08 February 2012 - 04:08
رمز الخبر: 4306
پ
السید حسن نصر الله:
رسا/تقاریر- أقام حزب الله إحتفالاً مرکزیاً بذکرى ولادة الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله وسلم) وأسبوع "الوحدة الإسلامیة" فی مجمع سید الشهداء (علیه السلام) فی ضاحیة بیروت الجنوبیة، وألقى الأمین العام لحزب الله السید حسن نصر الله کلمة فی الاحتفال الذی حضره حشد من الشخصیات السیاسیة والفاعلیات الاجتماعیة.
المطلوب فی سوریا هو رأس المقاومة فی لبنان وفلسطین


اعتبر السید نصر الله أنه عندما نتحدث عن موضوع الوحدة الاسلامیة طبعا هذا مشروع عمل له الکثیرون خلال مئات السنین وحتى قبل انتصار الثورة الاسلامیة فی إیران وقبل الامام الخمینی(قدس) لکن مما لا شک فیه أن انتصار هذه الثورة بقیادة الامام سنة 1979 وقیام دولة بأهمیة وسعة وقوة الجمهوریة الاسلامیة وتبنی قیادة هذه الجمهوریة لهذا الهدف لهذا المشروع لهذا الشعار وعملت له طوال سنین على المستوى المؤسساتی والاعلامی والفکری أعطى دفعا خاصا لفکرة ومشروع الوحدة الاسلامیة.
وأوضح سماحته أنه" لم یکن یوما المقصود ان یتم تذویب المذاهب الاسلامیة فی مذهب واحد أو أن یصبح المسلمون جمیعا أتباع مذهب واحد على الاطلاق".
وفی موضوع ما یسمى حرکة التشیع والمد الشیعی فی المنطقة قال سماحته إنه"لم یکن مطروحا أبدا أن یصبح الشیعة سنة أو یصبح السنة شیعة وهذا مجرد اوهام للتحریض". وأضاف أنه"على المسلمین أن یقتربوا من بعض أن یتعارفوا أن یتحادثوا أن یبحثوا عن مصالحهم الکبرى کأمة وأن یتحابوا ویتعاونوا لخدمة هذه الأهداف والمصالح الکبرى ولیس مطلوبا أکثر من ذلک لا أن یتنازل أحد لأحد على مستوى التفاصیل العقائدیة ولا على مستوى الفروع الفقهیة".
وأضاف سماحته"بطبیعة الحال المستکبرون والمستعمرون والمحتلون لیس لهم مصلحة فی أن تجتمع کلمة هذه الأمة وتتعاون على قاعدة فرق تسد ولذلک لن یسمحوا بذلک لأن سیطرة هذه القوى الکبرى على النفط والغاز والمقدسات". وأشار السید إلى انه"المسألة بالنسبة لأمیرکا لیست مذهب الحاکم ولا دینه إنما موقعه السیاسی وأداؤه السیاسی وولاؤه السیاسی".
وأضاف سماحته" ذنب إیران أنها أسقطت الشاه وأعادت التوازن للأمة بعد خروج مصر فی کامب دایفید واستمرت الحرب على إیران 8 سنوات وکانت مدعومة أمیرکیاً وغربیاً وللاسف الشدید أغلب الدول العربیة دعمتها وبعض الدول العربیة الغنیة أنفقت ملیارات الدولارات على هذه الحرب هذه الملیارات الممنوعة والمحجوبة عن فلسطین وهذه الأموال المحجوبة عن فصائل المقاومة الفلسطینیة التی ترید بحق أن تستعید أرضها ومقدسات الأمة ولکنها أنفقت لتمویل الحرب على دولة إسلامیة فتیة رفعت شعار فلسطین والزحف نحو القدس وکان لهذه الحرب الأثر الکبیر على مشروع الوحدة فی الأمة وکان هناک تداعیات خطیرة".
وتابع سماحته"بعد فشل الحرب وذهاب أمانی إسقاط نظام الجمهوریة الاسلامیة فی إیران أدراج الریاح بدأ البحث عن طریقة أخرى للحؤول دون تلاقی المسلمین فی هذه الأمة وکل شعوب أمتنا ترید الکرامة والعزة والاستقلال،و بعد الحرب ذهبوا لموضوع الفتنة المذهبیة واختراع ما أسموه المد الایرانی والمد الشیعی وهذا الآن هو مادة الحرب الناعمة التی تستخدمها امیرکا والغرب فی مواجهة الأمة".
وأضاف"التهمة هی أن إیران تقوم بانشاء مد شیعی فی العالم الاسلامی وأنها ترید أن تشیّع السنّة فی العالم الاسلامی أی أن إیران ترید تشییع ملیار ونصف مسلم بالحد الأدنى ولذلک یتم الحدیث عن خطر داهم اسمه المد الشیعی وهذا عمل الشیاطین لا یستند إلى أی وقائع أو حقائق".
وأوضح سماحته أنه فی الموضوع الدینی لا أساس للمد الشیعی من الصحة ولکن نعم هناک من یروج له.
وأکّد نصر الله أن الحزب یتلقى الدعم المالی من إیران، قائلاً: "نعم نحن فی حزب الله نتلقى الدعم المعنوی والسیاسی والمادی بکل أشکاله الممکنة والمتاحة من الجمهوریة الاسلامیة فی إیران منذ عام 1982". وأوضح أن هذا الدعم هو مفخرة لإیران "لأن هذه المقاومة فی لبنان هی التی حققت أکبر وأهم وأوضح انتصار عربی على (إسرائیل) فی 25 أیار 2000، وما کان هذا الانتصار لیتحقق لولا هذا الدعم المعنوی والمادی الإیرانی لحرکة المقاومة فی لبنان، هذا الانتصار الذی تحقق بلا قید ولا شرط تحقق بدعم إیرانی وطبعاً کان لسوریا دور کبیر لکن أتحدث الآن عن إیران".
ووجه نصر الله الشکر للمسؤولین فی إیران الذین "یدفعون أثماناً باهظة لوقوفهم إلى جانب فلسطین ولبنان، واذا باعت إیران فلسطین الیوم، فکل شیء یحل، فمشکلة أمیرکا لیست الدیمقراطیة بل النفط وإسرائیل". وأکّد أنه "منذ الـ82 الى الیوم لا توجد أی إملاءات إیرانیة مقابل الدعم کما یزعم البعض». أمّا فی ما یتعلّق بالتطورات الآتیة فی المنطقة «وهناک تحلیل ان (اسرائیل) اذا قامت بقصف المنشآت النوویة الایرانیة ماذا یمکن ان یحصل؟ وأنا أقول لکم: فی ذلک الیوم الذی أستبعده أقول لکم القیادة الإیرانیة، لن تطلب شیئاً من حزب الله ولم ترغب بشیء. لکن أقول فی ذلک الیوم، نحن الذین علینا أن نجلس ونفکر ونقرر ماذا نفعل".
وبالنسبة إلى الأوضاع فی سوریا، أشار نصر الله إلى أن هناک الکثیر من التهویل فی هذا الموضوع، "علینا وعلى غیرنا وأنا أقول لا کثرة التهویل ولا قلة التهویل یمکن أن تنال من موقفنا المبنیّ على رؤیة، ومن یرد أن یعمل على قلبنا وأعصابنا فهو یراهن على سراب".
ونبّه نصر الله إلى ضرورة التدقیق بالمعطیات، "فقبل مدة خرجت بعض الفضائیات العربیة بخبر عاجل عن جهة معارضة سوریة أن حزب الله قصف الزبدانی بالکاتیوشا باعتبار أن هناک شخصاً یأکل سندویش وهو مختبئ وتمر القصة. وفی ذلک الوقت لم یکن هناک شیء نهائیاً، وفی الیوم التالی حزب الله یهاجم الزبدانی وتتصدى له الجماعات المسلحة، وأنّ جثث قتلى حزب الله تملأ الطرقات، ولم یدلّنا أحد على هذه الجثث". ثم لفت إلى أن ما أعلن عنه فی حمص قبل جلسة مجلس الأمن "لیس مبنیاً على وقائع، بل تسخیر للاعلام فی إطار معرکة ترید تحقیق هدفها بالحلال والحرام وبأی شکل من الأشکال".
ورأى نصر الله أن "النظام ما زال قائماً، لدیه دستور، والجیش مع هذا النظام، وهناک شریحة کبیرة من الناس تعبّر عن تأییدها للنظام وتتظاهر فی الشوارع، وبالتالی فافتراض أن هذا النظام معزول شعبیاً غیر صحیح". ولفت إلى أن "هناک جزءاً من الشعب السوری لا یزال مع النظام. وهناک فی المقابل معارضة بعضها سیاسی وبعضها شعبی وبعضها مسلح، وإن باتت تطغى الصبغة المسلحة، وهناک مواجهات مسلحة فی عدد من المناطق السوریة، وهناک أیضاً جزء کبیر من سوریا ینعم باستقرار".
وأکّد نصر الله وجود قرار "أمیرکی ــ إسرائیلی ــ غربی ــ عربی (على مستوى دول الاعتدال العربی) بإسقاط النظام فی سوریا". وتابع أن المطلوب إسقاط النظام للإتیان بنظام بدیل "وبعض الاصدقاء المشترکین قالوا لنا ألّا نقلق وان النظام الجدید سیدعم المقاومة، وهذا قیل ویقال فی الکوالیس، ونصحونا بألا «نورط أنفسنا بموقف»، لکننا لا نورّط أنفسنا بهذا الموقف بل نحن منسجمون مع أنفسنا"، معتبراً أن "المطلوب فی سوریا هو رأس المقاومة فی لبنان وفلسطین ورأس القضیة الفلسطینیة ورأس الشعب الفلسطینی".
وأشار نصر الله إلى ان القیادة السوریة موافقة على معظم الإصلاحات التی طُلبت، والقیادة جاهزة للحوار «والآن یقولون فات الأوان، کیف فات الأوان وهناک حرب فی سوریا وهناک من یدفع سوریا لحرب أهلیة؟».
وفی موضوع الحرکات الإسلامیة التی فازت فی الانتخابات فی المنطقة العربیة إعتبر سماحته" أنها امام تحدیات خطیرة واستحقاقات صعبة وهی مستهدَفة لان الأمیرکیین یسعون لجعلها تفشل وهذا یحتاج لکلام کثیر، لکن بعض القیادات الإسلامیة الیوم؛ وأنا أعرفهم جیدا وهم أصدقائی الآن؛ ونظرا للظروف السیاسیة فی بلدانهم لا یأخذون مواقف واضحة فی القضیة القومیة وفی الموضوع الاسرائیلی بل أحیانا قد تصدر عنهم مواقف ملتبسة، وعندما نراجع ونناقش یقال لنا انه یجب تفهم تلک الظروف".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.