25 July 2010 - 17:24
رمز الخبر: 2526
پ
فی ندواته الكلامیة.:
رسا/ أخبار الحوزة المحلیة- یواصل سماحة آیة الله جعفر السبحانی أبحاثه الكلامیة والعقائدیة فی سیاق زیارته لمشهد الامام الرضا(ع) وفی هذا التقریر مناقشة لشبهات الوهابیة فی موضوع التوسل.
آیة الله جعفر السبحانی یفند عقیدة الوهابیة فی التوسل


أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء من مشهد أن المرجع الدینی سماحة آیة الله جعفر السبحانی بحث یوم أمس فی مدرسة نواب العلمیة فی مشهد شبهات الوهابیة حول أمر التوسل، فقال: التوسل أنواع وأقسام مختلفة، منه التوسل بأسماء الله تبارک وتعالى، وبالقرآن المجید، ودعاء المؤمن لأخیه المؤمن، ودعاء النبی الأعظم (ص) فی حیاته، حیث کان مورداً لاتفاق جمیع الطوائف الاسلامیة.

وأضاف سماحته: البحث هنا یقع فی التوسل بدعاء النبی الأکرم (ص) بعد وفاته. وانطلاقاً من الآیات القرآنیة، نحن نعتقد بأن دعاء النبی (ص) یشمل الدعاء أثناء حیاته وبعد مماته على حد سواء، ونثبت ذلک عبر مقدمتین: الحیاة البرزخیة، وارتباطنا بعالم البرزخ.

وتابع سماحته قائلاً: البحث الآخر فی هذ المجال، هل أن التوسل الجائز هو التوسل بذات النبی (ص) أم بمقامه وحقه؟ هنا، تصلبت الوهابیة حتى ذهبت الى أن التوسل بالذات والمقام والحق ضرباً من ضروب الشرک، فالانسان یستحق القتل على ذلک ما لم یتراجع ویتب عنه.

وصرح سماحته قائلاً: التوسل بدعاء النبی (ص) یعنی التوسل بذات النبی (ص)، والسبب فی کون دعاء الرسول (ص) مستجاباً هو امتلاکه نفساً زکیة وذاتاً قدسیة، فلولا تلک القدسیة وذلک القرب فی الذات لما استجیب الدعاء.

وأضاف: الاشکال الأول الذی یثیره الوهابیون على دعاء النبی (ص) بعد الممات هو أن البرزخ حائل الى یوم القیامة بیننا وبین الأموات، فأنى یمکن التوسل بالمیت؟ والجواب أن من یروم تفسیر الآیة، لا بد له من الرجوع الى ما قبلها وما بعدها لرفع المغالطة؛ وعلیه فالقرآن الکریم یؤکد على أن البرزخ یمنع من العودة الى دار الدنیا، ولم یشر الى أنه یمنع سماع الأصوات.

وواصل استدلاله بالقول: الاشکال الثانی للفرقة الوهابیة أنهم یقولون أنّ الأموات لا یسمعون، والنبی (ص) کباقی الناس لم یعد یسمع بعد موته. لکن الجواب عن ذلک أننا نقرأ فی صحیح البخاری نفسه أن المیت یسمع صوت نعل المشیعین له. ثم إن کان المیت لا یسمع فما الفائدة من تلقینه. ومن هنا، فالمراد من قول القرآن الکریم إنک لن تسمع الموتى هو أنک لا تنفعهم.

ومضى سماحته فی القول: الاشکال الثالث للوهابیة هو انقطاع العمل بالموت إلا من ثلاثة أشیاء: الصدقة الجاریة، والعلم الذی ینتفع به الناس، والولد الصالح الذی یدعو لأبویه. والنبی (ص) أیضاً انقطع عمله بموته. لکن القرآن الکریم لا یوافق على هذا الرأی، ویخالفه تماماً.

وتابع سماحة الشیخ السبحانی قائلاً: الاشکال الأخیر للوهابیة فی هذا المضمار هو أن التوسل بالمیت والتوسل بذات النبی بعد الموت شرک؛ لأن عمل المشرکین هو التوسل بالأصنام التی لا تسمع ولا تنفع. والرد على ذلک بأن المشرک یعبد الصنم ویعتقد بألوهیته. والشیء الآخر أن المشرکین لا یعبدون الله ونحن نعبده جل وعلا. ثم إنهم یطلبون من الأصنام قضاء حوائجهم باعتبار أن الله خلق العالم وتنحى جانباً، وأوکل هذه الأمور الى الأوثان/ 985.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.