على خلفیة استشهاد الشیخ شحاتة وعدد من أتباعه على ید التکفیریین..
رسا/ أخبار الحوزة المحلیة- أصدر المرجع الدینی سماحة آیة الله لطف الله صافی کلبایکانی بیاناً بمناسبة قتل عدد من الشیعة فی مصر، حثّ فیه علماء الأزهر على تحمل المسؤولیة فی التصدی لموجة التفکیر.
أصدر المرجع الدینی سماحة آیة الله لطف الله صافی کلبایکانی بیاناً بمناسبة قتل عدد من الشیعة فی مصر، حثّ فیه علماء الأزهر على تحمل المسؤولیة فی التصدی لموجة التفکیر. وفی ما یلی نص البیان:
بسم الله الرحمن الرحیم
«وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن یُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ»
علماء الأزهر الشریف
السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
تلقینا ببالغ الحزن والأسى نبأ استشهاد الدکتور الشیخ محمد حسن شحاتة على ید ثلة من الضالین والجهلة بأبشع صورة ممکنة، فأریق دمه الطاهر بشکل همجی، ومن ثم اعتدی على جسده المطهر، وعکس الجناة صورة مقیتة ومنافیة لجمیع الشؤون الإنسانیة والإسلامیة عن الدین الإسلامی الحنیف المعروف بالرحمة والشفقة.
وربما یمکن القول: لا یستبعد ارتکاب هذ العمل البعید کل البعد عن القیم الإسلامیة والإنسانیة من هذه الزمرة الجاهلة والمتحجرة؛ لأنها لم ترتکب هذه الأفعال الشنیعة فی مصر فقط، وإنما سلبت الأمن والاستقرار من المسلمین فی سائر البلدان الإسلامیة، وبدلت حیاتهم الى جحیم؛ لکن المدهش هو وقوع مثل هذه الجرائم فی بلد یضم جامعة الأزهر الکبرى وکان على مدار قرون من الزمن محلاً لتصدیر العلوم والمعارف الإسلامیة الرفیعة والأخلاق الحمیدة لنبی الإسلام (ص) الى بقاع العالم المختلفة.
ومن هنا یجب على الأزهر الشریف تحمل مسؤولیاته؛ لأن علماءه الأفاضل مسؤولون امام الإسلام العزیز، حیث بات أمامهم مسؤولیة أعظم من السابق، وفی الوقت الذی نشکرهم على إدانة هذه الجریمة اللا إنسانیة نرى أن الإدانة والشجب لوحده غیر کاف.
أفلا ترون کیف یفتی علماء الوهابیة فی کل یوم بفتاوى مخالفة للشرع ویحرضون المسلمین على قتل بعضهم بعضاً؟
ألا تحتملون أن هذه مؤامرة یحوکها أعداء الإسلام لینعم المواطنون فی بلدانهم بالأمن والاستقرار ویتقاتل المسلمون فی الدول الإسلامیة؟
ألا تشاهدون صور قتل الأطفال الأبریاء والنساء العزل والشیوخ المظلومین حیث یقتلون بأبشع صورة وتعرض صورهم الى العالم أجمع؟
انهضوا فی سبیل الله واستغلوا اقتدارکم المعنوی ومنزلتکم الدینیة وبادروا فوراً فقد یفوت الأوان غداً، فادعوا علماء الإسلام کافة الى الوحدة والتآلف، واجعلوا نصب أعینکم قوله تعالى: «وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِیحُکُمْ...».
تعالوا لنری العالم بأن الإسلام العزیز هو دین الرحمة والرأفة، وهو الدین الذی یرید العزة والسؤدد للبشریة قاطبة.
تعالوا لنعلن للعالم بأن دستورنا هو القرآن الکریم وأننا نؤمن بهذا الکتاب السماوی ونود إبلاغ الدنیا بأن القرآن یرید لهم السعادة والهناء. نعم، طالبوا قادة الدول الإسلامیة بالکف عن الاختلاف والنفاق والتسلیم إزاء إرادة القرآن الکریم.
إننی أتوجه الى الله القادر المتعال بقلب یعتصره الألم والحسرة من الوضع المؤسف للمسلمین فی هذه الأیام، وأسأله جل وعلا أن یعید لهم العزة والرفعة ویلبس أعداء الإسلام لباس الخزی والعار.
لطف الله صافی
16 شعبان 1434هـ
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.