12 December 2009 - 17:46
رمز الخبر: 1323
پ
آیة الله فضل الله:
رسا/ منبر الجمعة- نیابةً عن والده سماحة آیة الله السیّد محمد حسین فضل الله؛ ألقى السید علی فضل الله، خطبتی صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامین الحسنین(ع) فی حارة حریک.
لم یعد أمام الفلسطینیّین إلا العمل على وحدتهم الوطنیّة، وإطلاق المقاومة مجدّدا

 

 

 

استهل السید فضل الله خطبته السیاسیة بجدید القضیة الفلسطینیة، وفی تعلیق على مشروع القانون الذی اقرهقبل أیام قلیلة برلمان الاحتلال "الکنیست" والذی قضى بإجراء استفتاء على أی قرار حکومی یتعلق بالانسحاب من شرق القدس المحتلة وهضبة الجولان السوریة المحتلة   حیث قال :"تتأکّد یوماً بعد یوم خطّة العدوّ الاستراتیجیّة، والتی تقضی بفرض أمر واقع، بأن لا مکان لفلسطین فی الجغرافیا والسیاسة، بل (إسرائیل) کدولة یهودیّة على کامل الأرض الفلسطینیّة المغتَصَبة، وخصوصاً بعد قرار حکومة العدوّ القاضی بعدم إرجاع أیّ أرضٍ للعرب إلا بالاستفتاء، فی تعقید مسبق لنتائج أیّ مسار تفاوضیّ قد یفرضه المستقبل".

وعن الموقف العربی إزاء مجمل الاجراءات والقرارات التی یتخذها العدو، أوضح فضل الله " یتأکّد ـ مع الأسف ـ أنّ العالم العربیّ والإسلامیّ غیر معنیّ إلا بإعطاء العدوّ الغطاء الواقعیّ للاستمرار فی مخطّطاته العدوانیّة على الفلسطینیّین والأمّة کلّها، فی ظلّ انعدام الوزن الأخلاقیّ للعالم الذی یعتبر نفسه حضاریّاً، ففی الوقت الّذی یحاول منع أیّ إدانةٍ للإسرائیلیّین بجرائم حربٍ مستمرّة، یُشرک ـ عبر الحلف الأطلسی ـ کیان العدوّ فی دوریّاته البحریّة فی المتوسّط، ویعمل على تذکیة نار الفتن فی أکثر من بلدٍ عربیّ، بهدف تأمین المناخ الملائم للعدوّ لتنفیذ خططه وتعزیز قوّته، کما أمّن ذلک سابقاً لتثبیت وجود الکیان قبل عام 48 وبعده"، لیخلص من کل هذا التخاذل العربی والتواطؤ الدولی إلى حقیقة:" لم یعد أمام الفلسطینیّین إلا العمل على وحدتهم الوطنیّة، وإطلاق المقاومة مجدّداً کبدیلٍ من سیاسة الانسحاق أمام العدوّ والاستسلام لمشیئته ومشیئة أمریکا".

وفی قراءته السیاسیة، یربط سماحته بین التراجعات الخطیرة فی الملف الفلسطینی وبین التردی العربی والاسلامی الغیر مسبوق، فیقول:" ..فإنّنا نستطیع أن نفهم ما نشاهده فی العالم العربی والإسلامیّ، من إذکاءٍ لنیران الفتن والحروب، وتغذیة الانقسامات الدّاخلیّة، بدءاً من الیمن الّذی لا نرى تدخّلاً عربیّاً وإسلامیّاً فاعلاً لإطفاء النّیران فیه، وخصوصاً من الجامعة العربیّة ومنظّمة المؤتمر الإسلامیّ، بل نلحظ مزیداً من صبّ الزّیت على النّار، فی تعقیداتٍ جدیدة تُبقی الملفّ مفتوحاً على الحرب والفتنة"، ویواصل سماحته فی رسم خارطة التردی العربی، مضیفا"..مروراً بالسّودان الذی یعمل الاستکبار العالمی على ضرب وحدته واستقراره بهدف تحقیق أکثر من مکسب استراتیجی ضدّ العالم العربی والإسلامی، إضافةً إلى نهب ثرواته، وإدخاله فی ملف التجزئة والتفتیت من الأبواب الواسعة، لیتکرّر المشهد الصومالی فی بعض أجزاء السّودان بطریقةٍ وأخرى. 

 

 

 

وصولاً إلى العراق، الذی دخل فی الأیّام الماضیة فی أوضاع خطیرة، من خلال قوى التّکفیر والجریمة التی لا تخدم سوى الاحتلال، وذلک فی التّفجیرات الوحشیّة التی حصدت مئات القتلى والجرحى فی خمس تفجیراتٍ فی یومٍ واحد".

وعلى الصعید اللبنانی، وفی إشارة غیر مباشرة لمواقف البطریرک المارونی نصر الله صفیر المتحاملة على المقاومة وسلاحها، قال السید:" إنّنا نعتقد أنّ الدّور الأساس للمرجعیّات الدینیّة والسیاسیّة ینطلق من الحرص على حمایة البلد، من خلال السّعی لحمایة وحدته السیاسیّة والشّعبیّة فی الدّاخل، وتوظیف هذه الوحدة لمواجهة أخطار العدوّ القادمة من الخارج، والسّاعیة لتقویض السّلم الأهلی عبر جیش العملاء والمخابرات العامل لحسابه، والمتواجد على مساحة الوطن کلّه، وعلى مستوى الطّوائف کلّها"، وفی موقف من التهدیدات الصهیونیة المتتالیة، وخاصة بعد تشکیل حکومة الائتلاف الوطنی؛ دعا سماحته إلى:" وقفة وحدویّة ثابتة وراسخة فی الدّاخل، فی مواجهة العدوّ الذی یلوّح بخیار الحرب عندما یتحدّث عن انهیار القرار 1701، ولن یوقفَ هذا الخیار الحملات السیاسیّة الموجَّهة والمرسومة ضدّ المقاومة وسلاحها، بل یجب توجیه الرّسائل الحاسمة التی تؤکّد له أنّ البلد سینطلق کوحدة متماسکة على مستوى الحکومة والشعب لمواجهة أیّة حماقة قد یُقدم علیها للهروب إلى الإمام، أو لإعادة عقارب السّاعة السیاسیة فی لبنان إلى الوراء".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.