تحدَّث آیة الله حسین مظاهری، رئیس حوزة أصفهان العلمیة لدى لقاءه أعضاء هیئة إقامة مهرجان العلامة الطباطبائی(ره) العالمی، فأعرب عن ارتیاحه لإقامة مهرجان لتکریم شخصیة العلامة الطباطبائی القرآنیة والتفسیریة الرفیعة، ووصف هذه الخطوة بالمفیدة والمؤثرة، وقال: إنَّ إقامة هذا المهرجان أدَّى إلى تعریف أبعاد شخصیة العلامة الطباطبائی المتمیزة للأجیال الصاعدة؛ ولهذا السبب فهی حرکة ضروریة وقیِّمة.
وشدد آیة الله مظاهری على ضرورة الاهتمام بخصوصیات شخصیة العلامة الطباطبائی الفردیة وأبعادها الأخلاقیة، وقال: إنَّ الرقة الروحیة والدقة العلمیة للعلامة الطباطبائی، من أهم جوانب شخصیته؛ لذلک ینبغی أن نولیها اهتماماً أکثر من سائر الخصوصیات.
وبیَّن أنَّ إحیاء دراسة العلوم العقلیة، لاسیما الفلسفة فی حوزة قم العلمیة مدیون لثقافة العلامة الطباطبائی وجهوده المتواصلة، وأضاف: لقد استطاع العلامة الطباطبائی رفع الکثیر من الموانع الکبیرة والصغیرة ببصیرته وجهاده المتواصل وتحمله الصعوبات الکثیرة، کما تمکن من إحیاء المعارف العقلیة الإسلامیة وترویجها ولاسیما الفلسفة والتفسیر فی حوزة قم.
وأشار رئیس حوزة أصفهان العلمیة إلى أنَّ العلامة الطباطبائی کان یتمتع بقمَّة الاعتدال، وقال: لقد کان العلامة الطباطبائی یمتنع بشدَّة عن أی إفراط وتفریط فی جمیع الأمور الفردیة والعلمیة والاجتماعیة، ولم تکن خطواته مصحوبة بالتأزم والتشنج أبداً.
وأردف رئیس حوزة أصفهان العلمیة بالقول: مع أنَّ العلامة الطباطبائی کان شخصیة جلیلة وله منزلة کبیرة فی الحوزة العلمیة، إلا أنَّه کان یحافظ على شأن المرجعیة ومکانتها، وکلَّما کانت هناک حرکة مخالفة للمرجعیة کان یقوم بإیقافها.
واعتبر تمسُّک العلامة الطباطبائی بالأخلاق العلمیة من المیزات الخاصة الأخرى فی أبعاد شخصیته، ومضى بالقول: لقد کان العلامة الطباطبائی إنساناً کاملاً ومهذباً، قلع شجرة الرذائل من وجوده، وغرس شجرة الفضائل الأخلاقیة فی قلبه وروحه.
ووصف آیة الله مظاهری العلامة الطباطبائی بالعالم الربانی والعارف بزمانه والمدبر وقال: إنَّ النجاح فی أی مجال وبالخصوص فی أمر تبلیغ الدین یحتاج إلى ثلاثة عناصر، وهی العلم والتقوى والعقلانیة، والعلامة الطباطبائی فضلاً عن کونه وصل إلى القمَّة من الناحیة العلمیة، إلا أنَّه کان مشهوراً بالتقوى والتدیُّن والتقیُّد بتکالیف الشرع، فضلاً عن تمیُّزه بالعقلانیة والتدبیر والثقافة ومعرفة الزمان، وهذه الصفات یجب أن تکون أسوة للعلماء والمفکرین، ولاسیما الجیل الصاعد.