05 December 2009 - 14:36
رمز الخبر: 1268
پ
آیة الله قاسم:
رسا/منبر الجمعة- انتقد آیة الله الشیخ عیسى أحمد قاسم فی خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق بالدراز أمس بشدة الموقف السویسری من المآذن، وعلى الصعید الداخلی جدد تأکیده على انتهاج الخیار السلمی، مؤکدا عدم رضاه عن العنف.
الغرب یخاف من الإسلام لأنه یقدر أصالته وکفاءته


انتقد آیة الله الشیخ عیسى قاسم بشدة ما شهدته سویسرا من منع لإنشاء المآذن، وقال: "مآذن أربع فی سویسرا تصیبها بالفزع وتحدث لها حالة استنفار وتؤدی إلى تعدیل دستوری یمنع من تشیید المآذن هناک" مستغربا کیف "صارت البلاد الأوروبیة تفزعها قطعة قماش تستر رأس امرأة أو نقاب یغطی شیئا من وجهها تصیبها بالرعب وتخاف على حضارتها العملاقة الانهیار من ذلک"، ولاحظ سماحته کیف أن"سویسرا وأوروبا هی البلاد التی تتشدق بشعار الحریة وتنصب نفسها مدافعة عنه فی کل الدنیا وتغزو بلادا بعد أخرى بذریعة الانتصار لشعار الحریة، وتنعى على الکثیرین أنهم لا یقیمون للحریة وزنها المطلوب وأنهم یحتاجون لمن یعلمهم الحریة".
واعتبر سماحته أن "مواجهة المآذن الأربع ومواجهة ستر الرأس أو ستر الوجه، أو أی سلوک من هذه السلوکیات التی تأخذ طابعا إسلامیا بذریعة الخوف من الإرهاب؛ ولکن وراء هذه الشراسة فی مواجهة أی سلوک إسلامی فی الغرب شیء أکبر من ذلک، وهو خوف الاستقطاب".
وفی تقدیر سماحته فإن"الغرب یخاف من الإسلام لأنه یقدر أصالته وکفاءته، ویعرف أن الإسلام الأصیل النقی إذا عرفه الناس هفت القلوب إلیه من شعوب الدنیا کلها وأن السبیل على إبقاء المصالح الإستکباریة هو الصد عن الإسلام وتشویهه"، لافتا إلى تطابق غریب فی المواقف "کما یأخذ الغرب بهذه السیاسة فإن کل الذیول الاستکباریة فی البلاد الإسلامیة تأخذ بهذه السیاسة نفسها".
وفی موقف صارم من الاستکبار أوضح قاسم "کل المستکبرین وکل الطغاة وکل الذین یریدون أن یستغلوا الناس وأن ینصبوا أنفسهم آلهة فی الأرض من دون الله یعز علیهم أن تنشر الحقیقة الإسلامیة وأن یعرف الناس الإسلام"، مضیفا بأن "لا حرب الیوم فی الأرض أکبر من الحرب على الإسلام والحرب کلها بمظاهرها المختلفة وفی کل جبهاتها هی فی عمقها حرب على الإسلام"، وفی مساجلة مع الموقف الغربی تساءل قائلا:"إذا کان للغرب أن یحمی حضارته ودینه أو مادیته، فلماذا ینکر علینا هذا الحق نفسه بالنسبة إلى موقفنا من مراکزه التخریبیة وعریه وعربدته فی الدول الإسلامیة؟"، واستطرد "إذا شتم شاتمهم مقدساتنا اعتبروا أن الحریة عندهم مبدأ مقدس لا یمکن أن یمس ولا أن یؤدب الممارس لحریته من أبنائهم، لأن القانون والدستور یحمیه .. أما إذا سترت مواطنة مسلمة من مواطنی بلادهم شعر رأسها بمندیل ممارسة لحریتها قالوا إن هذا تهدید للحریة وللحضارة وهو مدخل إرهابᴉ". وعلق مستهجنا "أرأیت کیف یکال بمکیالین؟ وکیف یکون التناقض فی المواقف المتشابهة أو المتماثلة؟".
على الصعید الداخلی جدد الشیخ قاسم رفضه للعنف وقال: "لا نرضى العنف أبدا ولا نرضى التشجیع علیه وندعو إلى التقید بالأسلوب السلمی فی مواجهة الظلم"، مشیرا إلى أن "أی عاقل لا یقبل على الإطلاق أن من العدل وما یهدئ الأوضاع ویقود إلى حالة من التعقل؛ أن تخصص ملایین الأقدام المربعة من أرض وطن صغیر المساحة لنفر قلیل من أهل القمة فی الثروة فی وقت یحرم الکثیر الکثیر من المواطنین نیل أحدهم قطعة أرض صغیرة یقیم علیها مأوى صغیرا یؤویه وأهله وأطفاله".
وفی تحذیره من عواقب الفساد، نبه قاسم إلى أن "استمرار الفساد المالی والإداری وغیره؛ سیاسة تشجع على العنف وتحث علیه وتستهدف تأجیجه وتقلل من قیمة الأسلوب السلمی وطرق أبواب الحوار وهی سیاسة فیها تدمیر للوطن بکل ثروته وسمعته وإنسانه وإنا لله وإنا إلیه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلی العظیم".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.