أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن المرجع الدینی سماحة آیة الله ناصر مکارم الشیرازی، قال لدى استقباله للسفیر السوری فی الجمهوریة الإسلامیة فی إیران: لا یراودنی شک فی أن کل من ینظر الى ما یجری فی سوریا یدرک الحقیقة، ویعی حجم الحملة الخارجیة على هذا البلد من أجل إسقاط الحکومة فیه.
ومضى سماحته فی القول: بعد أن أخفقت أمریکا والغرب فی العراق وأفغانستان، عمدوا الى تغییر استراتیجیتهم، وبدلاً من خوض غمار الحرب بأنفسهم أوقعوا الفتنة بین المسلمین، وبدلوا الصراع مع إسرائیل الى صراع المسلمین مع بعضهم البعض، ولا شک فی خطورة أن یتمکن العدو من ضرب المسلمین بأموال المسلمین أنفسهم ویجعل الکیان الصهیونی متفرجاً على هذا الصراع.
وأبدى سماحته دهشته من الخطأ الکبیر الذی وقعت فیه دول ترکیا والسعودیة وقطر، مضیفاً: العجب کل العجب من غفلة بعض العلماء کالقرضاوی من مجریات الأحداث وعدم فهم ما یجری على الساحة السوریة، وکیف یسمحون لأنفسهم بصب النار على الزیت والمشارکة فی إراقة دماء المسلمین.
وتابع قائلاً: لا یمکن فرض الدیمقراطیة والإصلاحات بقوة السلاح، وإنما هی ولیدة صنادیق الاقتراع والانتخابات الحرة والنزیهة، فلو انقطعت الأموال التی تضخها بعض الدول وتوقف الإعلام المعادی والموجه ضد هذا البلد لحکم التاریخ على أردوغان وحکام السعودیة وقطر.
وأعرب سماحته عن أسفه لإذکاء الحرب الطائفیة، عازیاً ذلک الى وسائل الإعلام المعادیة، مردفاً: إن الشعب السوری والحکومة السوریة ترغب بالدیمقراطیة وإقامة انتخابات لاختیار الحکومة، لکن المعارضین لا یستجیبون لهذه المطالب الحقة، والمؤمل من المجامیع المسلحة إلقاء السلاح وتمکین الشعب من تحقیق تطلعاته المشروعة.
وتابع: نتوقع من أصدقاء سوریا نحو روسیا وإیران والصین وغیرهم العمل على تنویر الرأی العام وإیقاظ الغافلین وإیضاح الحقائق للعالم. ولا ریب فی أن من یحرق بیته بیده سیذوق وبال أمره، کما سیحیق المکر السیء بأهله وتبتلى الدول الداعمة للإرهاب فی سوریا بما صنعته أیدیها إن لم ترعوِ عن غیّها.
وتسائل سماحته عمن ینبغی أن یتحمل کل هذه المآسی وإراقة الدماء، وقال: لا أتحدث مع الوهابیین التکفیریین لأنهم لا یؤمنون بمبادئ الإسلام الأصیل، وإنما أوجه خطابی الى علماء الإسلام المعتقدین بمبادئ الدین الإسلامی المبین بالقول: من المسؤول عن إراقة کل هذه الدماء؟
وأردف: لقد أبدى الجیش السوری وبشار الأسد تحدیداً شجاعة فائقة فی الدفاع عن هذا البلد ومقاومة "إسرائیل"، وسیخلدهم التاریخ لذلک، فصحیح أن سوریا بحاجة الى إصلاحات، لکنها یجب أن تتم عبر التفاهم والحوار.
ودعا سماحته العقلاء الى التفکیر بوضع حل أساسی لهذه المشکلة حیث إن الاقتتال الداخلی یزید العداوة ویعقد الأزمة، مبیناً: یهدف المشروع الغربی فی سوریا فی نهایة المطاف الى إسقاط سوریا، ومن ثم التوجه الى حزب الله، ثم الحکومة العراقیة، ثم الإیرانیة، وهکذا فی سبیل التسلط على الشرق الأوسط برمته، الى أن تصل النوبة الى السعودیة نفسها.