09 March 2010 - 22:58
رمز الخبر: 1939
پ
آیة الله مکارم الشیرازی فی لقائه بعلماء سنّة من أفغانستان:
رسا/ أخبار الحوزة المحلیة – لدى استقباله وفدا من علماء السنة من أفغانستان، ألقى سماحة الشیخ مكارم الشیرازی كلمة قیّمة، شخّص فیها المخاطر التی تواجه هذا البلد،محذرا بقوة من الصراع السنی الشیعی الذی یراد تصدیره إلى عدد من البلدان، داعیا إلى جبهة سنیة شیعیة لقطع الطریق على الوهابیین.
على علماء الشیعة و السنة منع الوهابیة من التصدی لأمور المسلمین لئلا یتعرض الإسلام الى الخطر.


أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن المرجع الدینی سماحة آیة الله ناصر مکارم الشیرازی، استقبل یوم أمس جمعاً من علماء أهل السنة من أفغانستان. وفی کلمة له فی الحاضرین، قال سماحته: نحن نرى أن الخطر الداهم الذی یتهدد أفغانستان، یتمثل بثلاثة أمور، على رأسها الخلافات الداخلیة وقضیة طالبان، والاحتلال.

وتابع سماحته القول: یجب على علماء أفغانستان ومفکریه التعاون مع بعضهم البعض، لإدارة هذا البلد على أکمل وجه ممکن، فإنه قد تحمل الویلات الکثیرة، کالحرب الداخلیة التی استنزفت کل قواه وبددت طاقاته وثرواته، والهجوم الشیوعی علیه، ما أدى به الى التخلف. ونحن باعتبارنا من أقرب الجیران له، نشعر وکأننا شرکاء له فی کل مصائبه وهمومه.

ومضى سماحته قائلاً: لقد آن الأوان أن تضع الحرب فی أفغانستان أوزارها، ویبدأ العمل على إعادة بنائها وإعمارها؛ وذلک لکی یتمکن ذلک الجیل الذی حُرم من التعلم والتمتع بالحقوق من استعادة حقوقه المسلویة. وواصل قائلا: کفى هذا البلد حرباً ونزاعاً ویجب الإهتمام بالشؤون الداخلیة والإعمار.

وأضاف سماحته : الخطر الثانی هو خطر المحتلین، فطالما بقی الأجانب فی هذا البلد فهم یفکرون فی مصالحهم فقط، ولا یهمهم الشعب الأفغانی ولا غیره من الشعوب، وإنما یصرحون باقتضاء مصالحهم لاحتلال الدول..ولا یبادرون الى مساعدتکم إلا اذا اتحدت مصلحتهم مع مصلحتکم.

وعن الخطر الثالث، راى سماحته: أنه یتمثل بالغزو الثقافی، خاصة مع وجود المحتل، فهو یصر على إضعاف الإسلام فی هذه البلد المحروم؛ لأنهم یرونه عائقاً أمام أطماعهم ومآربهم، فالاسلام بنظرهم یعیق الاستعمار والاستثمار، وهو ما شاهدناه منهم فی العرق وأفغانستان وغیرها من الدول الأخرى.

وأردف سماحته قائلاً: لقد شرع الأعداء فی أفغانستان بالعمل فی مجال الثقافة الإلحادیة، وجر شبابنا الى المسائل اللا أخلاقیة، ومنها الترویج للمواد المخدرة. وهذا الخطر یستشعر بصورة أکبر مع وجود المحتلین فی عقر دیارنا، مع العلم بأنهم حتى لو رحلوا لن یدعوا الترویج لذلک عن طریق الفضائیات والتکنولوجیا الحدیثة بکل أدواتها.

وقال أیضاً: عندما توجد مثل هذه الأخطار الثلاثة، لا داعی الى فتح جبهة رابعة، نحو الصراع الشیعی السنی الذی یراد تصدیره الى عدد من البلدان؛ لأنه لن یعود علینا بالخیر ولا بأی نتیجة إیجابیة تذکر.

ولفت سماحته الى أن عمل العوام من الشیعة والسنة لیس بملاک، مصرحاً: المهم أن لا یدخل علماء الفریقین فی صراع محتدم. والشاهد على ذلک کتاب "الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل" الذی ألفناه ولم نمس به أحد من أی طائفة أو مذهب، بل لم یرد فیه کلام مجاف للمنطق ومجانب للحقیقة، وحتى المصادر اعتمدنا فیها على الفریقین أیضاً.

وأردف سماحته: یجب علینا البحث عن القواسم المشترکة، وهی کثیرة جداً، وکمثال على ذلک الحج الذی طالما دعونا الى استثماره فی طریق الوحدة، فلا فارق بین حج الشیعی عن السنی، بل لکلا الطرفین طواف واحد وسعی واحد ومراسم مشترکة. نعم، علینا أن نجعل الحج مثلاً للتوحد، والترکیز على المشترکات، کما ینبغی عدم السماح للوهابیین المتطرفین أن یعمدوا الى فصلنا عن بعضنا البعض.

وشدد سماحته على أن الوهابیة ترى أن الدین الإسلامی هو دین العنف وإراقة الدماء والقتل، ومضیفاً: أنا أعتقد أن الاسلام قد أخذ موقعاً متقدماً فی العالم، ویسیر فی الطریق الصحیح، شریطة أن لا یُعرّف الى الناس على أنه دین الفظاظة والغلظة والعنف والقتل والارهاب. إن الاسلام دین الرحمة والمحبة والمودة، حیث ورد فیه 114 مرة عبارة "بسم الله الرحمن الرحیم" ، ونحن نکررها یومیاً فی الصلوات.

وتابع: یجب علینا أن نثبت أن الاسلام دین المحبة بالفعل من خلال العمل والممارسات العملیة. فالوهابیة لا تحمل معلومات صائبة عن الاسلام، فینبغی منعهم من التصدی لأمور المسلمین لئلا یتسببوا بکوارث للاسلام.

وقال سماحته: الیوم أمامنا فرصة کبیرة ومواتیة لنشر الاسلام فی ربوع العالم، ونأمل أن یغتنم علماء الاسلام هذه الفرصة لتعزیز الوحدة وتقویة دعائم الدین الاسلامی.

وفی الختام، قال سماحته: من جملة الدعاء الیومی لنا أننا ندعو الى کل واحدة من الدول الاسلامیة والجارة خاصة، کالعراق وأفغانستان ولبنان وباکستان، بأن ترفل بالسلام وتنعم بالأمن، وتتمکن من استعادة الحیاة الطیبة فیها/ 985.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.