02 September 2013 - 17:19
رمز الخبر: 6708
پ
آیة الله علم الهدى:
رسا- قال آیة الله علم الهدى: التنوع فی أدوار الأئمة لیس ناجماً عن الذوق الشخصی وإنما لأداء الرسالة الإلهیة التی تبلورت بصور مختلفة فی حیاة الأئمة المیامین (ع).
علم الهدى
 أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء من مشهد أن آیة الله السید أحمد علم الهدى، إمام الجمعة فی مدینة مشهد المقدسة، أشار الى إلقاء الأعداء للشبهات حول الأئمة من أهل البیت (ع)، وقال: تختلف سیرة حیاة بعض الأئمة المعصومین (ع) عن بعضهم الآخر، فقد اضطلع کل واحد منهم بدور مناسب للفترة الزمنیة التی عاشها.
 
وأشار الى صلح الإمام الحسن (ع) مع معاویة، قائلاً: إن کانت وظیفة الإمام المحافظة على مصالح الأمة وبسط الأمن فی الحیاة الاجتماعیة فإنه سیغض الطرف عن إقامة الحدود الإلهیة ویتنازل عن حقوقه ویستسلم للحکومة الجائرة، کما فعل الإمام الحسن المجتبى (ع).
 
وبیّن شواهد أخرى فی هذا المجال، فقال: انقطع الإمام زین العابدین (ع) الى الله تعالى مدة طویلة، بینما عمد الإمامان الباقر والصادق (ع) الى الجهاد الثقافی ونشر الدین وتعزیز الواقع العلمی، فی حین أن الإمام موسى الکاظم (ع) تحمل مرارة القذف فی غیاهب السجون وظلم المطامیر مقابل قول الحق بوجه حکومة هارون.
 
وأوضح أن الإمام علی بن موسى الرضا (ع) قام بدور مغایر فوافق على استلام منصب ولایة العهد وإن مرغماً، وقال: هذا التنوع فی الأداء والأدوار لیس ناجماً عن الذوق الشخصی وإنما لأداء الرسالة الإلهیة التی تبلورت بصور مختلفة فی حیاة الأئمة المیامین (ع).
 
واعتبر المؤرخین أحد أهم الأسباب الأخرى التی تقف وراء هذا التباین فی الأداء، مبیناً: ظل تاریخ الأمة الإسلامیة حتى خمسة قرون بعد رحلة النبی الکریم (ص) بید الغاصبین الذین تکتموا على کثیر من الحقائق فی مجال الأحداث التی واجهتها الأمة وسیرة الأئمة المعصومین (ع).
 
وشدد على أن جمیع الأئمة المیامین (ع) انتهجوا خط مواجهة الظالمین وتشکیل الحکومة الإسلامیة، مردفاً: تتجلى هذه الاستراتیجیة فی سیرة حیاة أول ثلاثة أئمة من المعصومین، حیث تنازل الإمام الحسن (ع) تمهیداً لثورة کربلاء العظیمة التی قادها الإمام الحسین (ع).
 
الى ذلک، أشار سماحته الى الفکر الخاطئ بشأن سیرة الإمام الصادق (ع)، قائلاً: من الخطأ اعتبار الإمام جعفر الصادق (ع) إنساناً بعیداً عن التطورات السیاسیة واختصاصه بالتعلیم الصرف؛ لأن هذا الإمام الهمام فجر ثورة ثقافیة أکسبت الأمة بصیرة سیاسیة کبیرة.
 
ولفت الى أن محور جمیع الفعالیات التی قام بها هذا الإمام حرکات ثوریة وسیاسیة، مشیراً: نهض الإمام الصادق (ع) بأعباء الإمامة إبان قمع الحکومة العباسیة ودعا الناس الى الشریعة الحقة، ولو کان له أنصار مخلصون لأطلق ثورة سیاسیة أیضاً.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.