قال سماحة حجة الإسلام والمسلمین روح الله بیگی، نائب رئیس اللجنة الاقتصادیة فی مجلس الشورى الإسلامی: إنَّ تصورنا عن الاقتصاد، هو نوع من الاقتصاد الإسلامی؛ أی أنَّه الاقتصاد الذی تمتد جذوره إلى الرؤیة التوحیدیة، ویستتبع ذلک البعد المادی والمعیشة والمعنویة ضمن تفسیر واحد ونموذج خاص، وأنَّ هذا النموذج لیس اشتراکیاً أو رأسمالیاً بالتأکید؛ مضیفاً: إنَّ ما نستنتجه من الآیات والروایات أنَّ الاقتصاد فی مفهوم الفکر الإسلامی هو عملیة توازن تشمل البعد المادی والبعد المعیشی، وأنَّ کل جهد وسعی من أجل إیجاد التوازن فی المعیشة یُعتبر فی الفکر الإسلامی أمراً اقتصادیاً.
وصرَّح بیگی قائلاً: عندما نقول بأنَّ الاقتصاد مقاوم، فنقصد من ذلک أننا نرید أن ندافع عن هویتنا وکرامتنا ضدَّ الأعداء والمنافسین، وأنَّ أی أمر یحتاج له هذا الدفاع یجب أن یوضع ضمن برامجنا واستراتیجیاتنا الاقتصادیة، وهذا المعنى هو نوع من أنواع الاقتصاد المقاوم؛ مضیفاً: إنَّ الحصارات الظالمة والمفروضة على شعبنا یمکن أن تتحول إلى فرص؛ لکی یتم بناء الاقتصاد الإیرانی الوطنی الإسلامی على أیدی المتخصصین والنخب وأبناء الشعب، فضلاً عن إفشال المؤامرات التی نجمت عنها هذه الحصارات، وهذا الطریق یجب قطعه بالاعتماد على الشعب والنخب والخبراء، وهو یحتاج إلى جعل القدرات الشعبیة فی البلد بمثابة معاهد معتبرة تساهم مساهمة فاعلة فی البناء الاقتصادی.
وأوصى بیگی الحکومة بالسعی أکثر من أجل الإرشاد والرقابة، والوثوق أکثر بأبناء الشعب والنخب الموجودة فی البلد، کما أشار إلى خصائص الاقتصاد المقاوم، وقال: إنَّ هذا النوع من الاقتصاد هو اقتصاد شعبی، ویعتمد على قدرات الشعب والنخب، بالإضافة إلى ضرورة الاستعانة بما موجود من علم وتقنیة فی العالم، ومضى فی القول: إنَّ الاقتصاد المقاوم فی تعریف الحکومة الإیرانیة یعنی ضرورة المقاومة من أجل کسر الحصار وتجاوز الصعاب وعبور الموانع من أجل الوصول إلى الموارد الوطنیة الإیجابیة.
وختم سماحة حجة الإسلام والمسلمین روح الله بیگی کلامه بالقول: إنَّ شعبنا من الشعوب التی تتمکن بسهولة من السیطرة على ذلک؛ لأنَّ الغیرة الوطنیة والدینیة تدفعهم للوصول إلى أفاق أوسع من أجل تحقیق مسألة الاقتصاد المقاوم.