التقى مدیر وأعضاء مرکز البحوث المهدویة مع آیة الله صافی گلپایگانی، فأعرب سماحته عن شکره وتقدیره للأشخاص الذین یبذلون جهودهم فی خدمة ولی العصر عجل الله فرجه الشریف، وقال: إنَّ أمر بقیة الله الأعظم أرواحنا فداه وإعلاء کلمته، وتوجِّه الناس لمقام الولایة العظمى المقدَّس یحوز على أهمیة کبیرة، والأشخاص الذین یقدمون الخدمات فی هذا الطریق یؤدون عملاً عظیماً وقیِّماً، وإن شاء الله تعالى یکون عملهم مقبولاً عند الإمام(عج).
وأشار آیة الله صافی گلپایگانی إلى مهرجان العقیدة المهدویة لهذا العام الذی یقام تحت عنوان: (المهدویة والأخلاق)، وقال: إنَّ هناک أبعاداً مختلفة تُطرح فی مسألة المهدویة، أهمها وأساسها الأخلاق المهدویة والولائیة؛ أی أنَّ الأشخاص الذین یدَّعون بأنَّهم من المنتظرین للإمام المهدی، یجب أن یتخلَّقوا بالأخلاق الحسنة، ویکونوا أسوة للآخرین؛ لأنَّه کلَّما کانت الأخلاق الإسلامیة أکثر وضوحاً فی المجتمع کلَّما توطدت أسباب الظهور أکثر.
وعدد آیة الله صافی بعض الخصائص المتعلقة بالمنتظرین، وقال: إنَّ الاهتمام بتطبیق أحکام الإسلام المقدسة والأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، هی من أهم خصائص المنتظرین الحقیقیین للإمام(عج)؛ مضیفاً: إنَّ الشخص الذی یکون لا أبالیاً تجاه ما یصدر خلاف الشرع، ینبغی أن لا یدَّعی أنَّه من المنتظرین.
وأشار إلى روایة عن الإمام الصادق علیه السلام فی باب الانتظار ووظائف المنتظرین، وقال: إنَّ الکلام لیس مهماً فی مسألة المهدویة والانتظار، بل إنَّ المهم هو العمل، فالانتظار الحقیقی یعنی العمل بأوامر الإمام ولی العصر علیه السلام، الذی یجب أن یتحقق فی المجتمع، والأشخاص الذین یهتمون أکثر بأمر ترویج الدین والأمر بالمعروف والنهی عن المنکر هم المنتظرون الحقیقیون لإمام العصر(عج).
وانتقد صافی گلپایگانی ضعف الاهتمام بمسألة المهدویة من قبل وسائل الإعلام، لاسیما وسائل الإعلام المکتوبة، وأوصى المؤلفین والکتاب الکرام بقوله: یجب الاستفادة من هذه الفرصة العظیمة، والاهتمام بمواضیع المهدویة المختلفة، فإنَّ مسألة المهدویة والانتظار التی هی من أهم المسائل الإسلامیة لم تحتل مکانتها المناسبة فی المؤلفات ووسائل الإعلام وللأسف.
ولفت آیة الله صافی إلى أشعار المهدویة وقدرة تأثیرها على الناس، وقال: لقد وردت فروع مختلفة فی مسألة المهدویة، ومن جملتها الأشعار، حیث أنشدت أشعار فی هذا المجال، وأنا طالعت کتابین کانا یحتویان على أشعار المهدویة فی زمان ناصر شاه، وقد استأنست بهما، وعلماؤنا الأعلام یمتلکون أشعاراً کثیراً فی هذا الباب، ومن جملة ذلک أشعار الشیخ البهائی(رحمه الله)، حیث أنشد قصیدة رائعة ومهمة جداً، أسال الله تعالى أن یوفقنی لحفظها وتکرارها.
وفی ختام کلامه کرر آیة الله صافی گلپایگانی تقدیره للحاضرین فی الاجتماع، وقدَّم وصیة خاصة للشباب المنتظرین للإمام المهدی(عج)، وقال: یجب أن یعلم الشباب الأعزاء أنَّ الانتظار لیس بالاسم واللفظ وحسب، بل بالعمل وفقاً لحقیقة المنتظر، وتوطید العلاقة مع هذا الإمام العزیز، وعدم نسیانه أبداً.