لابُدَّ مِنْ التنویه ابتداءً إلى أنَّ فتوى الشیرازی بالجهاد صدرت فی منتصف شعبان لتکون شرارة ثورة العشرین عام 1920، وأصدر سماحة السیستانی فتواه بالجهاد فی منتصف شعبان 2014 لتکون المنطلق للقضاء على الارهاب.
أبرز مواقف السِّیّد السیستانی قبل فتوى الجهاد:
واجهت العراقیین بعد السقوط مشاکل جمَّة وکان لآیة الله السیستانی دور کبیر فی الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، ومن أبرز ما أفتى به هو:
1 ـ طالب سماحته بخروج المحتل مَعَ بدایة الغزو الأمریکی بقوله: «إذَا کانت هُنَاک حاجة إلیهم ـ أیّ الأمریکیین ـ فلیکن عملهم بإشراف الأمم المتحة لا أنْ یکون وجودهم عَلَى نحو قوات احتلال».
2 ـ حرَّم السید السیستانی التعدّی على الأموال العامة من النهب والسلب، بعدما فتح الأمریکان الباب على مصراعیه للنهب والسلب وتحطیم البنى التحتیة.
3 ـ أصدر فتوى تحرّم الاقتصاص من المجرمین وقتلهم من البعثیین والملطخة أیدیهم بدماء العراقیین الذی أراد العراقیین الانتقام منهم جمیعاً، الى حین تشکیل محاکم شرعیة.
4 ـ فتوى کتابة الدستور ومنع کتابته من قبل المحتل أو من عملائه.
5 ـ إن السید السیستانی قام بفض النزاع القائم بین الصدریین فی النجف والقوات الأمیرکیة، وقد حفظ فیها کرامة وقدسیة المدینة، وحقن دماء الکثیرین.
6 ـ أما فتوى وجوب المشارکة فی الانتخابات فهی من الإنجازات العظیمة بعد ما رفض المحتل إجرائها بإدعاء أنه غیر ممکنة فی الوقت الحاضر، ولکن أصرّ سماحته.
أهم أسباب فتوى الجهاد:
1 ـ تکشف الفتوى بأن السِّیّد السیستانی یعی خطورة الوضع الأمنی الخطیر الذی یحیق بالعراق مِنْ خلال سیطرة داعش الإرهابیة عَلَى محافظة الموصل وصلاح الدین.
کَمَا أنَّ السِّیّد السیستانی الله یحفظه یدرک أنَّ داعش لن تکتفی بِهَذَا القدر مِنْ السیطرة والاستهتار بَلْ هدفهم الاستراتیجی هُوَ کُلّ العراق وخاصة بغداد والنجف الأشرف وکربلاء المقدسة.
2 ـ أَکَّدَ السِّیّد السیستانی عَلَى تحمل المسؤولیة الوطنیة والشرعیة فِی هَذَا الظرف الحرج والصعب، ونوّه عَلَى أنْ لابُدَّ مِنْ إعطاء التضحیات فِی سبیل الحفاظ عَلَى وحدة هَذِهِ البلاد وکرامتها وصیانة مقدساتها.
وَهَذَا لا یعنی بالمقدسات فَقَدْ العتبات المقدسة الشیعیة بَلْ کُلّ المقدسات بما فیها أرواح الناس سواء کَانَوا شیعة أو سنة أو صابئة أو مسیح.
3 ـ أوصى السِّیّد بأن لا یدب الیأس والإحباط فِی نفس العراقیین، مستشهداً بآیات قرآنیة عِدَّة تُؤکِّد عَلَى الثبات والصبر والمرابطة، وعدم التنازع.
4 ـ طالب السِّیّد السیستانی مِنْ المسؤولین أنْ یحترموا مواقعهم ومسئولیاتهم الوطنیة والتأریخیة والشرعیة الکبیرة. وَهُوَ یعلم سماحته بأن توحید السیاسیین یعنی توحید الشعب وَالأُمَّة وَهَذَا ما یقلل مِنْ مخاطر الدواعش والإرهاب.
5 ـ أشار السِّیّد السیستانی إلى أنَّ الدفاع عَنْ الوطن والمقدسات هُوَ بدرجة عالیة مِنْ القدسیة وهی أعلى مرتبة فی العمل الشرعی بقوله: «إنَّ دفاع أبنائنا فی القوات المسلحة والأجهزة الأمنیة هو دفاع مقدس». ثم یخاطبهم بقوله «یا أبناؤنا فی القوات المسلحة: إنکم أمام مسؤولیة تاریخیة ووطنیة وشرعیة. اجعلوا قصدکم ودافعکم هو الدفاع عن حرمات العراق ووحدته، وحفظ الأمن للمواطنین، وصیانة المقدسات من الهتک، ودفع الشرّ عن هذا البلد المظلوم وشعبه الجریح». ثم یؤکد سماحته موقفه المساند کلیاً للقوات الأمنیة، وأنَّ مَنْ یقتل فی سبیل الدفاع عن العراق فهو شهید بإذن الله فیقول «وفی الوقت الذی تؤکد المرجعیة الدینیة العلیا دعمها وإسنادها لکم، تحثکم على التحلی بالمروءة والبسالة والثبات والصبر. وأن من یضحی منکم فی سبیل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضهم، فإنه یکون شهیداً إن شاء الله تَعَالَى».
6 ـ إنَّ المرجعیة العلیا المتمثلة بالسید السیستانی هَذَا رجل بمنتهى الحنکة فِی التعامل مَعَ المنهزمین العسکریین لإعادة رفع معنویاتهم، فَهُوَ لَمْ ینظر إلى الجوانب السلبیة مِنْ الانهزام والهروب، بَلْ سلَّط الضوء على الجانب المشرق للأداء العسکری والأمنی ویزرع الأمل والثقة حین یقدم شکره «للکثیر من الضباط والجنود الذین أبلوا بلادً حسناً فی الدفاع والصمود وتقدیم التضحیات، فالمطلوب من الجهات المعنیة تکریم هؤلاء تکریماً خاصاً، لینالوا استحقاقهم والثناء والشکر (من قیاداتهم) ولیکون حافزاً لهم على أداء الواجب الوطنی الملقى على عاتقهم».
7- کَمَا التفت سماحته إلى أنَّ الأسرة قَدْ تکون قیداً ومانعاً للفرد مِنْ أنْ یشارک فِی القتال والذهاب إلى ساحات الحرب لذا نجده یطالب سماحته عائلات وأسر العسکریین بقوله «والمطلوب أن یحث الأب ابنه، والزوجة زوجها على الصمود والثبات دفاعاً عن حرمات هذا البلد ومواطنیه». وربما یشمل ذلک جمیع المتطوعین والمنخرطین فی الجهاد المقدس للدفاع عن العراق.
8- کَمَا حدّد ببیانه صفة العدو، وَهَذِهِ مُهمّة جداً فِی التحفیز عَلَى القتال، حَتّى یکون المجاهد أو المقاتل أو العسکری یعرف طبیعة وصفة عدوّه کی لا ینخدع بعضهم وخاصة مِنْ أهل السنة بخطابات السیاسیین بوصفهم أنها «ثورة»، وهؤلاء الَّذِیْنَ یقاتلونکم هُمْ «ثوار» فبادر سماحته لبیان هَذِهِ المسألة بقوله: «هؤلاء الإرهابیین المعتدین هو منهج ظلامی بعید عن روح الإسلام، یرفض التعایش مع الآخر بسلام، ویتّخذ من العنف وسفک الدماء، وإثارة الاحتراب الطائفی وسیلة لبسط نفوذه وهیمنته على مختلف المناطق فی العراق والدول الأخرى».
9 ـ وَبَعْدَ بیان کُلّ هَذِهِ الأُمُور المُهِمَّة وَالَّتِی لابُدَّ مِنْ بیانها، وبعدها تدرج حَتّى وصل إلى مرحلة إصدار الفتوى، فَأیّ حنکة یملک هَذَا الرجل العظیم، بقوله «إنَّ طبیعة المخاطر المحدقة بالعراق تقتضی:
أ) الدفاع عن هذا الوطن وأهله ومقدساته ومواطنیه.
ب) هذا الدفاع واجب على المواطنین بالوجوب الکفائی (بمعنى أن من یتصدى له وکان فیه الکفایة بحیث یتحقق الغرض وهو حفظ العراق وشعبه ومقدساته یسقط عن الباقین). وتوضیح ذلک بمثال لو تصدى عشرة آلاف وتحقق الغرض منهم، سقط عن الباقین. فَإنْ لم یتحقق وجب على البقیة وهکذا..
جـ) ومن هنا على المواطنین الذین یتمکنون من حمل السلاح ومقاتلة الارهابیین دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم، علیهم التطوع للإنخراط فی القوات الأمنیة».
أهم ردود الفِعْل الَّتِی أعقبت الفتوى الجهادیة:
إنَّ فتوى الجهاد الَّتِی أطلقها السیستانی قَدْ هزّت العالم بأسره، فَهِیَ قَدْ أفرحت الصدیق وأبغضت العدو، فقبل أنْ نتطرق إلى سرّ استجابة الأُمَّة لهذه الفتوى لابُدَّ أنْ نتطرق إلى مدى تأثیرها فِی العالم العربی المعادی والغربی وبالأخص الأمریکی والإسرائیلی، فَلابُدَّ مِنْ أنْ نذکرها عَلَى شکل نقاط، ونفهرسها عَلَى شکل عناوین فرعیة لیتسنى للقارئ الاستفادة منها بوضوح وبجدولة بیّنة:
لاشکّ أنَّ فتوى السیستانی قَدْ نجحت فِی إسقاط أجندات البعض، وأفشلت المؤامرة الکبرى الَّتِی کانت تحاک وراء الکوالیس، فراحوا یتخبّطون فِی تصریحاتهم الَّتِی تبین نیاتهم السیئة یبدو ان فتوى المرجعیة الدینیة فی النجف الاشرف قد نجحت بإسقاط اجندات البعض، وإلیک التالی:
1 ـ أمیریکا:
إنَّ مارتن دیمبسی هُوَ رئیس هیئة الأرکان الأمریکیة: لَمْ یروق لَهُ هَذِهِ الفتوى التأریخیة العظیمة فراح دون شعور مِنْهُ بالتهجم عَلَیْهَا لأنها أفشلت کُلّ مخططاتهم وجعلها منکسة فِی الوحل، حَیْثُ أنَّهُ قَالَ: «إنَّ تخبّط أصاب الإدارة الأمریکیة مِنْ دعوة المرجع الأعلى آیة الله السیستانی للتطوّع إلى جانب الجیش العراقی ... وأنها ـ أیّ الفتوى ـ بأنّها لَمْ تکن مفیدة، وأنّها تعقّد الوضع قلیلاً .... وأنَّ الدعوة للتطوعین تلقى استجابة» وَهَذَا الموقف یعنی هُوَ أمریکا وربیبتها إسرائیل، وعملائهم مِنْ شرطة الخلیج.
وَهَذَا یعنی أنَّ الفتوى أسقطت کُلّ محاولات أقلمة الوضع العراقی، وعقّدت علیهم التدخل فِی تشکیل الحکومة، کَمَا أنَّها فوتت علیهم فرصة السعی إلى فرض الشروط عَلَى العراقیین، مقابل الدفاع عنهم.
2 ـ القرضاوی:
وصف القرضاوی تنظیم داعش، بأنه «ثورة عارمة للسنّة جاءت نتیججة لسیاسات الظلم والإقصاء لشعب أراد الحریة، ورفض عیشة الذل، والتحکم فی مصیره وقوته ومستقبل أبنائه"، فی إشارة إلى الأقلیة العربیة السنّیة فی العراق »،
4 ـ رافع الرفاعی
قَالَ «کنّا نأمل أنْ تصدر فتوى بتحریم قتال أهل السنة فِی عقر دیارهم».
5 ـ وقال امام وخطیب (مزکه وتی سه فار) جامع الصفار فی اربیل «إنَّ الفتوى التی اطلقها السیستانی مؤخراً کانت صریحة بقتل أهل السنة وإنَّ العشرات سقطوا خلال الأیام الماضیة بسبب هذه الفتوى داعیاً علماء السنة الى عدم الانجرار الى مواجهة الفتوى بأخرى مماثلة ... » .
6 ـ أمَّا رئیس جماعة العراق ... خالد الملا، قَالَ: بخصوص فتوى السِّیّد السیستانی:
«ضرورة تفعیل فتوى المرجع الأعلى الإمام السیستانی بالجهاد الکفائی من جدید، وطرحها طرحا روحانیا یتعانق مع القلوب کی لا تهفت الحماسة لدى الشباب فالإرهاب مشروعه کبیر وأبنائنا قدر المسؤولیة، لذا علینا الاهتمام بفتوى الأمام السیستانی لأنها لاقت بعض الأجندة الخارجیة وبعض الأبواق الداخلیة من اجل أن تضعف جذوتها وأهمیتها، وواجبنا کمسلمین وعراقیین أن نحیی هذه الفتوى ونعطیها دورها لتأخذ الدور لدى کل العراقیین لیقفوا بالواجب الکفائی للدفاع عن العراق وکرامته».
ما هو سر امتثال الشعب لفتوى السیستانی
هُنَاک أسباب کثیرة لامتثال الشعب العراقی لفتوى السِّیّد السیستانی، نذکر أبرزها وأهمها:
1 ـ إنَّ أغلب الشعب العراقی مقلد لسماحة السِّیّد السیستانی، فَلابُدَّ مِنْ الامتثال لفتوى مرجعهم، کمقلدین لَهُ.
2 ـ أنَّ الشعب العراقی عَلَى درایة تامّة بِهَذَه العصابات الإرهابیة وجرائهما، وَقَدْ عانى الشعب العراقی وبالخصوص الشیعة مِنْهُ، و منذ 2003 إلى یومنا مِنْ القتل والذبح عَلَى الهویة، کَذَلِکَ مسألة تهدیم مرقد العسکریین، ما زالت الشیعة تغلی فِی داخلها، وَکَانَ السِّیّد السیستانی هُوَ الذی قَدْ هدأ الوضع آنذاک، أمَّا الآن فَقَدْ سنحت الفرصة للاقتصاص مِنْ هؤلاء المجرمین.
3 ـ وَهُنَا مسألة لا تقل أهمیة فِی الدوافع الَّتِی أدّت بالشعب أنْ یلبی نداء المرجعیة بهذه المعنویات وبهذه الروحیة العالیة، وَهِیَ أنَّ الأُمَّة الشیعیة العراقیة، لم یصدر لها نداء مباشر مِنْ المرجعیة منذ زمن الأصفهانی، وَهُنَاک فرق بین الاستفتاء والفتوى ... فالاستفتاء هُوَ طلب مِنْ المقلد لمرجعه فِی بیان حکم شرعی، أمَّا الفتوى فَهِیَ أمر مِنْ المرجع الأعلى للمکلف، وَهَذَا مِنْ الناحیة النفسیة لَهُ أثر کبیر وعظیم، فِی نفوس الشیعة، فَهُوَ یشعرها بالانتماء، یشعرها بأنّ الأب الروحی ما زال یخاطبها ویرعاها ویرعى مصالحها.
کَمَا أنَّ هَذِهِ الفتوى أزالت مِنْ أذهان الکثیرین ـ سواء کانوا المقلدین لسماحته أو غیرهم ـ وَهُمْ أنَّ المرجعیة لا یهمها ما تعانیه الأُمَّة ... أو أنها فِی معزل عَنْ همومها وآلامها ... وکثیراً ما کَانَ یردد قبل الفتوى فِی الأوساط الشیعیة ... بأن المراجع لا یعلمون بمأساتنا ومعاناتنا ... أمَّا الآن فکشفت لهم المرجعیة مدى تتبعها لما یجری فِی العراق ... واکتشفت الأُمَّة أنَّ هُنَاک مرجعیة حامیة وحارسة ومترصدة لِکُلِّ ما یحیط بالأمة الشیعیة مِنْ أخطار.
4 ـ أمَّا بالنسبة إلى امتثال بَعْض السنة لفتوى المرجعیة، هُوَ أنَّ أغلبهم وَکَمَا تابعناه مِنْ صفحات الفیس بوک والمواقع التواصل الاجتماعی، أنَّ الأُمَّة السنیة لا تختلف فِی معاناتها عما یعانیه الشیعة مِنْ القتل والاضطهاد والاعتاد عَلَى الممتلکات والأعراض، وَمِنْ سفک للدماء، والاستهانة بکرامات الناس مِنْ قبل الإرهابیین، فَهِیَ أُمَّة فِی حالة الصحوة والنهضة، ولکن کانوا یرون أنفسهم عاجزین عَنْ فعل شیء، وخاصة بعدما خذلهم الجیش فِی مواقف کثیرة، أمَّا بَعْدَ فتوى السِّیّد السیستانی ورأوا بأمّ أعینهم هَذِهِ الجموع الغفیرة جاءت لإسنادهم والوقوف إلى جنبهم، ولحفظ أموالهم وصون أعراضهم ودفع الموت والأخطار عنهم، وَهَذَا ما اعترف به کثیر مِنْ شخصیاتهم المنصفة فِی ذَلِکَ... فقالوا ما معناه عَلَى لسان الخبیر الاستراتیجی العراقی وفیق السامرائی وَهُوَ مِنْ أهل السنة فَقَدْ وجّه رسالة إلى المرجع السِّیّد السیستانی وَإلى الشیعة کافة نصّها: «یا شیعة العراق یا غرة مجد العراق، یا أبطال الوحدة المجتمعیة والوطنیة المقدسة. لقد سجلتم سفراً خالداً بمواقفکم یا بطون العرب ورایاتهم. السنة أنفسکم، وهم منکم وإلیکم وانتم منهم وإلیهم. ما أروعکم عندما تدافعون معاً عن وحدتکم المقدسة. وباسمکم، أتوجه برسالة تاریخیة الى المراجع الدینیة العظام، والى سماحة آیة الله العظمى السید علی السیستانی، للدفاع عن وحدة العراق وتحریم أی شکل من المداولات السیاسیة التی تؤدِّی الى تفکیک العراق تحت أی ظرف. وکلنا ثقة بأن العراق باقٍ وسترتفع رایته الى کبد السماء. محبتی لکم جمیعا، وسنبقى على العهد».
5 ـ أمَّا الأخوة المسیحیین فَقَدْ امتثلوا لنداء المرجعیة الدینیة فِی محاربة داعش والإرهاب، وشکلوا فیلقاً عسکریاً أطلقوا علیه فیلق بابل، لمقاتلة داعش والارهاب، وذلک بعد ان قام هذا التنظیم الاهابی بقتل وتهجیر المسیحیین فی الموصل واحراق کنائسهم ومطالبتهم بدفع الجزیة.
6 ـ الصابئة المندائیة فِی العراق وَهُمْ یدرکون أنَّ الإرهاب هُوَ عدو الجمیع، وأنَّ العراق لجمیع العراقیی، وبالتالی لابُدَّ مِنْ الامتثال لفتوى المرجع العالمی والإنسانی السِّیّد السیستانی.
أهم ما قِیلَ فِی السِّیّد السیستانی:
أنَّ بَعْض الأوساط الأمریکیة أطلقت عَلَى السِّیّد السیستانی «ماندلا العراق».
وقال زاب وسیسنا رئیس شرکات نفط شمال الخلیج «إنَّ السیستانی أعطى مثالاً راقیاً فی التعامل الإنسانی والابتعاد عن الطائفیة، وکان صمام أمان العراقیین ضد الحرب الطائفیة».
وقال عَنْ سمحته الدکتور هنری رید رئیس مرکز البحوث الاستراتیجیة فی واشنطن «إنَّ مقولة السیستانی (السنة لیسوا أخوتنا .. هم أنفسنا) تصلح أن تکون قاعدة إنسانیة کونیة ونظاماً توحدیاً بین الأدیان» .
وَقَدْ أثنت واشنطن على دعوة المرجع الأعلى السید علی السیستانی، السیاسیین العراقیین لتشکیل الحکومة بأسرع وقت والتماسک ورعایة الأسر المهجرة جراء أحداث العنف.
مواقف علماء التشیع فِی النجف الأشرف وقم المقدسة:
أمَّا فِی النجف الأشرف فجمیع العُلَمَاء والأساتذة الفضلاء أیُّدوا ببیاناتهم فتوى السِّیّد المرجع الأعلى السِّیّد السیستانی إلَّا السِّیّد مُحمَّد سعید الحکیم، لَمْ نجد لَهُ تأییداً لهذا الفتوى وَلَمْ یحضر فِی الجلسة الَّتِی دعا إلیه السِّیّد مُحمَّد رضا السیستانی فِی مکتب الشَّیْخ إسحاق الفیاض قبل إصدار الفتوى، وطلبوا مِنْ السِّیّد الحکیم الحضور أو أنْ یبعث مِنْ ینوب عنه، ولکن رفض السِّیّد الأمرین.
أمَّا حوزة قم المقدسة وعلماء إیران فَلَمْ نعرف أحداً مِنْ العُلَمَاء لَمْ یؤید هَذِهِ الفتوى، بما فیهم السِّیّد القائد ... وَهَذَا ما هُوَ مرتکز فِی أذهان العراقیین جمیعاً، بَلْ یعتبرونه مِنْ المسلمات الَّتِی لا تقبل الشک ولا التشکیک فیها، بَلْ یعتبرون السِّیّد الخامنئی هُوَ المبادر الأوَّل للحثِّ عَلَى جهاد هؤلاء الإرهابیین الکفرة الفجرة، ومرقد السیدة زینب یشهد بمواقف السِّیّد الخامنئی وبدمعه للمجاهدین هُنَاک وبمقولته المشهورة «لن تسبى عمتی مرتین».
أمَّا موقف رابطة مدرسی الحوزة العلمیة بمدینة قم المقدسة فَقَدْ أصدرت بیاناً نصّه «إنَّ استقراء الأحداث الجاریة فی العراق بعد الهجوم البربری الذی شنَّه التکفیریون والبعثیون بقیادة تنظیم داعش الإرهابی، یشیر إلى أنَّ زمام المبادرة بات بید الحکومة وأبناء الشعب العراقی الغیور ... وإنَّ النجاحات التی حققتها الحکومة والجیش العراقی على صعید إدارة الأزمة لم تکن ممکنة بدون دعم المرجعیة الدینیة والعلماء الأعلام ... وإنَّ إصدار فتوى الجهاد (الکفائی) ضد التکفیریین من قبل المرجع الدینی آیة الله السید علی السیستانی وسائر مراجع الدین الأعلام وعلماء أهل السنة وتلبیة أبناء الشعب العراقی الغیور لهذه الفتوى، کانت من أهم عناصر احتواء الأزمة فی العراق»... وَقَدْ أبدت رابطة مدرسی الحوزة العلمیة فِی قم المقدسة عَنْ دعمها التام لفتوى الجهاد (الکفائی) الصادرة عن مراجع الدین العظام لاسیما السید السیستانی داعیة الجماهیر العراقیة بجمیع مکوناتها الى الوحدة والالتفاف حول المرجعیة التی تعد سرّ اقتدار وانتصارات الشعب العراقی»..
أمَّا مواقف العملاء:
الصرخی والیمانی وَمِنْ لفّ لفهم فهؤلاء عزفنا عَنْ ذکرهم لا مَعَ الشعب وَالأُمَّة ولا مَعَ العُلَمَاء ولا مَعَ السنة ولا مَعَ المسیحیین ولا الصابئة، لِأنی وَبِهَذَا التقریر أترفع عَنْ ذکر مِنْ کَانَ عمیلاً لإسرائیل ولأذنابه مِنْ الدواعش والوهابیة والسعودیة والقطریة والبعثیة...
وَالسَّلامُ عَلَیْکُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکَاتَه
أخوکم خلیل الهاشمی