كذلك تطرّق السيد الموسوي وخلال إلقائه محاضرةً ومجلساً عزائيّاً أقامته العتبةُ العبّاسية المقدّسة إحياءً لذكرى شهادتها (سلام الله عليها) لجوانب عديدة من حياتها (صلوات الله عليها)، مستعرضاً الدور الهامّ الذي مثّلته (صلوات الله عليها) بعد استشهاد أبيها(صلّى الله عليه وآله)، واستعراض مظلــومـيّتها وما وقع عليها من جورٍ وحيف، موصياً الحاضرين بالاستفادة من حياتها وتطبيقها واقعيّاً في حياتهم اليوميّة، وضرورة الاقتداء بفكر السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) والالتزام بنهجها المبارك، فهي التي أكرمها اللهُ سبحانه وتعالى وجعلها قدوةً وسيّدةً لنساء العالمين، داعياً الى ضرورة تقوى الله والإخلاص في العبادة له، فقد كانت الزهراء بحقٍّ أغلى وأثمن هديّة وهبها الخالقُ العظيم لرسوله الكريم، وأصبحت من أهمّ الحلقات في حياته (صلوات الله عليه)، حيث قال: (فاطمةُ بضعةٌ منّي مَنْ أرضاها فقد أرضاني ومَنْ أغضبها فقد أغضبني).
يُذكر أنّ محبّي وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) يستذكرون في كلّ أنحاء العالم هذه الذكرى الأليمة لشهادة بضعة الرسول فاطمة الزهراء(سلام الله عليها)، وإنّ هناك روايات متعدّدة حول تاريخ شهادتها ومكان قبرها (عليها السلام)، وذلك يدلّ على مظلوميّتها والاضطهاد الذي تعرّضت له، حيث أوصت(عليها السلام) زوجها أمير المؤمنين عليّاً(عليه السلام) أن يخفي مكان قبرها ولا يُشهِدَ جنازتها أحداً ممّن ظلمها وغصب حقّها، وكان عمرها حين استشهادها ثمانية عشر عاماً على أشهر وأغلب الروايات.