17 September 2009 - 12:00
رمز الخبر: 649
پ
آیة الله مصباح یزدی:
رسا/ أخبار الحوزة المحلیة- قال آیة الله مصباح یزدی: تتیسر حیاة الانسان بمقدار ما یقلل من ارتباطه بالدنیا والأمور المادیة، ویقوی روح القناعة والرضا لدى المجتمع
مخطیء من یظن عدم إمکان التطور العلمی والاقتصادی مع الحفاظ على الدین والمعتقدات


أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن آیة الله محمد تقی مصباح یزدی، رئیس مؤسسة الامام الخمینی (قدس سره) للبحوث والدراسات، قال مواصلاً بحثه لصفات المتقین، ومشیراً الى قناعة الشیعة: القناعة من جملة خصوصیات الشیعة الحقیقیین؛ إلا أنه من المؤسف أن هذه المفردة – کغیرها من المفردت الأخرى نحو الزهد مثلاً - قد تم تفسیرها بصورة غیر صحیحة فی الثقافة العامة. حیث فسر البعض القناعة وعدم التعلق بالدنیا والمادیات بالتخلی عن العمل وترک النشاط فی المجتمع، بل والانزواء؛ فی حین أن الدین الاسلامی الحنیف لا یرتضی مثل هذه التفاسیر للقناعة؛ ذلک أن هذا الضرب من الحیاة یتنافی مع التعالیم الدینیة والتقدم العلمی والاقتصادی.

وانتقد سماحته مغالطات بعض المنظرین الجهلة بالقضایا الاسلامیة، وقال: من دواعی الأسف أن البعض ممن یسمى بالمنظرین المتواجدین فی المجتمع حالیاً یتوهمون استحالة حصول تقدم وتطور علمی واقتصادی مع الحفاظ على الدین والمعتقدات والقیم، فیذهبون الى لزوم التمسک بأحدهما والتخلی عن الآخر لاستحالة الجمع بین التمسک بالقیم الدینیة والنجاح فی مسیرة العلم والاقتصاد.

وأضاف سماحة الأستاذ فی العلوم العقلیة فی المحاضرة التی ألقاها فی حسینیة الامام الخمینی (قده) فی قم المقدسة، قائلاً: ینبغی القول فی تعریف القناعة بأنها عبارة عن الوسطیة فی الاستهلاک حتى مع امتلاک الانسان لثروة طائلة، بالاضافة الى الرضا النفسی بالوضع القائم والقبول بالعمل بالتکلیف. وما ذاک إلا عدم الاسراف والوسطیة والاعتدال.

وبین سماحته سبل ایجاد روح القناعة لدى الانسان، مردفاً: خیر وسیلة لنا – نحن الشیعة ممن نعتبر أنفسنا محبین لأهل البیت (ع) – هی السعی للتأسی بحیاة المعصومین (علیهم السلام)؛ لأن المحبة تجعل صاحبها یقلد الحبیب حتى فی مشیته.

وتابع: السبیل الآخر هی الرضا بالعیش بالمستوى الأدنى، وعدم الاحتیاج الى الآخرین، وفک الارتباط بالأمور المادیة. وهذه الروحیة غالباً ما نجدها لدى الشعب الهندی وشبه القارة الهندیة.

وأضاف: أما السبیل الثالث فهو عبارة عن الاحتذاء بالمدرسة الأرسطیة، فمن أصول هذه المدرسة رعایة الاعتدال وتجنب الافراط والتفریط فی کافة شؤون الحیاة. کما ان الکتب الأخلاقیة للشیعة نحو جامع السعادات تؤکد على هذا المضمون ودونت على على هذا الأساس.

وفی معرض شرحه للطریقة الاستدلالیة لایجاد وإثبات روح القناعة لدى الانسان، قال سماحة الشیخ مصباح یزدی: من الممکن أن یبدی بعض الناس من غیر المسلمین رفضه للحیاة التعبدیة والتشبه بأهل البیت (ع) فی مسیرة الحیاة، أو یعتبرون الحفاظ على الاعتدال والوسطیة فی الاستهلاک فی الحیاة الدنیا مغایراً لرغباتهم وتطلعاتهم من الدنیا؛ إلا أنه یمکن حینئذ الاشارة أمام هؤلاء الأفراد الى محدودیة العالم وان کل شیء فیه موجود بقدر محدود، فالاسراف فیه یکون على حساب الإضرار بغیره.

وفی الختام، أکد سماحته قائلاً: إن رعایة الاعتدال فی ظل الطاعة والقرب الالهی یوجب التقدم والازدهار والکمال الانسانی.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.