قال الشیخ نعیم قاسم إن "هذا العدوان الأمریکی یرید أن یقوم بمحاولة من محاولاته لفرض الشرق الأوسط الجدید بعد فشل المحاولات السابقة، فحلم الشرق الأوسط الجدید لا یزال موجوداً".
وأضاف "عندما تدعی أمریکا ومن معها أنهم یرفضون استخدام الأسلحة الکیمیائیة التی تقتل الناس فی سوریا، فماذا یقولون للناس وهم الذین سببوا قتل أکثر من مئة ألف فی سوریا بسبب قراراتهم ومواقفهم العدوانیة فی محاولة استجلاب المقاتلین من کل أنحاء العالم، واستجلاب الإمکانات والأسلحة من دول مختلفة، فضلاً عن کل المدد الذی یؤدی إلى تدمیر وتخریب سوریا بحجة تغییر النظام أو القیام بإصلاحات".
وفی کلمة ألقاها فی حفل تخریج طلاب معهد الرسول الأعظم (ص) الجامعی، أشار الشیخ قاسم الى أن "أمریکا تعمل على تدمیر منهجی لسوریا، ولا تسعى لخدمة الشعب السوری"، وتابع "أمریکا التی یقول رئیسها فی القمة الأخیر بالفم الملآن أن ما یفعله هو من أجل الأمن القومی الأمریکی، من قال أن الأمن القومی الأمریکی یعطیک الحق أن تقصف وتقتل وتتدخل فی دول أخرى. على کل حال برزت أمریکا ضعیفة فی حجتها وفی منطقها ومبرراتها، وهذا جعلها تعیش التردد وتحاول استدراج الموافقات الدولیة والعربیة لتخفِّف من حجم هذا الخطأ الکبیر الذی ترتکبه فی المنطقة".
ولفت سماحته الى أن "الأحداث فی سوریا تجاوزت السنیتن والنصف، فهل نفع الحل العسکری؟ لم ینفع، إذاً فتشوا عن حل مناسب، لقد قلنا مراراً وتکراراً أن الحل فی سوریا سیاسی و لیس عسکریا، الحل باتفاق داخلی بین السلطة والمعارضة ولا یمکن أن یکون هناک أی حل خارجی، سواء سمِّیَ حلاً عسکریاً أو غُلِّف بغلاف عسکری. کفى کذباً على الناس!".
وأضاف "أولئک الذین یؤیدون العدوان والحرب لا یؤمنون بالاستقرار فی المنطقة، وأولئک الذین یروِّجون للحل العسکری فی سوریا لا یؤمنون باستقرار لبنان ودول المنطقة على الإطلاق، فکیف یحصل استقرار مع هذا العدوان الذی یخرِّب المنطقة".
ورأى الشیخ قاسم أن "هذا الجدل الکبیر حول العدوان الأمریکی على سوریا یدل أننا أمام أمر خطیر جداً، لا یتوقف خطره على سوریا فقط بل یشمل خطره العالم بأسره، وها أنتم ترَون کیف أن العالمین المسیحی والإسلامی یصرخان برفض العدوان على سوریا، لأن آثار العدوان على سوریا تطال العالمین الإسلامی والمسیحی، بل تطال العالم، لذا نقول لأمریکا أوقفوا حربکم وعدوانکم وعودوا إلى رشدکم، وفکروا بالحل السیاسی ودعوا السوریون یختارون مصیرهم بأنفسهم".
وأکد سماحته أن "فی لبنان هناک طرف واحد یعطِّل تشکیل الحکومة فی لبنان وهو جماعة 14 آذار وذلک لسببین: الأول له علاقة بالأوامر الإقلیمیة التی ترفض أن تتشکل حکومة فیها تمثیل وطنی لجمیع الأفرقاء، وهؤلاء أدوات عند هذا الطرف الإقلیمی، فلا یستطیعون اتخاذ القرار قبل أن تأتی الإشارة. والسبب الثانی أنهم ینتظرون تطورات سوریا، اعتقاداً منهم أن هذه التطورات ستؤثر على المعادلة فی لبنان".
وتوجّه إلیهم بالقول "راهنتم على تطورات کثیرة فی الفترة السابقة، من شهر إلى شهر، وکانت التطورات دائماً ضد مصلحتکم.. مهما کانت التطورات فی سوریا سلبیة أو إیجابیة فموقفنا فی لبنان لن یتغیَّر، ولن تتمکنوا من استثمار تطورات سوریا على أی نحوٍ من الأنحاء، ونحن لم نتحرک ولن نتحرک على قاعدة نتائج الأزمة السوریة، وإنما تحرکنا هو على أساس الواقع اللبنانی، لنقول للجمیع: تعالوا نعمل من أجل رفع الفراغ الأمنی والسیاسی الذی تسبِّبه مواقفکم فی مجمل القضایا، وتعالوا نشکِّل حکومة وحدة وطنیة بحسب التمثیل الشعبی والنیابی".
وختم "نحن لا نقبل أن تکون هناک حکومة مزرعة، لها رئیس یعطی ترضیات لبعض الأطراف لیکونوا زبانیة فی داخل الحکومة، نرید حکومة تنهض بالوطن، ونحن جزء من هذا الوطن، وعلى جمیع الأفرقاء بحسب تمثیلهم أن یکونوا مشارکین من أجل أن نعمِّر بلدنا ونواجه التحدیات المختلفة"، داعیاً جماعة 14 آذار الى أن "یُسرعوا فهی فرصة قد تکون بعدها الفرص الأخرى قلیلة ونادرة، ومهما طال الزمن سیطول الفراغ، ولکن فی نهایة المطاف لا حل إلا بالتفاهم والاتفاق".