أشار الأستاذ الایرانی فی الحوزة العلمیة والجامعة ورئیس مؤسسة "فهیم" بمدینة قم الإیرانیة، حجة الإسلام والمسلمین کاظم قاضی زاده، إلى أن العدالة لدیها 5 تطبیقات أولها الإعتدال والإستقرار، کما قال الله تعالی: «وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِیزَانَ»، أو قال النبی (ص): «بالعدل قامت السماوات والارض»، موضحاً أن هاتین العبارتین تدلان على أن الکون لدیه هیکلیة معتدلة.
واعتبر حجة الإسلام والمسلمین قاضی زاده المساواة ورفض أی تمییز بأنها المعنى الثانیة للعدالة، قائلاً: قال أمیر المؤمنین الإمام علیّ بن أبی طالب(علیه السلام) لعمر بن الخطاب: ثلاث إن حفظتهنّ وعملت بهنّ کفتک ما سواهنّ، وإن ترکتهنّ لم ینفعک شیء سواهنّ وقال: وما هنّ یا أبا الحسن؟ قال (علیه السلام): إقامة الحدود على القریب والبعید والحکم بکتاب اللّه فی الرّضا والسّخط والقسم بالعدل بین الأحمر والأسود.
وأکّد رئیس مؤسسة "فهیم" أن الإلتزام بالحقوق هو المعنى الثالثة للعدالة، موضحاً أن هذه المعنی تکون أوسع من المساواة فی الفقرة السابقة إذ أن العدالة هنا تقف أمام الظلم وإنتهاک الحقوق، قال الإمام علی (ع) فی هذا الشأن: «وَاللهِ! لَوْ وَجَدْتُهُ – أی المال – قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ النِّساءُ، وَمُلِکَ بِهِ الإِماءُ، لَرَدَدْتُهُ، فَإنَّ فی العَدْلِ سَعَةً. وَمَنْ ضَاقَ عَلَیْهِ العَدْلُ، فَالجَوْرُ عَلَیْهِ أضیَقُ!».
وصرّح قاضی زاده أن العدالة تعنی فی معناها الرابعة «الإنصاف»، مضیفا أن الإنصاف هو أن یضع الإنسان نفسه مکان الآخرین والعکس، قال الإمام علی (ع) فی تفسیر آیة: «إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ»: «العدل هو الإنصاف، والإحسان هو التفضل»، أو قال الإمام(ع) فی روایة: «أعدل الناس من أنصف من ظلمه».
وبخصوص المعنی الخامسة للعدالة، قال هذا الأستاذ فی الحوزة العلمیة والجامعة إن العدالة تعنی وضع کل شیء فی مکانه، موضحاً: قال الإمام علی (ع) فی جواب من سأله: أیهما أفضل: العدل أو الجود؟ قال: «العدل یضع الأمور مواضعها و الجود یخرجها من جهتها و العدل سائس عام و الجود عارض خاص فالعدل أشرفهما وأفضلهما».