13 March 2010 - 17:29
رمز الخبر: 1964
پ
آیة الله عیسى قاسم:
رسا/منبر الجمعة- على مشارف انعقاد مؤتمر «العلامة الشیخ حسین العصفور ... الرسالة والموقف» الذی تحتضنه البحرین، شدّد ایة الله الشیخ عیسى قاسم على أنّ الحدیث عن التاریخ ورجالاته إنما هو لاستنهاض الحاضر وتعزیز الثقة بالانتماء.. وللاستفادة من إضاءات الماضی وإشراقاته فی حرکة أکثر تقدما وأکبر طموحاَ تشغل الحاضر وتستشرف بخطوات قاصدة آفاق المستقبل.
الحرکة الدینیة تحتاج لسیرة عظماء الأمة معینا لها.

اعتبر ایة الله الشیخ عیسى أحمد قاسم فی خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز مؤتمر «العلامة الشیخ حسین العصفور ... الرسالة والموقف» الذی یفتتح غدا (الأحد) "خطوة مبارکة ورائدة وهادیة ومدشنة وموفقة ـ إن شاء الله ـ على طریق الاستجابة الطبیعیة لمقتضى وعی هذا الشعب وإحساسه بقیمة تاریخه وحاجته لاستنهاض دور العلم والإیمان والحرکة الإیجابیة الصالحة فی المشارکة الفعالة فی صنع الحاضر وتصحیحه والتقدم به والتمهید للرشد الصاعد الحی والوعی المتفجر الذی ینبغی أن یزخر به المستقبل".
وأوضح سماحته"إن فقیهنا الکبیر کان له أوسع درجة من التقلید لآرائه الفقهیة من بین بقیة الآراء فی البحرین وعموم المنطقة ولمدة زمنیة طالت جدا ولا یزال تقلید آرائه الفقهیة قائما إلى الیوم.."
واعتبر قاسم ان الحرکة الدینیة؛ العلمیة والعملیة تحتاج لکی تشتد وتصح وتحتفظ بأصالتها وتثبت على الطریق ولا تصاب بالاهتزاز؛ لسیرة عظماء الأمة معینا لها، مؤکدا على الانشداد بمحورها الأول ومنارتها الأصل من کتاب الله المجید وسیرة رسوله الکریم وأهل بیته المعصومین علیهم السلام.
وفی سیاق حدیثه عن هویة البحرین واصالته الدینیة اعتبر قاسم أن سماحة الفقیه الکبیر العلامة الشیخ حسین العصفور (ره) واحدا من الذین مثلوا هذه الهویة بحق فی أبعادها المختلفة والتحم بها والتحمت به، معتبرا الحدیث عن الشیخ وأمثاله حدیث عن هذا البلد الطیب والهویة الکریمة والتاریخ المجید وهو صفحة من صفحاته المشرقة وعلم من أعلامه الذین کتبت لهم الحیاة لا الموت.
ورأى سماحته أن الحدیث عن التاریخ ورجالاته إنما هو لاستنهاض الحاضر وتعزیز الثقة بالانتماء، وفیه شهادة بالحق وتأکید على الأصالة وتذکیر بالقدرة وبعث للهمم والاستفادة من إضاءات الماضی وإشراقاته فی حرکة أکثر تقدما وأکبر طموحاَ تشغل الحاضر وتستشرف بخطوات قاصدة آفاق المستقبل.
وفی تعلیق غیر مباشر على الذین لا یستسیغون مشارکة الاسلامیین فی العمل السیاسی، قال قاسم: "یرید البعض أن یفصل الدین عن السیاسة ویصر على ذلک وینکر على الإسلامیین تدخلهم فی میادینها، بینما کان الإسلام جادا کل الجد فی قرآنه العظیم وعلى ید رسوله الکریم على معالجة القضیة السیاسیة معالجة إسلامیة وحل مشکلاتها حلا إسلامیا عادلا وبطریقة إسلامیة إلهیة بعیدة عن هوى البشر وأنانیتهم الشخصیة، وقد أقام الرسول (ص) دولة الإسلام المبارکة فی المدینة المنورة على مرأى من العالم کله وحکم أربعة بعده (ص) باسم الإسلام، بل أن الحکم الأموی وکذلک العباسی (...) کانا یرفعان شعار الإسلام والخلافة الإسلامیة، فالحکم الإسلامی صدقا أو زیفا استمر لعدة قرون".
وفی الموضوع الفلسطینی تحدث قاسم عن القضیة من مدخل المواقف العربیة المخزیة، إذ قال: "ذهب العرب والسلطة الفلسطینیة بعیدا فی التنازل لـ(إسرائیل) فی ظل موقف متعجرف ومستعل منها، وشعور بالقوة اتکاء على السلاح النووی والدعم الأمیرکی المفتوح مالیا وسیاسیا وامنیا والاحتضان الدافئ من أمیرکا وأوروبا والضمان الأمیرکی للأمن الصهیونی، وتکرار الوعد بالوقوف معها بأی ثمن والضغط المتواصل على الجانب العربی حتى زاد استئساد الصهاینة وشذاذ الأرض فصاروا یتعاملون مع الأنظمة الرسمیة العربیة بالهزأ والسخریة". ولفت قاسم إلى "أنه کلما أبدت هذه الأنظمة تنازلا وتقدمت مسافة على خط التنازل للرغبات الصهیونیة والحل الذی یرضی (إسرائیل) ودفعوا بالسلطة الفلسطینیة على هذا الطریق المذل، کلما طغى التعنت الإسرائیلی وعبّر عن نفسه ساخرا من الطرف العربی بإعلان المزید من مشاریع الاستیطان ووضع عراقیل جدیة محرجة للسیاسة العربیة الرسمیة فی تنازلاتها، فما هی إلا أیام مضت على إعلان العودة من الجانب الرسمی العربی والسلطة الفلسطینیة لمحادثات لما یسمى بالسلام غیر المباشرة، وفی ظل وجود المبعوث الأمیرکی الکبیر ـ کما یقولون فی المنطقة ـ فی مهمته التقریبیة أو التغریریة (النزیهة)، یعلن الجانب الإسرائیلی عن ألف وستمائة وحدة سکنیة استیطانیة فی القدس الشرقیة إرغاما لأنف العرب".
هذا ویعد العلامة الشیخ حسین آل عصفور أحد أبرز المراجع الدینیة فی الخلیج، ویتصل نسبه بالأمیر بن عصفور زعیم الدولة العصفوریة، وترک العدید من المؤلفات فی الفقه والأدب والنحو والثقافة الإسلامیة وله تصنیفات کثیرة فی الفقه والعقائد والتفسیر والتاریخ والأدبیات. توفی لیلة الاحد 21 شوال سنة 1216 هـ ویقع مرقده فی قریة الشاخورة التی نزح إلیها من موطنه فی قریة الدراز.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.