27 January 2010 - 18:10
رمز الخبر: 1574
پ
نداء القائد- استقبل سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة صباح یوم الثلاثاء 26/01/2009 م الآلآف من أهالی محافظة مازندران و علمائها و مسؤولیها و اعتبر الأحداث التاریخیة ذات دروس و عبر لمواصلة المسیرة فی المستقبل،
الإمام الخامنئی یستقبل الآلآف من أهالی مازندران


و أشار إلی عدم تأثیر المخططات المختلفة طوال الثلاثین عاماً المنصرمة بفعل إیمان الشعب و تواجده الواعی فی الساحة مؤكداً: الیوم أیضاً یعتبر أهم واجب أمام جمیع أفراد الشعب و خصوصاً الشباب و الشخصیات المؤثرة هو التواجد فی ساحة الدفاع عن الثورة و النظام الإسلامی و الثقة بالمسؤولین، و الواجب الرئیس للمسؤولین هو السعی و العمل الدؤوب و الشامل و التدبیر لحل المشكلات و تسریع حركة البلاد نحو الأمام.
و ألمح قائد الثورة الإسلامیة فی هذا اللقاء الذی أقیم بمناسبة ملحمة أهالی مدینة آمل فی السادس و العشرین من كانون الثانی سنة 1982 م إلی دور الأهالی المؤمنین و الثوریین فی مدینة آمل فی حادثة 26/01/1982 م (06/11/1360 ش) مضیفاً: كان هذا الموضوع مهماً إلی درجة أن الإمام (رض) ذكره فی وصیته التاریخیة حتی لا ینسی و یبقی للأجیال الآتیة.
و شدّد آیة الله العظمی السید الخامنئی علی ضرورة استلهام الدروس و العبر من أحداث الثورة الإسلامیة المختلفة و خصوصاً ملحمة السادس من بهمن لأهالی آمل منوهاً: التفسیر الظاهری لما وصفت به مدینة آمل من أنها مدینة الألف خندق كان بسبب خنادق الشوارع فی حادثة السادس من بهمن سنة 60 لكن التفسیر الحقیقی لذلك هو خنادق القلوب، و حسب هذا التفسیر توجد خنادق مقابل هجوم الأعداء بعدد الأفراد المؤمنین و المندفعین.
و تحدث سماحته عن معرفة الآفات التی أدت إلی هزیمة بعض الشعوب فی طریق نیلها أهدافها الكبری مؤكداً: السبب الرئیس فی توقف و انكسار حركة هذه الشعوب هو عدم استعدادها لمواجهة الأخطار، و من دروس الأحداث التاریخیة الاستعداد للأخطار المحدقة و معرفتها بدقة.
و فی معرض تحلیله لأحداث الثلاثین سنة من عمر الثورة الإسلامیة و كیفیة انحراف بعض التیارات و الجماعات و بالتالی وقوفهم فی وجه الشعب قال سماحته: فی بدایات الثورة وقف بعض الأفراد و التیارات التی تدعی الثقافة و مناصرة أصوات الشعب و الكتل الشعبیة و ترفع شعار الدیمقراطیة وقفت مقابل الكتل الشعبیة التی أسست النظام الإسلامی بأثمان غالیة و منحته أصواتها، و جابهت الشعب مجابهة مسلحة.
و أشار سماحة الإمام الخامنئی إلی تركیبة هذه التیارات و الجماعات التی شملت المنافقین و الأفراد الكفرة و أنصار الغرب و حتی المتظاهرین بالدین ملفتاً: فی البدایة اعترضت هذه التیارات بكلام ثقافی علی مبانی الإمام الراحل (رض) و الجمهوریة الإسلامیة و بعد ذلك بدلت تدریجیاً ساحة الكفاح الفكری و السیاسی إلی ساحة كفاح مسلح و توترات و خلقت المتاعب للناس و المسؤولین فی زمن الحرب.
و أكد سماحته علی أن هویة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة هی هویة الشعب و عزمه و إیمانه مردفاً: فی ذلك الزمن تواجد الشعب بلطف و هدایة من الله فی الساحة و أحبط كل المؤامرات. طبعاً لم یكن هذا بمعنی انتهاء المؤامرات و لكن المهم هو أن الشعب كان واعیاً و متواجداً فی الساحة و واصل مسیرته إلی الیوم.
و قال قائد الثورة الإسلامیة فی تحلیله أداء جبهة معارضی النظام الإسلامی طوال ثلاثین سنة: كان ثمة دائماً فی هذه الجبهة خطئان فاحشان، الأول هو أنهم اعتبروا أنفسهم أعلی من الشعب، و الثانی أنهم ارتبطوا بأعداء الشعب.
و فی معرض بیانه للخطأ الأول لمعارضی النظام الإسلامی قال الإمام الخامنئی: نتیجة أن یعتبروا أنفسهم أعلی من الشعب هو أنه لو بادر الشعب فی إطار خطوة قانونیة إلی تحرك ‌أو انتخاب معین سیصفه المعارضون بأنه تصرف عوام و یصفون الشعب بأنهم عوام.
و أشار سماحته إلی ارتباط معارضی النظام الإسلامی بأعداء الشعب قائلاً: طوال الثلاثین سنة الماضیة كانت الحكومة الأمریكیة و الكیان الصهیونی و الصهاینة فی العالم أعدی أعداء الشعب الإیرانی، و هم الیوم أیضاً - للحق و الإنصاف- أعدی أعداء الشعب و الارتباط بهؤلاء الأعداء خطأ كبیر.
و أضاف قائد الثورة الإسلامیة: حینما ینزل العدو إلی الساحة یجب أن نتفطن، و إذا كنا قد ارتكبنا خطأ أو اشتباهاً فعلینا تصحیحه.
و اعتبر الإمام الخامنئی أن عدم تأثیر المؤامرات الأمریكیة فی الثلاثین سنة الماضیة أمراً واضحاً و بیناً جداً و أكد قائلاً: یعود عدم تأثیر المؤامرات إلی أن الجمهوریة الإسلامیة الیوم أقوی عشرات المرات من الأیام و السنین الأولی، و هی تواصل حركتها بسرعة و اقتدار أكبر.
و أبدی سماحته استغرابه لعدم أخذ أعداء الشعب الإیرانی العبر من الأحداث ملفتاً إلی عدم تأثیر المؤامرات السابقة، و إلی مساعی الأعداء لرسم مخططات جدیدة و مكررة فی الوقت نفسه مضیفاً: یقول الأمریكان أنهم صادقوا علی میزانیة قدرها 45 ملیون دولار لإسقاط الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة عن طریق الأنترنت، و هذا دلیل علی ذروة بؤس العدو لأنهم أنفقوا لحد الآن العشرات من هذه الـ 45 ملیون دولار لمجابهة النظام الإسلامی عن طریق العمل الدبلوماسی، و الحصار، و إرسال الجواسیس، و استخدام المرتزقة، و الأسالیب الأخری لكنهم لم یصلوا إلی أیة نتیجة.
و عدّ قائد الثورة الإسلامیة عجز العدو عن فهم حقیقة الثورة الإسلامیة و قوة الشعب من السنن الإلهیة منوهاً: خطط أعداء الشعب الإیرانی منذ فترات طویلة عسی أن یستطیعوا إشعال التوترات فی طهران بذریعة من الذرائع، لكن هل كانت نتیجة هذه المخططات سوی مزید من الیقظة و الوعی لدی الجماهیر فی الدفاع عن الجمهوریة الإسلامیة؟
و أكد آیة الله العظمی السید الخامنئی: أدت الأحداث الأخیرة إلی تنامی الشعور بالمسؤولیة لدی جمیع أبناء الشعب فی التواجد أكثر فأكثر فی ساحة الدفاع عن الجمهوریة الإسلامیة.
و ألمح سماحته: طبعاً كانت مخططات الأعداء فی بعض المراحل من أجل ابتزاز النظام الإسلامی، لكن إمامنا الجلیل (رض) لم یخضع للابتزاز أبداً، و لیعلم الجمیع أننا أیضاً، من جانب الشعب الإیرانی و من جانبنا، لن نخضع لابتزاز أیّ كان.
و شدد قائد الثورة الإسلامیة علی أن الشعب الإیرانی مصر علی حقه و لن یتنازل عنه مردفاً: الشعب الإیرانی یرید أن یكون شعباً مستقلاً، متوثباً، متقدماً إلی الأمام، عاملاً بأحكام الإسلام و مقتدراً فی الدفاع عن حقوقه و معتقداته، فهل هذه المطالیب الحقة جریمة؟
و قال الإمام الخامنئی: إننا نعتقد علی أساس دساتیر الإسلام أنه متی ما تجابه الحق و الباطل، إذا كان أصحاب الحق صامدین صادقین فی مسیرتهم فإن الباطل سیهزم لا محالة، و قد أثبتت تجربة الثلاثین عاماً الماضیة هذا الأمر.
و ألفت سماحته فی معرض شرحه لواجبات الشعب و المسؤولین فی الظروف الحالیة: الواجب الأهم الذی یقع علی عاتق أبناء الشعب و المسؤولین و خصوصاً الشباب و الشخصیات المؤثرة بكلامها فی الناس هو الحفاظ علی الشعور بمسؤولیة التواجد فی الساحة.
و أكد قائد الثورة الإسلامیة: الیوم یجب أن لا یقول أی شخص إننی لا أتحمل واجباً و مسؤولیة، إنما علی الجمیع الشعور بالمسؤولیة فی الدفاع عن نظام الجمهوریة الإسلامیة و هو دفاع عن الإسلام و حقوق الشعب و عزة البلاد.
و أضاف آیة الله العظمی الخامنئی: لقد أثبت الشعب دوماً شعوره بالمسؤولیة و النموذج الساطع لذلك مظاهرات التاسع من دی، و فی الثانی و العشرین من بهمن أیضاً سیثبت الشعب كما فی الماضی استعداده و جاهزیته و توثبه.
و اعتبر سماحته أن واجب المسؤولین العمل و الجهد بتدبیر لحل المشكلات منوهاً: مسؤولو السلطات الثلاث و جمیع المسؤولین یجب أن یعتبروا العمل للناس و تدبیر الأمور واجبهم و لا یغفلوا عن ذلك لحظة.
و أكد قائد الثورة الإسلامیة: ینبغی لحركة البلاد التقدمیة أن لا تتوقف لحظة واحدة بل ینبغی أن تستمر بسرعة أكبر و شمولیة أوسع.
كما اعتبر الإمام الخامنئی أن واجب أبناء الشعب حیال المسؤولین هو الثقة بهم و دعمهم لافتاً: من أهداف العدو إفساد الثقة بین الشعب و المسؤولین و علی الجمیع التحلی بالوعی فی هذا الخصوص.
و أضاف: طبعاً دعم المسؤولین لا یعنی عدم تذكیرهم و إلفات نظرهم أو اجتناب توجیه النقد الصحیح و المناسب لهم لكن هذا النقد الضروری و التذكیر یجب أن یكون كنقد الجندیین المرابطین فی خندق واحد لبعضهما، و لیس من باب المجابهة و الصدام.
و شدد قائد الثورة الإسلامیة: تشیر قرائن عدیدة إلی أن ید القدرة الإلهیة تساند هذا الشعب و سوف یبّلغ الله تعالی بفضله و رأفته و الأدعیة المستجابة لإمامنا المهدی المنتظر (عج) هذا الشعب أهدافه السامیة، و سوف یُذل العدو أمام هذا الشعب العظیم.
و قال آیة الله العظمی الخامنئی فی جانب آخر من حدیثه تكریماً لمفاخر أهالی مازندران و بطولاتهم و خصوصاً أهالی آمل: صورة آمل فی العدید من المیادین و منها میدان الجهاد فی سبیل الله و میدان العلم و التفقه فی الدین و علم و العرفان صورة مشرقة، و الیوم أیضاً فإن كبار رجال الدین من آمل من مفاخر الحوزات العلمیة و من الأرصدة العلمیة‌ الدینیة القیمة للبلاد.
فی بدایة هذا اللقاء تحدث آیة الله طبرسی ممثل الولی الفقیه فی محافظة مازندران و إمام جمعة ساری مشیراً للسوابق التاریخیة لإهالی مازندران و حبهم الخاص لأهل البیت علیهم السلام و تضحیاتهم فی مختلف میادین الدفاع عن الثورة الإسلامیة و منها ملحمة السادس من بهمن فی آمل و فترة الدفاع المقدس مؤكداً: أهالی مازندران مستعدون دوماً للدفاع عن مبادئ الإمام (رض) و قیم الثورة الإسلامیة و هم رهن أوامر قائد الثورة الإسلامیة.
 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.