06 February 2010 - 14:50
رمز الخبر: 1632
پ
آیة الله عیسى قاسم:
رسا/منبر الجمعة- فی أول خطبة له بعد تعافیه من الأزمة القلبیة التی ألمت به آیة الله قاسم ینتقد النظام السیاسی، ویقدم رؤیة فی الإصلاح السیاسی تقوم على احترام إرادة الشعب.
تشکیل الحکومة لا یتم بعیدا عن إرادة الشعب
فی البحرین، قال آیة الله الشیخ عیسى أحمد قاسم فی أول خطبة جمعة له بعد تعافیه بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز؛ إن "الحکومة تختار أن تصف نفسها بالدیمقراطیة، وحتى تکون دیمقراطیة صدقا نحتاج إلى قانون انتخاب یتم بإرادة شعبیة ونحتاج إلى إلغاء المراکز العامة التی تؤثر على نزاهة الانتخابات، وان تشکیل الحکومة لا یتم بعیدا عن إرادة الشعب وأن تکون المؤسسة التشریعیة والرقابیة من صناعة الشعب وإرادته الخالصة".
وأکد قاسم على أن "الحکم بما یعنیه من قدرات متمیزة وقدرات ضخمة وصلاحیات واسعة وقرار نافذ وسلطة کبیرة لیمثل أهمیة بالغة وعنصرا شدید الحسم فی مسیرة الإصلاح والإفساد والتقدم والتخلف والعدل والظلم والاستقامة والانحراف فی حیاة المجتمعات وأوضاعها الدینیة والدنیویة"، وأضاف: "ومن هنا جاء أن الناس على دین ملوکهم، وکلما ترکزت السلطات بید واحدة أو کان التعدد شکلیا فإن خطورة موقع الحکم تزداد کثیرا ویعظم أثرها سلبا وإیجابا على واقع الحکم وصلاحه أو فساده".
وفی بیانه لأنماط الحکومات أوضح سماحته "الحکومة حکومتان، حکومة غابیّة وحکومة إنسانیة، غابیّة طریقها إلى الحکم قوة الغاب، البطش والظلم والقتل والسفک واستمرارها بالأدوات نفسها وهی لا تقدّر إنسانیتها بقدر ما تقدّر قوة الظفر والناب ولا تجد للآخر مقاما من خلال إنسانیته"، وأضاف: "الحکومة الإنسانیة تعیش روح الإنسانیة وتجد فی الآخر قیمة لإنسانیته وتعترف بهذه القیمة ولو بمقدار، وهی مرة دینیة ومرة غیر دینیة، الدینیة الصحیح فیها أن تعتمد على النصب الإلهی، وغیر الدینیة والتی تنطلق فی حکمها من البعد الإنسانی تقوم على النصب من الأمّة".
وأوضح قاسم أن "الحکومة الغابیّة تجد نفسها مالکة للأرض والإنسان، مسلکها النهب والسلب والاستئثار وإعمال السیف فی سبیل تیسیر کل ذلک، تحکم بإرادة مستقلة إلا عن الهوى الشخصی وإرادة الأقوى من حکومات أخرى"، لیخلص الى أنّ "هذه الحکومة لیست فی مقام المساءلة أو المحاسبة أو توقع الجزاء من المکافأة أو العقوبة، العلاقة بینها وبین من تحکم هی علاقة المغالبة والقوة فی قبال القوة، فإما أن تتعاظم قوة أحد الطرفین فیلغی الآخر وإما أن یبقى الصراع مستمرا بین قوة هذا الطرف وذاک".
وعلى النقیض من ذلک رأى سماحته أن الحکومة الإنسانیة "ترى نفسها مؤتمنة، والمؤتمن مسؤول ومحاسب ولا تخرج إرادته فی التصرف فیما أؤتمن علیه عن إرادة من ائتمنه، وفی مثل هذه الحکومة لابد من جهاز رقابة ومحاسبة ومحاکمة ومجازاة بالمکافأة أو المعاقبة»، واستطرد" لا تخفی بالمعلومات ولا تجییش للأنصار ضد المحاسبة أو المطالبة، ووظائف المراقبة والمحاسبة تتطلب أن یکون الجهاز المتکفل بها جهازا شعبیا خالصا وتشکیله بإرادة شعبیة محضة".
واعتبر قاسم فی ضوء ما سلف أن سؤال الهویة بالنسبة للسلطة یفرض نفسه وقال:"نطرح على الحکومة سؤالا: ما هی هویتها؟، طبعا ترفض الحکومة أن تکون حکومة غابیّة ولا تدعی أنها حکومة دینیة بالمعنى الخاص، طبعا لا یعنی هذا أن الحکومة غیر مسلمة، ولکن مرة یکون منهج الحکم إسلامیا ومرة لا یکون إسلامیا". وأوضح کیف "أن الحکومة تختار أن تصف نفسها بالدیمقراطیة، وحتى تکون دیمقراطیة صدقا نحتاج إلى قانون انتخاب یتم بإرادة شعبیة ونحتاج إلى إلغاء المراکز العامة التی تؤثر على نزاهة الانتخابات، وأن تشکیل الحکومة لا یتم بعیدا عن إرادة الشعب وان تکون المؤسسة التشریعیة والرقابیة من صناعة الشعب وإرادته الخالصة".
واستکمالا لمشروع الإصلاح الذی یقترحة آیة الله قاسم، أوضح "وقبل ذلک تحتاج الدیمقراطیة إلى دستور من وضع الأغلبیة فی مجلس نیابی حر مثلا، فلنقس دیمقراطیتنا إلى کل هذه النقاط وما هو متحقق منها على الأرض، وإذا کان یراد الاقتراب من الدیمقراطیة فلابد من النظر فی قانون الانتخابات وفی بقیة البنود المذکورة".
وعن مناسبة أربعینیة الإمام الحسین (ع) التی صادفت یوم أمس، قال سماحته:"الإمام الحسین (ع) هو ذلک القلب الطاهر الذی لم یغادره التوحید الخالص ولا شیء منه فی أکبر لحظات الإعصار والألم والکرب والمعاناة التی تذوب لها النفوس..کلما عظم الخطب واشتد البلاء زاد التلألؤ لروح التوحید فی ذلک القلب العامر بذکر الله. وتجلى التسلیم والرضا والشوق والانشداد، وبذلک یبقى الحسین (ع) مهوى أفئدة المؤمنین ویبقى هو القدوة والإمام والمثل".
وأکد أن "الحسین (ع) هو الشمس التی لا تنطفئ والنور الذی لا یخبو والثورة التی لا تتوقف والزحف الذی لا یتراجع وصوت الحق الذی لا یغیب"، وأشار إلى أن "کربلاء بما شهدته من زحف العساکر الجرارة من أبناء المسلمین طلبا لرأس سبط الرسول (ص)، وأحد سیدی شباب أهل الجنة وثانی إمامین بالحق قاما أو قعدا وواحد من أقمار المباهلة، لخیر شاهد على انحراف المجتمع الإسلامی عن منابع الفهم
الصحیح للإسلام وأن التعلق بالدنیا یمکن أن یؤدی بهذا المجتمع إلى أن یقدم على أکبر الجرائم فی حق قادته ومنقذیه الحقیقیین وینتصر لأعدائه على أولیائه عن التفات أو غیر التفات فی أی زمن وفی أی مکان". ولیختم بالقول: "وهذا ما یشیر إلى أهمیة التربیة الإسلامیة الواعیة الواسعة المتواصلة ومسؤولیتها الکبرى التی یتحملها الواعون المخلصون".










ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.