اعتبر الشیخ ماهر حمود أن کلمة الجهاد لیست سهلة حتى نستعملها کردة فعل على فشل هنا أو على انکشاف رهان خاطئ هنالک، ان هنالک أسسا شرعیة وشروطا کثیرة یجب أن تتوفر حتى تصدر فتوى الجهاد عن المراجع المختصة والمخولة بذلک والمقبولة من قبل جمهور المسلمین. وان اشد ما یجعل دعوى أی جهاد فی سوریا باطلة، النفوذ الأمیرکی الواضح والذی یخطط وینفذ ویوزع الأدوار على الجمیع، فلا یستطیع داعم ترکی آو قطری أو غیر ذلک آن یدفع قرشا أو أن یستقبل مسلحا أو أن یسمح بإطلاق رصاصة دون الإذن الأمیرکی، هذا أوضح من أن یوضح.. فکیف یمکن للأمر أن یکون جهاداً".
وقال: نتمنى على الجمیع العودة إلى الرشد والعودة إلى ما ذکرناه منذ سنتین ونیف: ما یحصل هو فتنة ولیس ثورة، فالثورة حیث الحق واضح والباطل واضح ولیس هنالک لبس، لم یدافع احد مثلاً عن حسنى مبارک ولا عن زین العابدین، ولا عن القذافی، رغم التدخل الغربی السافر والوقح، ولکن الأمر فی سوریا یختلف، هنالک من له وجهة نظر أخرى غیر التی یجری ترویجها من استانبول أو من الدوحة أو من واشنطن أو تل أبیب، هنالک ممانعة، نعم رغم إنکار المعادین، وهنالک مقاومة رغم جحود الجاحدین، هنالک مؤامرة دولیة فی مواجهة موقف سیاسی ممیز لا ینکره إلا معاند.
وأضاف: عندما نرى أن کل الذین یتحدثون عن الفتنة فی سوریا یتحدثون فقط عن الظلم الواقع على المواطنین، وهذا صحیح ولکنه لیس کل شیء، ثم لا یضعون فی حساباتهم أبدا موضوع الموقف السوری من اتفاق 17 أیار وکیف تم إسقاطه، ولا یضعون فی حساباتهم أیضاً ما یقوله المقاومون الخبراء عن دور سوریا فی إیصال السلاح واحتضان المقاومة وما إلى ذلک.. کما لا یذکرون کیف أن جمیع الدول العربیة دخلت تباعا فی الصلح مع إسرائیل من کامب دیفید إلى أوسلو إلى وادی عربة إلى غیرها، فیما أکدت سوریا على ودیعة رابین التی وضع فیها حافظ الأسد شروطا تعجیزیة لتوقیع صلح مع إسرائیل وقتل بسببها رابین.
وطلب "من الذین یدعون اتخاذ الموقف الشرعی من الأحداث فی سوریا أن یضعوا هذه الأمور ومثلها کثیر فی میزان قراراتهم وتحلیلاتهم، وإلا فلن یستطیعوا اتخاذ قرار سلیم، هذا لا یعنی إسقاط الأمور الأخرى التی نشاطرهم فیها ومنها الظلم وما إلى ذلک".
وقال: یفترض أن نضع الدور السوری فی الممانعة ودعم المقاومة فی مکانه الحقیقی دون استهزاء أو استخفاف، ثم فلنتحاور، ما هو حجم هذا الأمر فی التطورات الحاصلة منذ عقود حتى الآن، وأیها أهم فی المیزان الوطنی والإسلامی. بعد هذا الحوار المعمق والمتجرد یفترض أن یصدر موقف شرعی سیاسی منسجم مع نفسه ودائم. أما الاستخفاف والاستهزاء بالممانعة والمقاومة وإلغاؤها من أی معادلة أو تحلیل أو موقف، فانه سیتسبب من دون شک بتشویه الموقف وتزویره، وهذا هو الحاصل الآن.
وأضاف: لئن کان إعلان الجهاد المزعوم ممکنا قبل عامین، أی الحدیث عن ثورة وعن إسقاط نظام بسهولة، فهل یبقى الوضع الیوم على ما هو علیه رغم ما ظهر من قوة وتماسک النظام من جهة وجرائم "الثوار" من جهة أخرى، مما یجعل الجمیع فی هذا الأمر سواء. هل یبقى الأمر کما هو، أم هل علینا قراءة الواقع کما هو لا الذهاب إلى الأهواء وردات الفعل المتشنجة التی لا تخضع لمقیاس شرعی ولا لمیزان مصلحی؟.
وختم الشیخ حمود: نتمنى أن یعید الجمیع إلى رشدهم وألا ینتقصوا من المشهد شیئاً، أن یروا بعینین ویسمعوا بأذنین وان یتحلوا بالحکمة الواجبة فی مثل هذه الظروف الصعبة ولا ینساقوا وراء ردات الفعل المتشنجة التی لا تبقی معها أی مجال للتفکیر المنطقی