أفاد تقریر وکالة رسا للأنباء، أنَّ سماحة آیة الله صافی کلبایکانی، أحد مراجع التقلید العظام أعرب عن شکره وتقدیره لأعضاء مجلس الاعتکاف المرکزی فی قم، ومهرجان الاعتکاف الدولی الثالث، وذلک ضمن لقائه معهم، واعتبر حضوره بین جمع العاملین فی هیئة الاعتکاف توفیقاً إلهیاً، وقال: إنَّ الاعتکاف هو أمر إلهی یبعث على رضا الإمام صاحب العصر عجل الله تعالى فرجه الشریف، ویجب تجلیله بقدر المستطاع، کما أنَّ العمل من أجل إحیاء هذا الأمر هو توفیق إلهی عظیم.
ولفت سماحته إلى تاریخ نشوء الاعتکاف وقال: لقد نشأت هذه السنة الحسنة بأسلوبها الإسلامی مع بعثة رسول الله خاتم النبیین محمد صلى الله علیه وآله، وأنَّ کل الآثار الأخلاقیة والتربوی الناجمة عن هذه السنة الحسنة هی من برکات وجود النبی الأعظم صلوات الله وسلامه علیه، مضیفاً: إنَّ الاعتکاف حیاة للمجتمع الإسلامی، مثلما أنَّ شهر رمضان مدرسة علیا للتربیة والأخلاق، فالاعتکاف فی الأیام الخاصة، لاسیما العشر الأواخر من شهر رمضان المبارک، هو مدرسة للأخلاق والمعنویة، والأشخاص الذین یحالفهم التوفیق لإدراک هذه السنة المهمة، ستعود إلى أرواحهم الحیاة الدینیة، وستکون حیاتهم دینیة وإلهیة.
وعلى صعید آخر أشار آیة الله صافی إلى ضرورة الحفاظ على قداسة الاعتکاف، وقال: ینبغی أن یحذر الإنسان فی الاعتکاف بحیث لا یسمح لنفوذ الأمور التی یمکن أن تبعده عن التوجه لله تعالى وبناء النفس؛ لأنَّ الاعتکاف هو تقرُّب لله تعالى وجلب رضا الإمام صاحب العصر والزمان علیه السلام، ویجب أن یؤخذ هذا الهدف بنظر الاعتبار فی جمیع البرامج.
کما أشار سماحته إلى اعتکاف النساء، وقال: یجب على الأخوات المعتکفات أن یقمن بإحیاء الحجاب الإسلامی من خلال ارتدائهنَّ للحجاب الإسلامی الکامل، بل إننا ننصح الأخوات المعتکفات أن یسترن حتى وجوههن عن غیر المحارم، فضلاً عن العباءة الإسلامیة؛ وذلک لکی یُظهرن حقیقة الإسلام للعالم.
وفی ختام هذا اللقاء أعرب سماحة آیة الله صافی کلبایکانی عن سروره وتقدیره للقائمین على مراسم الاعتکاف، وخاطبهم: أیَّها الأخوة الأعزاء إننی لتغمرنی السعادة أن أجد نفسی بینکم، وأسأل الله تعالى أن یوفقکم لخدمة مدرسة أهل البیت علیهم السلام، کما التمس الدعاء من جمیع الأعزاء الذین سیتشرفون بإقامة مراسم الاعتکاف، وأسألهم أن یدعو لتعجیل فرج الإمام صاحب العصر والزمان علیه السلام ولعزَّة المسلمین ورفعتهم فی جمیع أنحاء العالم، ولحل جمیع المشاکل.