تحدَّث الشیخ محسن قرائتی، رئیس هیئة إقامة الصلاة فی البلد فی مراسم اختتامیة مهرجان أفضل الحوزات العلمیة النسویة فی أنحاء البلد السابع، الذی أقیم فی قاعة مهرجانات نرجس خاتون الکائن فی مدینة قم، وقال: إنَّ طلب العلم وامتلاک التجربة لهما أهمیة بالغة.
وأشار قرائتی إلى روایة عن أمیر المؤمنین أنَّه قال: (لیس العلم بالتعلم، إنَّما هو نور یقع فی قلب من یرید الله تبارک وتعالى أن یهدیه، فإن أردت العلم فاطلب أولاً فی نفسک حقیقة العبودیة، واطلب العلم باستعماله، واستفهم الله یفهمک)؛ موضحاً: یجب الالتفات إلى أنَّ التلاعب بالألفاظ والمصطلحات لیس علماً، بل إنَّ منفعة العلم تظهر عندما نخرج عن إطار الألفاظ والمصطلحات.
وأضاف قرائتی قائلاً: إنَّ المجتمعات الیوم لا تنظر إلى القرآن کمدرسة تربویة وللأسف، مع أننا نحتاج إلى دراسة آیات القرآن بدقة من أجل أن نفهم فلسفة بیان کل موضوع.
وبیَّن الشیخ قرائتی أنَّ الحوزات العلمیة بحر من المعارف، وهناک حاجة للاعتماد علیها من أجل الحصول على المعارف الإلهیة والدینیة، وقال: إلى الآن لم تؤدی الحوزة والمجتمع حق القرآن کما ینبغی.
وشدد على ضرورة عدم التقییم على أساس ملاک المعدل والدرجة، وقال: ینبغی أن تُعطى الدروس الخاصة بالتبلیغ فی السنین الأولى من دراسة الطالب الحوزوی؛ ومضى بالقول: یوجد لدینا نوعان من التبلیغ، الأول هو أنَّ الشخص یتعلَّم الدروس الحوزویة ثمَّ یذهب للتبلیغ، والنوع الثانی أن یکون التبلیغ آنی؛ أی أنَّ الشخص عندما یتعلَّم أول کلمة یقوم بتعلیمها للآخرین.
وأکَّد قرائتی على أنَّ البحث المفید هو الذی یکون مفیداً للمجتمع، وقال: إنَّ آیة الله البروجردی کان یقول: (إنَّ المنزلة المذکورة للعلم تتعلق بالعلم الذی یُعلِّمه الشخص للآخرین).
وأشار إلى وجود أربعة شروط للبحث والتحقیق یمکن أن تجعله مفیداً ونافعاً، وقال: إنَّ الشرط الأول هو أن یکون واجباً، والشرط الثانی أن یکون مستحباً، والشرط الثالث أن یقوم بحل مشاکل الفرد، والشرط الرابع أن یقوم بحل مشاکل المجتمع.
وشدد قرائتی على ضرورة السعی من أجل إرجاع التعالیم القرآنیة إلى المجتمع، وأردف بالقول: إنَّ من جملة أهم البحوث والتبلیغات التی یحتاجها المجتمع الیوم دراسة کیفیة استئناس الأفراد بالقرآن ولاسیما الصلاة؛ لأنَّ هذه القضیة تحتل الیوم مکانة مرموقة فی البلد.
ولفت رئیس هیئة إقامة الصلاة إلى أنَّ من جملة أدلة ترک الناس للصلاة عدم الخشوع، وقال: لذلک بات من اللازم أن نسعى لزیادة التواضع والخشوع لدى الناس من أجل تشجیعهم على الصلاة.
وختم الشیخ قرائتی کلامه بالقول: لو أننا رجعنا إلى القرآن سنجد أن هذا الکتاب العزیز قد حلَّ الکثیر من الشبهات المطروحة حول الصلاة.