دراسة وتحلیل
دور الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی العراق بعد فتوى الجهاد الکفائی
رؤیة الشعب العراقی ـ واقتراحات
المقدمة:
یأتی الدّور الذّی لعبته الجمهوریة الإسلامیة فی إیران فی مقدمة عناصر القوّة الّتی ساعدت شیعة العراق فی أن یکون لهم دور محوریّ فی رسم ملامح المشروع السیاسیّ فی العراق ـ علماء أن الجمهوریة الإسلامیة رفعت مستوى تمثیلها فی السفارة فی العراق، وهی أول من اعترف بمجلس الحکم فی العراق ـ فمن غیر المتوقّع أن یکون دور شیعة العراق بهذا الوزن فی تحدید بوصلة اتجاه العملیة السّیاسیّة، وهم یتحرّکون بین مجموعة إقلیمیة ودولیة محبطة لتوجهاتهم، ومن أهمها الاحتلال الأمریکی الذی ینظر إلى شیعة العراق على أنّهم الامتداد الحقیقیّ لإیران، لتطابق التوجّهات الایدلوجیة والمذهبیة، وأغلب القضایا السّیاسیّة، وبخاصّة تلک الّتی تمثّل ثابتاً شرعیاً لا یحید عنه شیعة أهل البیت فی کلّ مکانٍ وهی إقامة الحکم الإسلامی انطلاقاً من ثوابت الدّین.
البعض یفکر بأن وجود دولة إسلامیة شیعیّة بجوار شیعة العراق قد فوّت الفرصة على شیعة العراق بان تتعامل معهم الإدارة الأمریکیة بلا وجل او تشکیک؛ لذلک دعمت امریکا نظام صدام بعد الاتفاق بینهما فی خیمة صفوان فی محافظة البصرة، وللسبب نفسه أجازت الإدارة الأمریکیة لصدام بقمع الانتفاضة الشعبانیة فِی العراق عام 1991بکل الأسلحة وَکَانَ الدعم بشکل مباشر لصدام. وتمدّهم بالقوّة والإسناد على غرار دعمهم لدول الخلیج، وسائر الدّول الّتی ارتبطت بالغرب، وتمکّن شیعة العراق من أن یمارسوا دورهم فی إدارة الدّولة بنحو أفضل، ومن دون تحدیات وإشکالات خارجیة وداخلیة.
لکنَّ هذا الاحتمال غیر دقیق، لعدّة أسباب من أهمها أنَّ شیعة العراق یعلمون جیداً أنَّ جیوش الاحتلال لم تأت لرفع الظّلم عن کاهل العراقیین فضلاً عن شیعة العراق، لأنَّ تجربة تسعینیات القرن الماضی، وما حصل فیها من انتفاضة نوعیة ومتمیّزة فی تاریخ العراق، أکّدت للشعب العراقی أنَّ أمریکا هی الّتی دعمت نظام البعث فی وأد هذه الانتفاضة وهی فی مهدها، لا لشیء إلّا لأنَّ هذه الإنتفاضة هی انتفاضة شیعیّة بامتیاز، ولهذا یرى شیعة العراق أن مجیء الجیوش الأمریکیة عبر البحار لیس لمصلحتهم، بل لعدّة أهداف، وواحدة من هذه الأهداف هو تفویت الفرصة على شیعة العراق؛ خشیة أن ینجحوا فی اسقاط النّظام البعثی، بعد أن نخر الفساد والترهل بکلّ مفاصل مؤسسات النّظام البعثی، ولم یعد رأس النّظام قادراً على السّیطرة على مقدّرات الأمور، لأن الفساد والوهن قد وصل الى أخطر المؤسسات الّتی کان صدام حسین یعوّل علیها کثیراً فی الدّفاع عن نظامه، فجهاز الأمن والمخابرات فضلاً عن الجیش لم تعد هذه المؤسسات قادرة على حفظ النّظام الذّی یخدم مصالح الولایات المتحدة الأمریکیة.
کما أن الشّعب العراقی بعد أن تعرّض إلى مزید من الفقر والحصار، وبعد سنوات الإعتقالات والإعدامات والحروب المتکررة لم یعد یحتمل أکثر مما احتمله، وکانت الإدارة الأمریکیة تعی ذلک جیداً، لذا قرّرت أن تبادر لغزو العراق؛ لکی تحدّ من طموح شیعة العراق فی الوصول إلى السّلطة، من خلال إسقاط النّظام بالقوّة، والسّیطرة بمفردها على إدارة العراق، بالإضافة إلى تطبیق مشروعها (الشرق الأوسط الکبیر) ولتمنع شیعة العراق من إقامة دولة تکون امتداداً للستراتیجیة الإیرانیة کما یزعمون.
الغرب عموما وأمریکا بنحو خاصّ قد أقلقهم انتصار الثّورة الإسلامیة فی إیران، ومن خلال العدید من الدّراسات والمواقف تأکّد أنّهم یعتقدون جازمین أنَّ أول نقاط تأثیر الثّورة ستکون فی العراق، لأسباب عدیدة منها التّقارب الایدیولوجی والسیاسیّ والعقائدی بین الشّعبین.
هذه المواقف من قبل الإدارات الأمریکیة المتلاحقة جعلت شیعة العراق لا یثقون بأمریکا على الإطلاق؛ لأنّهم یدرکون جیداً أنَّها وبأعمق نقطةٍ فی تفکیرها لا تفکک بین شیعة العراق واستراتیجیات الخطّ الثّوری الإیرانی، وأنَّ التّباین قدر الاثنین (أمریکا وشیعة العراق) فی واقع الأمر وحقیقته.
فسبب تعامل أمریکا مع شیعة العراق بحذر، ومحاولة تحجیم دورهم فی العراق لیس بسبب دولة إیران الإسلامیة الشّیعیّة فقط، بل لأن أمریکا تعلم أن لدى شیعة العراق کما هو الحال لدى سائر اتباع أهل البیت ثوابت لا یحیدون عنها، کما أن أمریکا متیقنة جیداً أن مرارة الانتفاضة الشّعبانیة الّتی دعمت فیها نظام صدام بالمال والسّلاح لم تمح من وجدان شیعة العراق، کما لا تمحو السنون مهما تقادمت جرائم البعثیین الذّین أتوا على قاطرة الولایات المتحدة الأمریکیة وهم یحدوهم الأمل بتحقیق هدفهم الأوّل وهو ضرب الإسلامیین فی العراق.
الشعب العراقی یدرک أنَّ وجود دولة إیران الإسلامیة کان لها الدّور الکبیر فی حفظ التّوازن الشّیعیّ فی العراق والمنطقة، وإلّا لو نتخیل واقع شیعة العراق فی ظلّ الصّراع الإقلیمی والدّولی فی المنطقة، وهم یعیشون بین نظام آل سعود الذّی لم یتعامل مع شیعة العراق کمواطنین عراقیین أو عرب أو حتى لم یتعامل معهم کما یتعاملون مع یهود إسرائیل، فما بین مواقف سیاسیّة معادیة وبین فتاوى تکفیریة وضعوا شیعة العراق فی زاویة لا تحلّ إلّا بالقتال، وبین منظومة الخلیج الّتی تنظر إلى شیعة العراق بحساسیة مفرطة، وبین مواقف أغلب الأنظمة العربیة لو نتخیل ذلک کله لوجدنا أنَّه من البعید جداً أن یتمکن الشیعة من أن یسهموا مع المکونات الأخرى من إعادة الاستقرار إلى الدولة العراقیة والعمل على بنائها، ولو کان من منصف یحکم ـ وفق حقائق التّاریخ والواقع ـ مع الشّیعة بوصفهم مسلمین وعرب مع ما بذلوه من تاریخ مُشرّف فی الدّفاع عن قضایا الأمّة العربیة والإسلامیة والقضایا الأخرى لأصبح التّعامل بواقع مختلف، ولکانت المنطقة تعیش برمّتها أستقراراً وسلاماً، ولکن هذه الأجندة لمحاصرة الشّیعة، وتقزیم دورهم، ومنع تکامل قوّتهم وأخذهم لمستحقاتهم السّیاسیّة، هو الذّی یتجسَّد فی عقلیة العالم العربی الطّائفی، من هنا لا یجد شیعة العراق أی ساند لهم إلّا الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، فی کُلّ مراحل تحرّکهم السیاسیّ زمن الثّورة والدّولة بآن واحدٍ.
وجود دولة إیران الإسلامیة هو الذّی أوجد ذلک التوازن لشیعة العراق بحکم النّظام السیاسیّ فی إیران، وقوّة إیران السّیاسیّة والعسکریة والإقتصادیة، ونفوذها الممتد خارج الحدود الجیوسیاسیّة الإیرانیة، لتتحوّل إلى دولة عظمى فی المنطقة لا یمکن الاستهانة بها، أو تجاوزها فی أی محاولة لإعادة ترتیب الأوراق السّیاسیّة فی المنطقة، وهو الذّی أعطى للسیاسیّ الشّیعیّ العراقیّ دفعةً معنویة کبیرة أستطاع من خلالها أن یتحرّک بخطى واثقة، سواء فی کیفیة معالجة ملفّات الإحتلال الأمریکی، أبان مفاوضات انسحاب تلک القوّات، أو فی تعامله مع القوى السّیاسیّة العراقیة الأخرى، وهذا لم یحصل لولا الوجود الإیرانی السیاسیّ والعقائدی المدافع عن واقع الوجود الشّیعیّ فی العراق. وبهذا الصّدد لدینا عدد من الملاحظات.
وهذه الملاحظات تتناول أهم توجهات وآراء الشعب العراقی وشیعته خصوصاً عن دور إیران عموماً وعن دوره فی مرحلة دخول داعش إلى العراق وهی :
أولاً: شیعة العراق وإیران
شیعة العراق الیوم فی ثقافتهم السّیاسیّة أزاء إیران ـ نسبیا ـ صاروا أکثر تحرراً من مخلفات حزب البعث الفکریة، والذّی حاول جاهدا خلال حقبة حکمه أن یزرع ثقافة الکراهیة بین شیعة العراق وشیعة أو دولة إیران وثورة الإمام الخمینی، فالیوم وبمرور الأیام وکردّة فعل للتّحدیات المحیطة بالشّیعة أرتفع منسوب الولاء فی المجتمع العراقی، ومکّنتهم الأحقاد الّتی رسختها الدّول العربیة ضدهم وما خلفته لهم من موت وتفخیخ وقطیعة وعدوان لا مثیل له، ومؤامرات متتالیة لإسقاط عملیتهم السّیاسیّة ولعزلهم عن الحکم والعودة بهم الى مربع الصّفر، والقهر والبعث الصدّامی فی ظلِّ هذه المعطیات وجد الشّیعة أنّ حامیتهم وحاضنتهم هی إیران الإسلامیة، هذا بالنّسبة إلى المجتمع الشّیعیّ العراقی عموماً، وقد لاحظنا ومن خلال متابعاتنا للاستطلاعات فی عام 2010م أن نسبة 67% یشعرون أن إیران دولة ساندة للعملیة السیاسیة فی العراق، وهکذا بالنّسبة إلى القوى السّیاسیّة، فالأمر اختلف کثیرا، فأنَّ المراقبین یرون ثمة متغیّرات جوهریة حصلت فی العقل الشّیعیّ السیاسیّ، فمثلا المجلس الأعلى کان من أبرز التّشکیلات الموالیة لإیران بینما بعض القوى الأخرى لیس کذلک نوعا ما، لکن بمرور الأیام نجد أنَّ الاحزاب الشیعیة تبلور لدیها إتجاه التفاعل وشد آصرة العلاقة بالجمهوریة، والعلاقات الرّاسخة بین القوى الأخرى وإیران؛ لأنَّ الجمهوریة رسمت خطّاً ومنهجاً استوعبت من خلاله الجمیع من القوى السّیاسیّة العراقیة، هذا بالإضافة إلى ما تمارسه من تنشئة لقوى جدیدة أکثر ایمانا بالولایة، کأهل الحقّ، والکتائب، أما الّتیار الصّدری فانه تیار ولائه لنفسه فی ظل قیادة السّید مقتدى له، هذا بالنسبة إلى القوى السّیاسیّة.
اما النّخب الشّیعیّة فی العراق فأنها أخذت تدرک أهمّیة إیران فی تطوّرها العلمی والتّقنی والإقتصادی، وأدرکت أنَّ ذلک یشکّل عامل قوّة للتّشیع فی المنطقة، ولهم بنحو واضح وخاصّ، فإیران قوّة تکنولوجیة وعسکریة یحسب لها ألف حساب فی میزان القوّة الدّولیة، وهذا یعنی لشیعة العراق أنّهم یجدون فیها أحد مرتکزات قوّتهم، وسانداً قادراً فی تسخیر هذه النّقاط لصالحهم، وهی جادّة فی عدم التّخلی عنهم، فانَّ دولة تمکّنت من أن توفّر الحمایة لسوریة کنظام حلیف، وتسخر القوّة الدّولیة (الصّین وروسیا) له، إن هذا وبلا شک یکشف أن إیران کدولة یمکن الاعتماد على قدراتها وامکانیاتها فی حمایة حلفائها.
وکل ما تقدم فی کفة من الامور والاسباب التی ادت الى نمو الوعی لدى شیعة العراق فی ضرورة الرجوع الى حاضنة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ووقوف الجمهوریة الى صالح الشعب العراقی ضد داعش بعد دخولهم الموصل 10-6-2014 فی کفة اخرى وأهم اذا لم یبق بیت وشخص مهما کان انتمائه وتوجهاته الا وادرک اهمیة دور ایران فی اسناد الشیعة یکفی ان ابرز علماء النجف الاشرف قال بالنص «قال انی قابلت السید السستانی وقلت له ان الذی حفظ العراق وانهیار الدولة هو الفتوة التی صدرک من جنابکم الموقر ودور ایران فی تفعیلها وتنفیذها رعایة المتطوغین وتنظیم ششونهم وهذا ماعلیه غالبیة الشیعة فی العراق وفی استطلاع اجرته موسسة (المعهد الامریکی العراقی iri امد ان عینة تم استطلاعها تبلغ 1000 شخص من بغداد والبصرة والعمارة اکذوا ان عدد الذین یعتبرون تدخل ایران لیس تدخلا مخالف للسیادة هو 56% والذین یویدون بدروها الایجابی بعد احداث داعش هو 66% وهذه هی الحقیقة بل الحد الادنی منها لان عموم شیعة العراق الان یدرکون دور ایران الایجابی فی اسناد شیعة العراق وهذا له نتایج وَهِیَ:
1ـ حصول تقارب کبیر بین الشیعة فی العراق وایران.
2 ـ حصول تقارب کبیر بین الشیعة فی العراق وبین مبادی الثورة الاسلامیة فی ایران.
3 ـ الشیعة فی العراق صاروا اقرب واکثر ادراکا الى منهج الامام الخمینی الثوری الان اکثر من ای وقت مضی.
4 ـ حوزة النجف الاشرف الکثیر من طلابها وعلمائها وفضلائها وغیرهم صاورا أیضا یغتقدون باهمیة تمتین العلاقات مع الجمهوریة الاسلامیة.
5 ـ أیضا هذه الظروف مهدت العقل الجمعی الشیعی فی العراق ان لا یقبل ای مرجعیة فی النجف مستقبلا الا ان یکون مرجعا بمستوى التحدیات التی تواجه شیعة العراق بان یکون ذو توجهات سیاسیة جهادیة ومن الخط التحرری للمرجیعة ویومن بخط ولایة الفقیه لا الخط التقلدی الذی یقف متفرجا على الامة ومحنها وهذا یعنی بلا اشکال ان الظرف الموضوعی صار اکثر استعدادا لتقبل مرجعیة الامام الخامنئی الان ومستقبلا واکثر وعایا لادراک اهمیة خط ولایة الفقیه.
ثانیاً: الموقع الإقلیمی والدّولی لإیران یصب بصالح الشّیعة:
أدرک الشیعة فی العراق ان الحیز الذّی تعمل إیران على أن تأخذه فی المحیط الإقلیمی والدّولی یعزز مکانة الشّیعة عموما ومکانة شیعة العراق بنحو خاصّ، من هنا نجد أن شیعة العراق منسجمین مع رؤیة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی سیاستها الإقلیمیة، خصوصاً من أحداث البحرین وسوریّة والیمن والعالم العربی، وحتى مع البعد الدّولی فلم تستطع أمریکا مع قوتها وواقع احتلالها فی العراق وتوقیعها لاتفاقیة صوفا 2008م واتفاقیة الاطار الاستراتیجی مع الحکومة العراقیة الا انها (الولایات المتحدة الأمریکیة) لن تتمکّن أن تمنع شیعة العراق من إقامة أمتن العلاقات مع إیران سیاسیّا واقتصادیا وستراتیجیا وغیر ذلک کلّ ذلک لأن عوامل الضّغط لدى إیران بفعل العلاقات، والحیز الدّولی والإقلیمی الذّی تحتله أکبر بکثیرمن أن تتمکّن أمریکا من الحدِّ منها أو تمنع إیران من اسناد الشّیعة فی العراق.
ومن هنا توجهت الجهود الغربیة والعربیة فی ارسال داعش الى العراق بغرض تقطیع اوصال التمدد الشیعی الاسلامی الممتد من ایران الى العراق وشوریة ولبنان ویاجاد بوز سکانیة وجغرافیة تودی الى تقطیع تواصل الشیعة فی المنطقة او کما یسموه من قبل ملک الاردن عبد الله وحسنی مبارک وحتى رامسفیلید اسموه الهلال الشیعی
ای ان هجوم الدواعش ( المخطط الامرکی الاسرائیلی العربی ) على شیعة العراق هو لتاییدهم موقف الجمهوریة فی سیاساتها الخارجیة والاقلیمیة وایضا لان المخطط الامریکی ادرک ان شیعة العراق هم ابرز نقاط القوة فی ستراتیجیة الجمهوریى فی تفعیل قوة التشیع فی المنطقة وهنا عدد من النقاط:
1ـ نحتاج الى ان نوجه ثقافى طلبة الحوزات العلمیة ووسایل الاعلام الى شرح الهدف الحقیقی لمشروع داعش من انه یراد منه ان یضعف المشروع الشیعی فی المنطقة خصوصا ان الشیعیة فی العراق الیوم اشد ادراکا من ای وقت مضی الى هذا الامر.
2 ـ نحتاج الى ان نرکز بالنشر على توجیهات الامام الخامنئی التی تدعوا الى وحدة المسلمین شیعة وسنة بوجه الموامرات الاستکباریة وان داعش مشروع یستهدف الاسلام قبل ان یستهدف التشیع.
3 ـ شیعة العراق الیوم یدرکون بقوة انهم ضمن منظومة شیعیة اقلیمیة وانتهى من ثقافتهم السیاسیة مقولة ان شیعة العراق علیهم ببلدهم وعلیعهم قطع العلاقات مع ایران وان لایکونوا کحزب الله لبنان فی ان جعلوا شیعة لبنان جزب من ایران وربطوا مصیرهم بایران بل الیوم شیعة العراق ادرکوا اهمیة ان یرتبط شیعة العراق بالجهموریة وتفعیل دورها الاقلیمی.
ثالثاً: شیعة العراق وموقع الولایة:
أدرک الشّیعة بعد احداث داعش وموقف الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة التی هبت لنصرتهم وموازرتهم ـ إدراکا عملیا ولیس ثقافیا أو علمیا ـ فی العراق أن وجود ولی أمر المسلمین کنقطة جوهریة فی قیادة التّشیع سیاسیّا فی المنطقة؛ له الأثر الإیجابی فی تعزیز مکانتهم وقوتهم وتوحید رؤیتهم ورصّ صفهم وانجاح تجربتهم وحمایة مکتسباتهم السّیاسیّة خصوصا فی العراق، لأن عنصر الولایة یعطی بعداً لنوعیة وطبیعة علاقة شیعة العراق وقواه السّیاسیّة بإیران على أسس عقائدیة وفکریة خصوصاً مع تنامی مدّ ثقافی، ومیل لدى شیعة العراق جعلهم أشد میلا الى المرجعیة المیدانیة الأکثر تحرراً وانفتاحاً. والذّی یراجع البیانات الّتی صدرت عن الإمام الخامنئی یجد بوضوح أنَّ العراق فی صلب اهتمامات السّید وتوجیهاته، وأنه یعتبر العراق قضیة جوهریة فی تحرّک إیران، حتى قال: (لأن مثلنا وشعب العراق کمثل لحمهم لحمی ودمهم دمی)، هذا فضلا عن توجیهات الإمام للشعب العراقی ـ من خلال بیاناته ـ برص الصف وتوحید الموقف والحفاظ على السلم الاجتماعی وتمتین العلاقات بین إیران والعراق، وتقدیم المساعدات للشعب العراقی والدّفاع عنهم وترسیخ أمتن وأفضل العلاقات مع العراق حکومة وشعبا.
ولکن یحتاج هذا الموقف فی هذه المرحلة الى کثیر من الترکیز والایضاح کی لایمر هذا الحدث ودور الجمهوریة دون ان یستثمر فی توعیة الشیعة فی العراق على اهمیة دور ایران بما یخدم وحدت التشیع سیاسیا فی المستقبل.
اکرر ونکرر نحن کمرکز دراسات انه لابد من ترکیز الثقافة فی وعی الشیعة العراقیین فی هذه المرحلة وعدم الاکتفاء بالموقف السیاسی دون التثقیفی والموسف انننالم نجد کراسا واحدا ونشرة واحدة تشیر الى هذا الامر بل لابد من عقد موتمر سری خاص لمرکز الدراسات ودور النشر ووسایل الاعلام لهذا الغرض لربط شیعة العراق اکثر بمشروع ولایة الفقیة المنقذ الوحیط لشیعة العراق وکی تقدم مراکز الدراسات دراساتها فی هذا الصدد.
ولابد من ربط ثقافة حوزة النجف الاشرف بثاقة خط الولایة وکتابة الدراسات التی تتحدث عن وحدة الرویة فی النظریة السیاسیة بین حوزة النجف وقم وبین مدرسة السید السستانی ومرحجیعیته وبین مرجعیة الامام الخامنئی والخمنیینی قس الله سره.