تحدَّث آیة الله سید هاشم حسینی بوشهری فی خطبة جمعة مدینة قم فأشار إلى المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووی، وأعرب عن شکره وتقدیره للمواقف والجهود التی یبذلها فریق المفاوضات.
وقال بوشهری: إننا فی الوقت الذی نؤکَّد دائماً على أنَّ فریق المفاوضات لابد أن یکون حذراً؛ لکی لا یسمح للعدو تجاوز الخطوط الحمراء، نشهد بأنَّ هذا الفریق یقف بثبات لمواجهة مؤامرات العدو، ویفضح أخطاءه للمجتمع الدولی؛ مضیفاً: إنَّ من المضحک أن نرى العدو وهو یقول من الواجب أن تکون هناک مفاوضات على الصواریخ الإیرانیة أیضاً.
ومضى إمام جمعة قم قائلاً: إنَّ العدو من جهة یهدننا عسکریاً، وفی الوقت الذی یهدننا فیه یرید منا أن ننزع السلاح أیضاً؛ مضیفاً: لیتأکَّد المستکبرون أنَّهم مهزومون، والنصر النهائی للشعب الإیرانی.
وأوصى بوشهری المسئولین أن لا یجعلوا المفاوضات مرهونة بالحصار، وقال: إنَّ بلدنا ملیء بالموارد الطبیعیة والکوادر الإنسانیة، وکما قال ولی أمر المسلمین(حفظه الله)، یجب الاعتماد على الاقتصاد الداخلی؛ لکی لا یشعر الشعب بالخیبة والیأس.
وعلى صعید منفصل أشار بوشهری إلى مسألة الفضاء المفتوح على الانترنت، وسبل الوقایة الصحیحة منه، وقال: إنَّ الفضاء المفتوح الذی أحدث تطوراً عظیماً فی العالم، مثله کمثل نهر جاری یمکن أن یزداد فی أی لحظة، وأردف بالقول: إذا لم نخطط تخطیطاً صحیحاً للفضاء المفتوح ونعد له برنامجاً فی المسیر السلیم، فسیتحول إلى فیضان عارم ومحطم لنا، إلا أنَّ هذا لا یعنی حرمان الشعب من التقنیة، بل لابد من الالتفات إلى أنَّ التقنیة تحمل معها فیروساً خطراً أیضاً، ولابد من القضاء علیه بواسطة التخطیط لبرنامج صحیح.
وقال إمام جمعة قم: إننا على ثقة عالیة بشبابنا، لکننا لا نثق بالعدو، وعلینا أن نقوم بتصفیة المسائل التی تردنا عن طریق الانترنت کبقیة الدول الأخرى، إلى الوقت الذی نقوم فیه بإنتاج شبکة عنکبوتیة وطنیة مفتوحة؛ مضیفاً: لا یمکن لنا أن نترک الشباب یقعون فی شباک الأعداء، وعلى المسئولین أن یتحدثوا بالشکل الذی لا یترکوا فیه مجالاً لوقوع الثقافة تحت تصرُّف الأعداء؛ لأنَّ هذا یؤدی إلى تحطیم شبابنا.
وفی سیاق آخر أشار بوشهری إلى مناسبة تأسیس مجلس الشورى الإسلامی، وقال: إنَّ المجلس بحسب تعبیر ولی أمر المسلمین(حفظه الله)، مظهر الدیمقراطیة الدینیة، ووظیفته التقنین والإشراف، وأردف قائلاً: ینبغی لممثلی المجلس أن یحملوا رؤیة وطنیة، ویتخذوا جمیع القرارات المتعلقة بأمور الشعب والدولة.
کما أشار إمام جمعة قم إلى مناسبة فتح خرمشر، وقال: إنَّ وظیفة المؤلفین والفنانین والنخب وعلماء الحوزة والجامعة أن یرسموا صورة رائعة للدفاع المقدس.
وأشار فی خطبته أیضاً إلى مناسبة شهادة الإمام الکاظم(ع)، فاستشهد بروایة لهذا الإمام الهمام حول نتائج البخل عند إنفاق الأموال فی سبیل الله، وقال: قال الإمام الکاظم(ع): (إیّاک أن تمنع فی طاعة الله، فتنفق مثلیه فی معصیة الله).
وفی ختام خطبته بارک آیة الله حسینی بوشهری بمناسبة عید المبعث، وقال: إنَّ المبعث یساوی أصل الخلقة، فالمبعث یمکن أن یکون دلیلاً على أصل الخلقة والتکوین.