أفاد تقریر وکالة رسا للأنباء أنَّ سماحة حجة الإسلام والمسلمین محمد صادق محمدی، أستاذ دروس البحث الخارج فی حوزة قم العلمیة، قدَّّم تعازیه بمناسبة شهادة الإمام الصادق(ع)، واعتبر أسلوبه العلمی أسوة للمجتمع فی مجال التبلیغ.
وأشار محمدی إلى تزامن إمامة الإمام الصادق(ع) مع آخر سنوات حکم بنی أمیة، واعتبر أنَّ نقاط الضعف الکثیرة على الصعید الدینی والسیاسی والاجتماعی والأخلاقی التی کانت لدى بنی أمیة هی التی أدَّت إلى سقوط هذه الحکومة الفاسدة، وکانت فرصة لإمام الشیعة الثامن تمکن من خلالها إحداث نهضة ثقافیة وعلمیة، وقال: إنَّ النهضة الثقافیة والعلمیة التی قام بها الإمام الصادق(ع) لم تکن فی مستوى الکلیة بل فی مستوى الجامعة الکبرى، فهو لم یکن یدیر الدروس الدینیة الخاصة وحسب، بل یدیر منابر الدرس فی کافة مجالات العلوم العقلیة والنقلیة والتجریبیة أیضاً.
کما أشار سماحته إلى کثرة التلامیذ الذین تخرجوا من مدرسة الإمام الصادق(ع)، وقال: لقد ربَّى الإمام(ع) علماء بارزین من الشیعة وأهل السنة أیضاً، فإنَّ یحیى بن سعید الأنصاری، وابن جنی، ومالک بن أنس، وسفیان الثوری، وأبو حنیفة، هم من تلامذة الإمام(ع) الذین کانوا ینتمون إلى المذهب السنی، ومع ذلک یحضرون فی حلقات دروس الإمام الصادق(ع).
ووصف سماحته أحادیث أهل السنة بخصوص الإمام الصادق بالمتمیزة، وقال: إنَّ مالک بن أنس کان یقول: (لم أر أفقه وأعلم من جعفر بن محمد)، أو أبو حنیفة التی کانت له کلمته المشهورة: (لولا السنتان لهلک النعمان)؛ مضیفاً: إنَّ الإمام الصادق(ع) کان یتعامل مع تلامذته بروحیة عالیة، فلم یکن یسمح بالمناظرة لکل أحد، إلا أنَّه بخصوص مؤمن الطاق قال فی حقّه مخاطباً لخالد: (إن صاحب الطاق یناقش الناس وینقّض على فریسته کالصقر). وبحق زرارة قال الإمام الصادق(ع): (رحم الله زرارة بن أعین، لولا زرارة لا ندرست آثار النبوة وأحادیث أبى...)، وهذا یدل على المنزلة العظیمة التی کان یتمتع بها تلامذة الإمام الصادق(ع).
وأوضح محمدی بأنَّ جامعة الإمام الصادق(ع) کانت فی زاویة من العالم لکنَّ أفکارها کانت عالمیة، وقال: ینبغی لمبلغ الدین أن یتأسَّى بأسلوب الإمام الصادق(ع) ویتحرک فی مجال التبلیغ على المستوى العالمی، فالمبلِّغ الذی یذهب إلى منطقة نائیة یمکنه أن یبیِّن مطالبه على أساس منهج عالمی، وهذه من الخصائص التی کانت تتمتع بها جامعة الإمام الصادق(ع).