آیة الله علم الهدى، إمام جمعة مشهد:
رسا/ أخبار الحوزة المحلیة- سلط آیة الله علم الهدى الضوء على فلسفة مظلومیة الأئمة من أهل البیت (ع)، قائلاً: کان أهل البیت المیامین (ع) مصداقاً ومظهراً لأشد أنواع المظلومیة فی التاریخ.
أشار آیة الله السید أحمد علم الهدى، إمام الجمعة فی مدینة مشهد، الى دور الأئمة الأطهار (ع) بعد رحیل نبی الإسلام (ص)، وقال: کان لکل واحد من الأئمة المیامین (ع) دور خاص مغایر ومکمل لدور الأئمة الآخرین.
ونوه بدور الإمام محمد بن علی الهادی النقی (ع)، قائلاً: قام الإمام الهادی (ع) بدور کبیر فی الحفاظ على الدین من الانحراف وتنمیة المعارف الإسلامیة الأصیلة. کما عمد الإمام الى إعداد الشیعة لقضیة الغیبة.
وأکد على أن الزیارة الجامعة الکبیرة من أهم ما روی عن هذا الإمام الهمام فهی عبارة عن تراث خالد الى یوم الدین، متابعاً: لما یقرأ الشیعة هذه الزیارة ینتابهم شعور بحیاة الإمام ووجوده الى جانبهم وإمکان التحدث إلیه، وهذا من شأنه الإسهام فی إعدادهم للغیبة.
ومضى فی القول: نستنتج من هذا أن الرسالة الأساسیة للإمام الهادی (ع) هی تنظیم صفوف الشیعة والتنظیر للنیابة والغیبة، وکذلک الاتصال بالإمام الغائب من دون رؤیته، وکان لا بد للإمام من القیام بهذه المهمة وهو فی حلقة الحصار المفروضة علیه من الخلیفة العباسی.
الى ذلک، شدد على أن أنموذج الإدارة فی ولایة الفقیه هو النموذج الأرفع للإدارة فی العالم، وقال: استطاع الإمام الهادی التقی (ع) أداء رسالته وجذب الناس إلیه برغم أنه کان داخل معسکر الدولة الحاکمة ومحاصر من قبل عناصر المتوکل.
وسلط الضوء على فلسفة مظلومیة الأئمة من أهل البیت (ع)، قائلاً: کان أهل البیت المیامین (ع) مصداقاً ومظهراً لأشد أنواع المظلومیة فی التاریخ، فقد بدأ الظلم ینهال علیهم منذ رحلة نبی الإسلام (ص) وسیبقى حتى ظهور الإمام الحجة المنتظر (عج) الذی جاءت غیبته أیضاً فی هذا الإطار.
ولفت الى أن هذه المظلومیة ذات ثلاثة أبعاد، مردفاً: البعد الأول یتجسد بغصب الحق؛ ذلک أن الإمام المعصوم هو مظهر حکومة الله على الأرض، والتیار الحاکم کان دائماً بصدد إقصاء الأئمة عن الحکومة والإدارة الاجتماعیة والسیاسیة للأمة الإسلامیة.
واعتبر البعد الثانی یتمثل بقمع الأئمة المعصومین (ع) على ید الحکومات الظالمة، متابعاً: رغم تسلط الحکومات الظالمة على رقاب الناس، ظلت الأمة ترى أن الأئمة المیامین (ع) أولى بالخلافة من سواهم لما اتسموا به من مزایا فریدة، وأن الحکومات ظالمة ومغتصبة للخلافة من مستحقیها.
وشدد على أن البعد الثالث للمظلومیة شرع فی عهد بنی العباس، مضیفاً: أراد بنو العباس الاستفادة من مقام الولایة والإمامة لتبریر حکمهم وتوجیه ظلمهم، وحینما شاهدوا مقاومة الأئمة وعدم سماحهم باستغلال العلم والزهد والبصیرة فی تسویغ جرائمهم واجهوهم بشتى صنوف التعذیب والتنکیل.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.