19 December 2009 - 13:14
رمز الخبر: 1373
پ
آیة الله فضل الله:
رسا/منبر الجمعة- من على منبر مسجد الإمامین الحسنین(ع) فی حارة حریک وفی خطبة الفاتح من محرم قدم آیة الله السید محمد حسین فضل الله - فی خطبته السیاسیة- تحلیلا أحاط بمجمل أوضاع المنطقة، مؤکدا على خیار المقاومة.
خریطة الطریق الوحیدة التی یفهمها العدوّ هی البرنامج المقاوم

فی المشهد الفلسطینی تناول آیة الله فضل الله بالتحلیل التطورات المتلاحقة حیث "یهرول العدوّ إلى الأمام، فارضاً جدول أعماله على الإدارة الأمریکیة والاتحاد الأوروبی، عبر الإسراع فی زحفه الاستیطانی، وتقیید التسویة بقرارات حکومیة أو من الکنیست تُخضع مسألة الاستیطان أو الانسحاب لاستفتاء مسبق من الیهود المحتلین، والنتیجة معروفة سلفاً فی أن هؤلاء الذین یقتحمون بیوت الفلسطینیین یومیاً بقرارات قضائیة أو غیر قضائیة صادرة عن سلطات الاحتلال، لن یعطوا أصواتهم إلا لمزید من الاحتلال والاستیطان".
وفی موضوع الاستیطان تطرق سماحته لـ"خطة الحکومة الصهیونیة المسماة "خریطة الأولویات القومیة" والقاضیة بضمّ عشرات المستوطنات المسمّاة "معزولة" إلى بقیة المستوطنات خلف الجدار العازل، وتأمین الاعتمادات المالیة الکبرى لها، مع ما یعنیه ذلک من تمهید لضم الضفة الغربیة بشکل تدریجی، ومن خلال عجلة الاستیطان التی لا تتوقف على الرغم من السیناریوهات الأمریکیة والأوروبیة التی تثیر الحدیث بین وقت وآخر عن المفاوضات وخارطة الطریق".
وفی تعبیره عن قلق ضمنی من انحسار الفعل المقاوم فی الشهور الاخیرة، قال سماحته:" إننا نقول للفلسطینیین والعرب والمسلمین:" إن خریطة الطریق الوحیدة التی یفهمها هذا العدوّ هی البرنامج المقاوم الذی من شأنه أن یضع حداً للزحف الاستیطانی إنْ لم یستطع إخراج المحتل، والمطلوب من الجمیع أن یتحرکوا على کافة المستویات لجعل الوجود الصهیونی فی فلسطین وجوداً قلقاً حائراً، تتنازعه هواجس الاهتزاز ومشاعر القلق والإحباط".
وفی الملف الإیرانی أشار فضل الله إلى " تصاعد الضغوط الأمریکیة والغربیة ضد إیران، لحملها على الخضوع لشروط تستهدف سیادتها واستقلالها بما یتصل بملفها النووی السلمی، وتتحدث وزیرة الخارجیة الأمریکیة عمّا أسمته "الحاجة إلى عقوبات جدیدة ضد إیران"، بحجة "توفیر مزید من المعلومات عن برنامجها النووی المشتبه فیه"، کما تقول. مع أن تقریر الاستخبارات الأمریکیة أفاد قبل سنتین بأن إیران أوقفت نشاطها فی مجال الأسلحة النوویة عام 2003، وأن الوکالة واثقة تماماً من أن هذا النشاط لم یتجدد؛ الأمر الذی یؤکد بأن أمریکا والدول الغربیة تسعى لابتزاز إیران بهدف إخضاعها، ودفعها للتخلی عن استراتیجیتها فی التصنیع العلمی والتکنولوجی، الذی من شأنه أن یحمی استقلالها السیاسی، ویعزز اکتفاءها الذاتی اقتصادیاً وصناعیاً، وخصوصاً فی مجالات الطاقة".


وفی کشفه عن أبعاد المخطط الاستکباری أوضح السید فضل الله:"إننا نعتقد أن هذا الملف لا یتصل بالجمهوریة الإسلامیة وحدها، بل یخص کل دول العالم العربی والإسلامی، لأن الاستکبار العالمی ـ وبالتعاون مع الکیان الصهیونی ـ یعمل بکل طاقته لمنع تشکّل قوى إسلامیة وعربیة لها توجهاتها الاستقلالیة سیاسیاً واقتصادیاً"، وعلى هذا الأساس یرى سماحته بأن المطلوب "أن یکون الرد من کل الدول العربیة والإسلامیة بأنها لن تستجیب لکل دعوات الحصار والمقاطعة ضد إیران، لأن ذلک سیترک آثاراً مدمِّرة على المنطقة، ویجعلها أکثر اهتزازاً، ویمهّد لجولات عنف جدیدة فیها".
وفی تعلیق على قمة دول مجلس التعاون الخلیجی المنعقدة أخیرا، یذکر سماحته بالمفهوم الحقیقی للسیادة العربیة ویقول:"نحن فی الوقت الذی نرید فیه لکل التجمّعات والقمم العربیة الاقتصادیة والسیاسیة أن تنجح فی تأمین رفاهیة أکثر لشعوبها، وحمایة أوسع لسیادتها، کما فی قمة دول مجلس التعاون الخلیجی، إلا أننا ندعو لفهم عمیق للسیادة العربیة التی تنتهکها الطائرات الصهیونیة جیئة وذهاباً، والتی یطاولها العدوان الإسرائیلی الیومی فی فلسطین ولبنان وغیرهما، من دون أن ترتفع الأصوات لحمایة هذه السیادة والدفاع عنها بالغالی والنفیس، فضلاً عن أن المسؤولین الصهاینة یحطّون رحالهم فی هذه الدولة العربیة أو تلک، وتصدر البیانات السیاسیة الرسمیة المرحِّبة بهم، خلافاً لقوانین المقاطعة الصادرة عن جامعة الدول العربیة والقمم العربیة".
وفی تعلیق غیر مباشر على زیارة الرئیس اللبنانی میشال سلیمان للولایات المتحدة الأمریکیة، دعا آیة الله فضل الله الأمریکیین بأن یدعوا اللبنانیین وشأنهم، وقال:" أما لبنان الذی اکتوى بنیران الأسلحة الأمریکیة الذکیة وغیر الذکیة، والذی لا یزال یدفع فاتورة القنابل العنقودیة الأمریکیة الصنع، فقد استمع لنصیحة أمریکیة متجددة بضرورة منع تهریب السلاح، لأن الأمریکیین ـ مهما اختلفت إداراتهم ـ یریدون للبنان أن یبقى عاریاً وأعزل أمام (إسرائیل) النوویة، حتى تسرح وتمرح فی سمائه، وتستبیح أمنه وتحتل أرضه ساعة تشاء"، وأضاف مشنعا على التدخل الأمریکی الفاضح فی الشأن اللبنانی: " إننا نقول للأمریکیین الذی أخرجوا لبنان من دائرة الاهتمام القصوى، ووضعوه على لائحة الابتزاز والمساومة: اترکوا اللبنانیین وحدهم، ولا تتدخّلوا مع هذا الفریق أو ذلک لتفرضوا علیه مواقف وخطوات لا تنسجم مع سیادة البلد وحرکة الحکومة الجدیدة، وسیکون بمقدور اللبنانیین التفاهم على هذا السلاح الذی لن تکون له إلا وظیفة دفاعیة لحمایة لبنان، ومنع المغامرین الدولیین والإقلیمیین من تسهیل حرکة المرور لمشاریعهم العدوانیة عبر أرضه ومیاهه وسمائه؛ لأننا نتطلّع للبنان النموذج للحریة والعدالة والسیادة والاستقلال على مستوى المنطقة کلها، وعلى امتداد الشرق الأوسط کلّه".








ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.