02 August 2009 - 17:15
رمز الخبر: 147
پ
آیة الله جعفر السبحانی:
وکالة رسا للأنباء- قال آیة الله سبحانی: المراد بالقرن فی روایة النبی (ص): "خیر القرون قرنی" النسل والذریة لا مائة عام من الزمن.
تفسیر السلفیة لروایة "خیر القرون قرنی" تفسیر خاطیء ومدحوض<BR>
<BR>

 

أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء من مدینة مشهد، شمالی ایران، أن المرجع الدینی سماحة آیة الله جعفر سبحانی قال: المراد من القرن فی قول الرسول الکریم (ص): "خیر القرون قرنی" النسل والذریة، بینما فسرها السلفیون بالقرن المعروف المتکون من مائة عام، ذاهبین الى أن الثلاثمائة عام الأولى من صدر الاسلام خیر الأزمنة، فیجب العودة إلیها.

وأشار سماحته فی الحلقة الثانیة من سلسلة محاضرات "الکلام الاسلامی" التی یلقیها فی مشهد، الى تاریخ نظریة السلف، قائلاً: طرحت السلفیون هذه النظریة بعد أربعة عشر قرن من عمر الاسلام، وعقب انفعال العالم الاسلامی وتخلفه عن الغرب.

وأوضح سماخته أن بعض علماء الاسلام یعزو تخلف الاسلام الى ابتعاده عن السلف وعدم العمل بالقرآن والحدیث، مضیفاً: یطلق البعص هذه النظریة من دوافع حسن النوایا والرغبة بالعمل بالاسلام الواقعی؛ غیر أن البعض الآخر یتخذها مذهباً للتعبد.

وشدد سماحة الأستاذ فی الحوزة العلمیة فی قم على أن المراد من القرن فی الحدیث المذکور هو النسل، مردفاً: على فرض القبول بالنظریة السلفیة، لکن الرجوع الى التاریخ الاسلامی والترکیز فی تلک الحقبة یظهر لنا أن العالم الاسلامی تعرض لضربات قویة فی القرن الأول من ناحیة الحکومة، وکان یعانی من الانحراف الفکری فی القرن الثانی وجزء من القرن الثالث، وهو ما لا یتناسب مع کلمة "خیر"الواردة فی الروایة.

وتابع: فعلى فرض الموافقة على ما ذهبت الیه السلفیة، فی أی خانة نضع حوادث من قبیل واقعة کربلاء وقتل الناس الأبریاء فی المدینة ومقتل حجاج بیت الله الحرام وغیرها من الجرائم الکثیرة؟ وبم نصف وجود مذاهب فکریة من قبیل المرجئة والکرامیة وما شاکل؟ إن ذلک یجعل من تلک القرون شر القرون لا خیرها.

ونوه سماحته باختلاف آراء الصحابة فی عهد النبی الکریم (ص)، وقال: الإحالة الى رأی الصحابة مشروط باتحاد رأیهم ومشربهم فی المسائل والأمور المختلفة؛ لکننا نرى أن الصحابة فی عصر النبی (ص) اختلفت کلمتهم فی کثیر من المواضیع نحو غنائم بدر، صلح الحدیبیبة، عدم الصیام فی السفر، وغیر ذلک من الموارد الأخرى، بل حمل بعضهم السیف بوجه البعض الآخر أحیاناً.

وأشار سماحته الى استعمال السلفیین لمصطلح "السلف الصالح"، مضیفاً: السلف الصالح إما أن یستعمل بقید احترازی وإما بقید توضیحی. وفی کلا الصورتین لا ینفع السلفیین فی استدلالهم.

وکشف سماحته عن أن مصطلح السلف الصالح بالقید الاحترازی یعنی وجود سلف طالح مقابل السلف الصالح، وهو ما ینسف نظریة السلفیین، مبدیاً: وهذا المصطلح غیر صحیح بالقید التوصیحی أیضاً الذی یتضمن الصلاح فی جمیع الجوانب والمجالات؛ لأن حوادث من قبیل حادثة کربلاء وحکومة بنی أمیة وغیرها لا تتواءم مع السلف الصالح.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.