رئیس جامعة المصطفى العالمیة:
رسا- قال الشیخ أعرافی: إن خطاب الثورة الإسلامیة یدعو الى مزج الدین بالسیاسة والعقلانیة، ولزوم محاربة الظلم والجور والتصدی لأعداء الإسلام بشجاعة وبسالة.
أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن سماحة الشیخ علی رضا أعرافی، رئیس جامعة المصطفى العالمیة، أکد على أن الرسالة الإساسیة للحوزة العلمیة ورجال الدین هی التوعیة ونشر العلوم الإلهیة، وقال: یقع على عاتق طلاب العلوم الدینیة تزکیة النفوس وتهذیبها، وهی الوظیفة الثانیة للحوزة العلمیة.
وأشار الى أن على الطلاب دعوة البشریة الى حیاة جدیدة وبیان أنموذج جدیدة للحیاة، متابعاً: یجب علینا انتهاج الخطاب العقلی والفلسفی والمعرفی؛ لأن ذلک من خصائص الحوزة العلمیة، ولأننا بحاجة الى الأسس العقلیة والفلسفیة فی مواجهة الحضارة الغربیة والفکر المادی.
وألمح الى أن مد جسور التواصل مع العالم بحاجة الى أسس فلسفیة وعقلیة وکلامیة مناسبة، مردفاً: ینبغی على علماء الدین وطلاب العلوم الدینیة التسلح بسلاح العقل والفلسفة عند بحث موضوع الأدیان والتیارات الإسلامیة والإلحادیة، صحیح أننا نحتاج الى الاعتماد على الآیات والروایات، لکننا بحاجة أیضاً الى العقل والأسس الفلسفیة.
وشدد على انهیار الحدود فی مجال المعلومات فی العالم وأن العالم أضحى کالقریة الصغیرة، وهذا یجعلنا أمام تحدیات الحوار مع الأدیان المختلفة، مبیناً: أننا نتمسک بمبادئ من قبیل التقریب بین المذاهب الإسلامیة ونبذ التکفیر والعنف والإساءة الى المقدسات؛ إذ لیس من الصحیح فرض العقیدة على أحد، بل لا بد من فسح المجال أمام الإنسان لاختیار ما یؤمن به.
ومضى فی القول: إن العالم الإسلامی الیوم یحترق فی کارثة نشأت من وقاحة أعداء الإسلام وصناعة التکفیر والإلحاد، وهذا مخالف لإرادة نبی الإسلام (ص)، فإن الترغیب فی ممارسة العنف مذموم فی الإسلام، بل لا بد من التأکید على القواسم المشترکة بین المسلمین.
وتابع: انخدع کثیر من الناس، حتى بعض الموالین للثورة الإسلامیة فی إیران، بما یجری فی سوریا من أحداث، وتصوروا أنها من الصحوة الإسلامیة، لکن الحقیقة الیوم بانت وظهر التکفیر من صلب تلک الأحداث.
وفی جانب آخر من حدیثه، أشار سماحة الشیخ الى أن خطاب الثورة الإسلامیة حمل رسائل جدیدة الى البشریة لا تختص بمذهب دون آخر، مشیراً: أکدت هذه الثورة على لزوم محاربة الظلم والجور والتصدی لأعداء الإسلام بشجاعة وبسالة، وفی الوقت ذاته شددت على الرأفة والمودة بین أبناء الأمة الإسلامیة الواحدة، بل حتى مع الأعداء إن لم یکونوا من المعتدین.
وأردف: إن خطاب الثورة الإسلامیة یدعو الى مزج الدین بالسیاسة والعقلانیة، ولو تحرکنا وفقاً لهذا الخطاب سنتمکن من طرح منظومة من الفکر الإسلامی المقبول. على أننا نعمل على مواجهة الخطاب الغربی بالعلم والمعرفة، کما تؤکد الثورة الإسلامیة على الرؤیة المتزنة والحکیمة والشجاعة.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.