فی ضوء تحلیله لتوجیهات قائد الثورة الأخیرة التی ألقاها بین جمع من مسئولی النظام، قال حجة الإسلام والمسلمین سقای بی ریا، عضو الهیئة العلمیة فی مؤسسة الإمام الخمینی(ره): إنَّ إطار الثورة والنظام الإسلامیة مسألة مهمة جداً، ولو وجد أشخاص یریدون أن یخططوا خارج هذا الإطار سواء کانوا معتدلین أم غیر معتدلین، فلا یُقبل منهم ذلک؛ مضیفاً: إنَّ قائد الثورة المفدى أکَّد على أنَّ رجال الحکومة یجب أن یُنظِّموا أنفسهم على أساس أصول ومبانی الثورة، وعلى الحکومة أن تتجنب إقصاء العناصر المؤمنة والثوریة بذریعة الاعتدال؛ لأنَّ الاعتدال مفهوم مطاط، ویمکن أن یحمل معان متعددة.
وأکَّد سقای بی ریا قائلاً: إنَّ قائد الثورة المفدى لا یطرح قضایا خارج الأجواء الحقیقیة للبلد، فهو یوصی بالأمور التی یشهدها بنفسه، ویضع الخطط والاستراتیجیات اللازمة لها على أساس تدقیقه وفکره الثاقب، ومضى فی القول: إنَّ مراد القائد من الاعتدال هو الاعتدال الذی ینسجم مع أصول الثورة، ولیس الاعتدال الخارج عن إطار الثورة، وهو الاعتدال المحمدی الأصیل والمنطبق مع الموازین الإسلامیة.
ولفت إلى وجود نسخة بدیلة عن الاعتدال فی الخارج وأجندة الغزو الثقافیة، وقال: إنَّ أمریکا الیوم تدعم شبکة من المسلمین المعتدلین فی العالم، وهذا اعتدال أیضاً، لکنَّه من النوع الأمریکی؛ وأردف بالقول: کما یوجد لدینا إسلام محمدی أصیل، ویوجد اعتدال محمدی أصیل یوجد فی المقابل اعتدال أمریکی، ولابد من الحذر من مخاطر الاعتدال الأمریکی.
وأکَّد حجة الإسلام والمسلمین سقای بی ریا، على ضرورة تقدیم الدعم الحقیقی للحکومة، وقال: إنَّ قلوبنا مع مسئولینا، ویجب أن ندعوا بالخیر للأشخاص الذین یعملون فی الساحة، إلا أنَّ هذا الدعم یختلف من مورد إلى آخر؛ لذلک روی عن رسول الله(ص) أنَّه قال: انصر أخاک ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل یا رسول الله أنصره إذ کان مظلوماً، أفرأیت إذا کان ظالماً کیف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلک نصره.
وفی ختام حدیثه أکَّد عضو الهیئة العلمیة فی مؤسسة الإمام الخمینی(ره) على ضرورة التمسک بتوجیهات القائد، وقال: إنَّ توصیات ولی أمر المسلمین بدعم الحکومة والدفاع عنها مسألة مهمَّة جداً وبمحلها، ولو أننا عملنا بتوجیهاته الرامیة إلى دعم الحکومة والنقد البناء إذا استدعى الأمر، فسنحصل على ثمرات طیبة جداً.