تحدَّث مدیر الحوزات العلمیة فی المراسم التی أقیمت بمناسبة رحیل آیة الله بهجت بحضور المراجع والعلماء فی المسجد الأعظم الکائن فی مدینة قم، فذکر بأنَّ الله تعالى أعطى الإنسان العقل لیُمیِّز بین الصحیح والسقیم، وقال: إنَّ العقل کالمصباح المنیر یهدی الإنسان إلى الصراط المستقیم.
وأشار بوشهری إلى أنَّ الروایات وصفت علماء الدین بأنوار الهدایة، وأردف بالقول: إنَّ آیة الله بهجت کان کالمصباح المنیر الذی یضیء الدرب للناس.
واستشهد بالروایة التی تقول بأنَّ العالم الذی یعمل بعلمه أفضل من 70 ألف عابد، وأوضح قائلاً: إنَّ من جملة الثمرات المهمَّة للعلم العمل به؛ مضیفاً: ینبغی للإنسان أن یلتجأ للعالم الذی یُخرجه من الشک إلى الیقین، ویذکِّره بالله تعالى والمعاد.
وأشار بوشهری إلى الروایات التی تؤکِّد على ضرورة الاهتمام بالعمل، وقال: إنَّ طلاب الحوزات العلمیة یجب أن یصلحوا أنفسهم قبل أن یتکلَّموا؛ ذلک لأنَّ المجتمع یعتبرهم أسوة لأعماله.
وأکَّد ممثل مدینة بوشهر فی مجلس خبراء القیادة على أنَّ التأسی بسیرة وسلوک علماء الدین الأعلام من سبل تحقیق أسلوب الحیاة الإسلامیة، وقال: إنَّ آیة الله بهجت شخصیة ذات أبعاد متعددة، وقد غطَّت شخصیته العرفانیة والأخلاقیة على بعده العلمی؛ مضیفاً: إنَّ آیة الله بهجت من الأساتذة البارزین، ولم یغفل یوماً عن الانشغال بالتدریس إلى آخر لحظة فی حیاته.
ولفت بوشهری إلى اهتمام آیة الله بهجت المستمرة بالعلم والمعرفة، وقال: إنَّ آیة الله بهجت کان یوصی الطلاب دائماً بضرورة الجد والاجتهاد بالدراسة، ویقول بأنَّ الطالب الذی لا یدرس لیس له ثمرة.
وذکر بوشهری بأنَّ الناس یفتقدون لعلماء الدین دائماً، وأعرب عن تأسفه لعدم معرفة قدرهم من قبل البعض، وأضاف: إنَّ العلماء هم أنوار مضیئة، إلا أنَّ کل منهم له میزاته الخاصة.
وذکر بأنَّ الإمام الخمینی(ره) عندما عاد إلى البلد عام 1962 قام الناس فی قم بإنارة الشوارع، وکان آیة الله بهجت یذهب إلى منزل الإمام(ره)، ویتکأ على الجدار ویقول: جئت أعرب عن محبتی ودعمی للسید الخمینی، وأقوم بواجبی.
وفی ختام حدیثه أکَّد آیة الله حسینی بوشهری أنَّ آیة الله بهجت کان یحمل هموم الثورة الإسلامیة ویناصر الإمام(ره)، وقال: إنَّ آیة الله بهجت کان یقدِّم النصائح للإمام وولی أمر المسلمین فی الأزمات باستمرار.