرورة نزع أی غطاء دولی عن الممارسات الإسرائیلیة المخالفة للقانون الدولی ولحقوق الإنسان، وأنه یجب التوقف فوراً عن التعامل معها کدولة فوق القانون، کما یدعو القوى الکبرى إلى التوقف عن سیاسة الکیل بمکیالین، وإلى العمل على إجبار (إسرائیل) على وقف اعتداءاتها.

11- یُثمِّن المؤتمر دور مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات القانونیة الأهلیة الفلسطینیة والعربیة والدولیة فی کشف الممارسات الإسرائیلیة المخالفة للقانون الدولی، وفی سعیها لتحقیق مطالب الشعب الفلسطینی، وفی محاولاتها لجلب مجرمی الحرب الإسرائیلیین إلى العدالة. ویدعوها إلى تنسیق جهودها وتفعیلها لتحقیق نتائج أقوى وأفضل.

12- یدعو المؤتمر الدول العربیّة والجهات الرسمیّة الأخرى إلى اتخاذ مواقف حازمة نحو التعقّب القانونی والقضائی لـ(إسرائیل) ومحاسبتها على جرائمها، بتفعیل الآلیات القانونیة المتوفّرة فی الأمم المتحدة ومحکمة الجنایات الدولیة ... وغیرها. کما یطالب المؤتمر الحکومات العربیة بوقف التطبیع مع (إسرائیل)، ورفع أی غطاء قانونی عن عملیات التطبیع.

13- یدعو المؤتمر إلى إنشاء مؤسسة أو مؤسسات دولیة قانونیة متخصصة، وفق أسس مهنیة علمیة محترفة، تتولّى الملاحقة القضائیة للممارسات الإسرائیلیة، وتسعى إلى الاستفادة بأقصى حد ممکن مما یتیحه القانون الدولی فی تحقیق مطالب الفلسطینیین، وتعویضهم عن أیة أضرار لحقت بهم، ومحاسبة مجرمی الحرب الإسرائیلیین. ویدعو المؤتمر جمیع المتخصصین إلى الإسهام کل فی مجال اختصاصه لدعم نجاح مثل هذه المؤسسات.

14- یدعو المؤتمر الجهات الحکومیة والشعبیة المعنیة إلى تشکیل وحدات متابعة قانونیة متخصصة، تقوم بتسجیل الممارسات الإسرائیلیة وفق أسس علمیة وقانونیة منضبطة، بحیث یمکن البناء علیها فی عملیات الملاحقة القانونیة فیما بعد. کما یدعو المؤتمر إلى التعریف بموقف القانون الدولی من الممارسات الإسرائیلیة، والتعریف بذلک فی المقررات الدراسیة والجامعیة والبحثیة والإعلام.

15- یدعو المؤتمر إلى توسیع الثقافة القانونیة، وتعریف الناس بحقوقهم القانونیة، وتکریس کل ما من شأنه احترام حقوق الإنسان والحفاظ على عزته وکرامته.
تجدر الإشارة إلى أن مرکز الزیتونة للدراسات والاستشارات مؤسسة مستقلة، تأسست فی بیروت، فی منتصف عام 2004 ویُعنى المرکز بالدراسات الاستراتیجیة واستشراف المستقبل، ویُغطی مجالُ عملِهِ العالمین العربی والإسلامی، لکنه یرکز على القضیة الفلسطینیة، وعلى دراسات الصراع مع المشروع الصهیونی والکیان الإسرائیلی، وکل ما یرتبط بذلک من أوضاع فلسطینیة وعربیة وإسلامیة ودولیة.
ویسعى المرکز إلى بناء قاعدة معلومات واسعة، وتصنیفها وفق أحدث الطرق والأسالیب العلمیة والتقنیة، والتعاون مع العلماء والخبراء والمتخصصین لإصدار الدراسات والأبحاث العلمیة الرصینة.

.


ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.