13 September 2009 - 06:01
رمز الخبر: 617
پ
جدید الكتب والإصدارات الحوزویة..
رسا/ أخبار الحوزة العالمیة ـ صدر عن مؤسسة بوستان للنشر كتاب: "سید جمال الدین أسد آبادی؛ مصلحاً ومفكراً وسیاسیاً" بقلم سید أحمد موثقی.
"سید جمال الدین أسد آبادی؛ مصلحاً ومفكراً وسیاسیاً"

یتعرض هذا الكتاب إلى تاریخ حیاة وأفكار أحد أبرز الشخصیات والمصلحین فی التاریخ الإسلامی، على امتداد القرنین الأخیرین.

لقد كان سید جمال الدین أسد آبادی جمالاً للشرق، ورجل عرفان وعلم وعمل وسیاسة، وهو یتمتع بشخصیة خالدة؛ لأنّه كان یحمل أفكاراً عالمیة وإنسانیة؛ وكان یعتبر العالم الإسلامی وطناً له، ومثلما كان عالماً بالشرق وتقالیده كان عالماً بالغرب ومدنیته أیضاً، وكانت أهدافه وغایاته لله، ویدافع عن الحق والعدالة، وكان مهاجراً لا یستقر فی مكان، ولا یقیده زمان، بل كانت أفكاره أوسع من الزمان والمكان، وكان یقاتل ضد الاستبداد والاستعمار دون أن یعتریه خوف أو خشیة، وكان یتطلع إلى حضارة جدیدة، مبتنیة على الأفكار والقیم الإسلامیة.

إنّ سید جمال الدین الذی كان هدفه الأساسی فی جمیع مراحل حیاته، إتحاد الإسلام ووحدة المسلمین، تمكن بعد أعوام متمادیة من الفعالیة والنشاط من إحداث تحول وثورة فی العدید من المجالات.

إنّ التغاضی عن أسس الاختلاف وموارد النزاع بین السنة والشیعة، من خلال مشروع التصدی للاستعمار والاستبداد والسعی لإحیاء الإسلام وعزة المسلمین، ومحاولة نقل بعض آراء التشیع الأساسیة إلى بعض علماء السنة، فی الحقبة التی كان یعیش فیها فی إیران، وإنفاذها إلى الأوساط الدینیة الكبرى كالأزهر وبالعكس؛ أی نقل آراء أهل السنة إلى أوساط الشیعة، تعتبر من النشاطات التی قام بها هذا العالم المصلح.

إنّ الإیمان بالقدرات الذاتیة للدین الإسلامی، التی تساعد فی قیادة المسلمین وتأمین قوتهم وتقدمهم، ومقاومة روح التسلیم والانعزال والكسل، والعودة لمصادر الفكر الإسلامی الأصیل، وتبیین تعالیم الإسلام بلغة العصر، ودعوة المسلمین إلى دراسة العلوم الجدیدة، ومقارعة الاستعمار والاستبداد، باعتبار ذلك أول خطوة على طریق التحوّل الاجتماعی والفكری للمسلمین، والسعی من أجل زیادة تواجد العلماء فی میدان الصراع السیاسی، وإزالة الحدود الموهومة بین الدین والسیاسة، بالخصوص فی أوساط أهل السنة، یعتبر من جملة مجموعة أفكار هذا العالم، التی تعد أرثه الباقی، الذی قدمه على امتداد أعوام من السعی الحثیث.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.