01 September 2009 - 16:39
رمز الخبر: 510
پ
رسا / التقاریر ـ عمّمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة بالمغرب، مذكرة على المجالس العلمیة المحلیة، تدعو فیها إلى حث الفاعلین الدینیین على أن یوضحوا للناس عبر خطبهم المنبریة ودروسهم الوعظیة حقیقة الدور الریادی لمزارات الأولیاء،
مذكرة رسمیة حول زیارة الأضرحة تثیر جدلا فی المغرب


وأوضحت مصادر من "المجلس العلمی الأعلى" - وهو أعلى هیئة دینیة تعنى بالإفتاء ویرأسها الملك محمد السادس- أن هذه المذكرة تهدف بالأساس إلى تفعیل دور الفضاءات الدینیة وبخاصة الزوایا والمزارات حتى لا ترتبط بطابع الشعوذة والفساد، كما هو الحال، ولترتبط بالعلم والعلماء.

وجاء فی المذكرة التی توصلت بها مختلف المجالس العلمیة المحلیة: ''..حرصا على أن ترقى عودة العلماء إلى مزارات الأولیاء إلى مستوى الأبعاد والغایات الإصلاحیة والتربویة المنشودة منها، والمتمثلة أساسا فی تربیة النفوس وتطهیر الأرواح وتهذیب السلوك وتصفیة العقیدة من كل ما قد یعكر صفوها، كما كان دأب السلف الصالح''، وتدعو المذكرة الوعاظ والخطباء إلى أن یوضحوا للناس فی خطبهم المنبریة ودروسهم ''حقیقة الدور الریادی لمزارات الأولیاء فی تأطیر وتحصین المواطنین: عقیدة ومذهبا وسلوكا، وتبیان الوظیفة التی تؤدیها فی استتاب الأمن الروحی، وكونها فضاءً استراتیجیا لعقد حلقات ذكر الله ومدارسة كتابه وسنة وسیرة نبیه علیه أفضل الصلاة والسلام والتفقّه فی الدین، فی إطار المذهب المالكی والعقیدة الأشعریة والتصوف السنی ..".

ولم تمر المذكرة من دون أن تثیر جدلا فی الأوساط الدینیة والإعلامیة بالمغرب، حیث عبّر بعض علماء المجالس العلمیة، بعضهم من ذوی المیولات السلفیة، والبعض الآخر لهم سابقة العمل الإسلامی فی إطار الحركة الإسلامیة؛ عن امتعاضهم من منحى التصوف المتعاظم فی المشهد الدینی بالمغرب، إلى درجة أن بعض هؤلاء یفكرون فی التنحی عن مناصبهم على أن یلتزموا بمنطوق هذه المذكرة. الأوساط العلمانیة من جهتها واجهت المذكرة باعتبارها تتعارض مع توجهات الحداثة التی یتبناها المغرب على مستوى الخطاب الرسمی.

جاءت هذه المذكرة بعد العرض الذی كان قد ألقاه وزیر الأوقاف والشؤون الإسلامیة أحمد التوفیق فی الملتقى الصوفی العالمی بمنطقة "سیدی شیكر" - منطقة جنوب المغرب- بدایة صیف هذا العام، والذی دعا فیه لإنشاء هیئة كونیة للمنتسبین إلى التصوف، معللا الأمر بأنه لا توجد هیئة كونیة على صعید بلدان الأرض؛ للتفكیر والتشاور والتنسیق؛ تجمع أهل التصوف انطلاقا من مبادئهم وقیمهم، مقترحا أن تكون المملكة المغربیة حاضنة لمقر هذه الهیئة المراد إنشاؤها ومتعهدا بتوفیر كل الدعم اللازم لإعانتها على أداء مهمتها.

وتجدر الإشارة إلى أن الاهتمام بتفعیل التصوف فی المشهد الدینی المغربی وإنعاش الطرق الصوفیة ذات الجذور العمیقة فی تاریخ المغرب، قد تزامن مع أحداث 11ایلول2001 ، ومن أجل دعم هذا التوجه سیتم تعیین السید أحمد التوفیق باعتباره أحد المنتسبین للزاویة البودشیشیة القادریة - الأكثر انتشارا- وزیرا للأوقاف والشؤون الإسلامیة سنة 2002، وقد كان وصوله إلى الوزارة علامة فاصلة فی تدبیر الحقل الدینی بالمغرب، حیث أسندت إلیه مهمة إعادة هیكلة الحقل الدینی بالاستناد إلى المرجعیة الصوفیة.

وجاءت التفجیرات الإرهابیة بمدینة الدارالبیضاء فی 16 مای/أیار 2003 والتی تورطت فیها مجموعات سلفیة رادیكالیة، لتعطی دفعة قویة للواقع الصوفی والذی اندرج الاهتمام به ضمن إستراتجیة متعددة الأبعاد فی الحرب على الإرهاب، فضلا على أنه یخدم توجهات السلطة ورهانها على إسلام مسالم وطقوسی بعید عن قضایا الشأن العام، یوفر لها مجالا من مجالات تبریرمشروعیتها الدینیة.

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.