آیة الله مکارم الشیرازی:
رسا- قال آیة الله مکارم: تمیز العصر الجاهلی بسفک الدماء، لکن الدماء التی تراق الیوم على ید السلفیین والوهابیین المتطرفین أکثر من ذلک العصر، والشاهد على هذا الکلام ما یجری من قتل وتدمیر فی سوریا.
أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن المرجع الدینی سماحة آیة الله ناصر مکارم الشیرازی أشار الى وجود نحو من الإفراط والتفریط فی موضوع اشتغال المرأة، وقال: ثمة أولویة للمرأة فی مزاولة بعض الأعمال کالطبابة، ما یستدعی أن تبادر ثلة من النساء على نحو الواجب الکفائی للتصدی لهذا العمل.
ومضى فی القول: لو أدى عمل المرأة فی المجال الاجتماعی الى التأثیر على وضع الأسرة وتربیة الأولاد فمن المسلم حینئذ عدم صواب ممارسة العمل، والعقل کذلک لا یسمح بهذا، وما المشاکل التی یواجهها الغرب إلا لأجل ذلک.
وانتقد الرؤیة الغربیة حول عمل المرأة وأعرب عن أسفه لوجود بعض الأفراد الذین یدعون الى هذا الفکر، مضیفاً: تتمتع المرأة بشخصیتها فی تربیة الأطفال، بل تزداد رفعة بهذا العمل؛ لأن عملها ضرب من الجهاد فی سبیل الله.
وأشار الى قوله تعالى: «وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِیَّةِ الْأُولَى» [الأحزاب: 33]، وقال: ینبغی لمن یزعم عدم وجود آیات فی القرآن الکریم حول الحجاب الى أن هذه الآیة تدل على التحجب، فضلاً عن آیات أخرى صریحة فی هذا المضمار.
وبشأن مقارنة عصر الجاهلیة بالقرن الحادی والعشرین، قال سماحة المرجع: تمیز العصر الجاهلی بسفک الدماء، لکن الدماء التی تراق الیوم على ید السلفیین والوهابیین المتطرفین أکثر من ذلک العصر، والشاهد على هذا الکلام ما یجری من قتل وتدمیر فی سوریا.
وأکد على أن العصر الجاهلی اتسم بعدم الالتزام بالحجاب، وأردف: ألیس التعری فی عصرنا الراهن أسوأ من ذی قبل؟ فالفساد فی بعض البلدان الأوربیة یقنن ویمارس بصورة علنیة، فمن المسلم به أن الجاهلیة الیوم أسوأ من الجاهلیة قبل الإسلام.
وعدّ الخرافات من جملة خصال العصر الجاهلی، مبیناً: إن الخرافات منتشرة بصورة واسعة فی هذا العصر أیضاً، فعبادة الشیطان الشائعة فی الغرب وما یسمى بالعالم المتحضر تمثل أشد أنواع الخرافات.
ولفت الى أن حضارة الغرب صناعیة لا إنسانیة، مردفاً: الحضارة الإنسانیة تخلو من سفک الدماء وإشاعة الخرافات؛ ولذا علینا الأخذ بالتقدم العلمی والصناعی ونبذ الثقافة الغربیة المنحطة، وتوخی الحذر من الاغترار بها.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.