23 May 2012 - 08:34
رمز الخبر: 4648
پ
آیة الله جوادی آملی:
رسا/ أخبار الحوزة المحلیة- قال آیة الله جوادی آملی: القرآن الکریم یؤکد على أن الباری عز وجل لا یقبل بإعزاز من لا یستحق العزة، والأنبیاء کذلک یذلون المتشبثین بالعزة الواهیة.
مشکلة الکنیسة الأساسیة هی الانکفاء على الذات والابتعاد عن السیاسة
أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن المرجع الدینی سماحة آیة الله عبد الله جوادی آملی واصل تفسیره لسورة النمل المبارکة بحضور جمع غفیر من العلماء وطلبة العلوم الدینیة فی مسجد أعظم فی قم المقدسة.

وفی هذا السیاق، أشار سماحة المرجع الى الآیة الشریفة: «إِنَّ الْمُلُوکَ إِذَا دَخَلُوا قَرْیَةً أَفْسَدُوهَا وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَکَذَلِکَ یَفْعَلُونَ» قائلاً: ورد هذا الکلام على لسان بلقیس ملکة سبأ، لکنه لیس بمطلق؛ إذ لم یحصل ذلک فی قصص طالوت وداوود وسلیمان (ع) التی وردت فی القرآن الکریم، ولا نُقل فی سیرة رسول الله (ص) وأمیر المؤمنین والإمام الحسن (ع)، کما لن یحصل ذلک فی عصر ظهور الإمام الحجة المنتظر (عج).

ومضى سماحته فی القول: أولئک تأخذهم العزة بالإثم عند أمرهم بالمعروف ونهیهم عن المنکر بحسب تعبیر القرآن الکریم، والقرآن یؤکد على أن الباری عز وجل لا یقبل بإعزاز من لا یستحق العزة، والأنبیاء کذلک یذلون المتشبثین بالعزة الواهیة.

وأردف سماحته: إن قول البعض بلزوم فصل الدین عن السیاسة ما هو إلا وقف لإطلاق النار من طرف واحد، لکن الطغاة لا یمتثلون لهذا الکلام، وإنما یقولون: إن لنا کلاماً مع الدین وإن لم یکن له علاقة بنا، فیسخرون جمیع الوسائل المتاحة للنیل من الدین کعلماء البلاط.

وتابع: إن مشکلة الکنیسة الأساسیة الیوم هی الانکفاء على الذات والابتعاد عن السیاسة؛ بید أن الساسة الأمریکیین یقولون: یجب أن تکون الکنیسة معنا، ولا یمکن أن تأخذ جانب الحیاد.

وفی الختام، قال سماحته: یتصور البعض أن الأموال والأولاد کرامة له، فی حین أن الله تعالى شدد على أنه لا یکرم الإنسان بالمال، فقال: «فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَکْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَکْرَمَنِ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَهَانَنِ». مع العلم أن الأمور المعنویة والروحیة والفضیلة والعقل والعدل کلها إکرام، بینما المال والقوة لا تعدو الامتحان الإلهی. کما أن الله سبحانه عبّر عن الفقر والغنى معاً بالابتلاء بمعنى الاختبار، وکذلک السلامة والسقم.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.