حرب بیانات فِی حوزة النجف
بین مکتب السِّیّد السیستانی ومکتب السِّیّد محمود الهاشمی
بیان السید محمود الهاشمی الذی روَّج لطرح مرجعیته عام 2012 وعام 2013 فی النجف الأشرف وعارضها السید السستانی إشکالات کبیرة وحرب باردة لأسباب عدیدة:
1) لِأنَّ السید محمود الهاشمی ـ حسب قول السید محمد رضا السستانی هاجم الحوزة فی إحدى حواراته الَّتِی نشرت فِی مجلة الاجتهاد والتجدید ووصفها بأنّها خاویة وضعیفة وتحتاج إلى بناء جدید وغیرها من الطعون مما جعل جمیع مراجع النجف یمتعضون منه ومن ثم یُعارضون طرحه للمرجعیة فی النجف الأشرف فیما بَعْدَ.
2) حاشیة السید السستانی یرون أنَّ محمود الهاشمی هو الآخر لا توجد له علاقة أبویة بجمیع الأحزاب والحرکات الشیعیة لِإنَّهُ محسوب فقط على حزب الدعوة، وأنَّ الَّذِیْنَ یروّجون فعلیاً لمرجعیة السِّیّد الهاشمی هم قادة وقیادات حزب الدعوة فقط کونه ـ أیّ الهاشمی ـ من نفس مدرسة الشهید الصدر وأنَّ الدعوة أرادت مرجعاً یقف إلى جانبها بعد أنْ توفی السید فضل الله وبعد أنْ خسر المالکی تأیید مرجیعة النجف الأشرف وأنَّ مهندس هذه العلاقة هو الشیخ عبدالحلیم الزهیری ومدیر مکتب السید محمود الهاشمی وهو السید محمود الخطیب فی قم المقدسة، والشَّیْخ إبراهیم البغدادی فِی النجف الأشرف.
3) یُنقل من مصادر موکدة ان الخلاف بین السید السستانی والسید محمود الهاشمی والسید الحایری قدیم وهو ان السید محمود الهاشمی محسوب على خط الصدر الأوَّل بینما السسستانی کان محسوبا على خط السید الخوئی فی النجف وان حاشیة السید الخوئی لها موقف سلبی مِنْ الصدر الأوَّل ومتشدد من الصدر الثانی فی طرحه السیاسی وهذا ما یتحدث به جمیع طلبة حوزة النجف الأشرف؛ لذا بعد ان طرح السید السیستانی مرجعیته وتصدى لها بعد وفاة الخوئی اذ قال السید الهاشمی لطلبته فی مکتبه فی قم خیابان ارم: «إنَّ السید السیستانی غیر معترف بعلمیته وانه لایوجد له 30 طالباً معترف بعلمیتهم فی درسه ولا یعرف عنه أیّ نشاط علمی حوزوی».
وحتى السید الحائری صرَّح تصریح أو موقف مقارب من موقف السید الهاشمی إذْ اعترض على مکتب السید السیستانی فی قم والذی یدیره السید جواد الشهرستانی حینما نشروا کتاب للسید السیستانی فِی علم الأصول اسمه «الرافد فِی الأصول» قائلاً لهم ـ أیّ السِّیّد کاظم الحائری ـ «أرجو أنْ تسحبوا (کتاب الرافد فی الأصول) من المکتبات لِإنَّهُ إنْ کان من السید السستانی فهذه طامة وإنْ کان من غیره فهو أولى بالجمع لِإنَّهُ کتاب لیس بعلمی إطلاقاً» وقد جُمع الکتاب فعلاً وجمعت معه العلاقة بین السیستانی والحائری فَإنَّهُ بعد عام 2003 حینما أرسل السید الحایری السید نوری الدین اللاشکوری ممثلاً له فی النجف وأراد زیارة السیستانی فان مکتب السستانی رفضوا ذلک وتوترت على اثر هذا الموقف العلاقات بینهم جداً.
4) توترت العلاقات أکثر بین السستانی وبین السید محمود الهاشمی بعد ان طرح فکرة فتح مکتب وتصدی للمرجعیة فی النجف الاشرف وقد شنَّت حملة ضد السید محمود الهاشمی من مکتب السید السیستانی ومن الشیخ الفیّاض ومن السید عمار الحکیم واختلفت التهم:
منها: أنَّ السید الشاهرودی کان قد هاجم حوزة النجف سابقا.
منها: إنَّهُ یعمل ضمن مؤسسات إیران الحکومیة فلا یمکن ان یتصدى للمرجعیة فی العراق لان هذا سوف یجعل العالم العربی یتهم الحوزة فی النجف من انها تابعة للموسسات الحکومیة الایرانیة.
5) أمَّا الآن فی موضوع ولایة المالکی الثالثة لرئاسة الوزراء بعد ان طرحت المرجعیة رأیها بطرق شتى واعربت انها لیس مع ولایة ثالثة للمالکی وقد کان صریحا موقف السید السستانی الذی اعلنه الشیخ عبد المهدی الکربلائی فی صلاة الجمعة بتاریخ 26-7-2014 فی کربلاء المقدسة یضاف الیه ما صرَّح به موقع السید السستانی وما یصرح به المقربین من مرجعیة السید ومکتبه فی العراق وعلى رأسهم الشیخ عبدالمهدی فی لقائات عدة وما صرح به السید العمیدی فی مؤتمرات عقدها فی الحلة وفی کربلاء وفی الدیوانیة.
فقد اصدر السید محمود الهاشمی بیاناً:
بتاریخ 31-7-2014 اکد فیه ان رئاسة الوزراء یجب ان تکون وفق الاستحقاق الانتخابی وهذا هو نفس رأی نوری المالکی وخلاصته ان المالکی هو الفائز الاول باعلى الاصوات فی العراق اذ بلغ (721) صوت هذا رأی السید محمود کما قال الشَّیْخ هادی ال راضی، وَهَذَا جاء بسبب جهود یبذلها نوری المالکی لکسب صوت من اصوات المراجع ومستفیدا من الخلاف بین السیستانی والسید الشاهرودی خصوصا ان الشاهرودی یرى ان سنده الوحید فی العراق هو حزب الدعوة وان خروج الحکومة من أیدیهم یضعف دوره فی العراق جداً.
وفی الیوم الثانی اصدرت مرجعیة السید السستانی رداً على بیان السید محمود الشاهرودی باسم مجموعة من طلبة الحوزة غیر معروفة اسمائهم وشخصیاتهم فیه حملوا المالکی وحکومته وجیشه المسؤولیة فیما یحصل للعراق واتهموا المالکی دون ان یذکروا الاسم من انهم اشتغلوا بالنهب والسلب والسرقات ولم یهتموا بالمواطن والیکم نص بیان الاساتذة فی حوزة النجف الاشرف
نص البیان
وصفت مجموعة من اساتذة الحوزة العلمیة فی النجف الاشرف ـ وهؤلاء هُمْ مِنْ الأساتذة المقربین مِنْ السِّیّد مُحمَّد رضا السیستانی ـ وصفوا إدارة الدولة الحالیة وقیادتها بالرعناء.
وقالوا فی بیانهم « ... یمر على عراقنا الحبیب منذ مدة لیست بالقصیرة هجمة شرسة وریاح سوداء أرادت ان تعصف بأرضه وشعبه من قتل وتشرید وهتک للأعراض.
وقد کشفت هذه الریح السوداء التی تقودها قوى الظلام عن أمر خطیر ألا وهو ضعف الدولة العراقیة ومؤسساتها العسکریة وذلک بسبب سوء إدارة الدولة بقیادة رعناء وفساد مالی ظهر للقریب والبعید وخاصة فی المؤسسة العسکریة من تسلیط الخونة والمنتفعین والمرتشین الذین لا ولاء لهم للعراق وشعبه، نعم یکفی أن یکون لهم ولاء للقائد الأوحد، فإن هذا یکفی فی حصولهم على المناصب الحساسة والمهمة فی هذه المؤسسة الخطیرة.
وقد أرادت صاحب هذه الهجمة الشرسة أن یفتک بالعراق والعراقیین قتلا وتشریدا ولکن شاءت العنایة الالهیة وتجلت مرة أخرى على ید المرجعیة الدینیة المتمثلة بسماحة ایة الله العظمى المرجع الدینی الأعلى السید علی الحسینی السیستانی (دام ظله) ان تحفظ العراق والعراقیین بان حفظت دماءهم واعراضهم واموالهم فوجهتهم لما فیه صلاحهم فی الدنیا والآخرة فدعتهم الى حمل السلاح والحفاظ على الحرمات والمقدسات فاستجاب هذا الشعب المظلوم لرایة الهدى.
ولکن المرجعیة الدینیة العلیا لم تکتف بهذا الامر بل شخصت مکامن الخلل فی ادارة الدولة وبنائها وأن الذی حدث إنما هو نتیجة لقیادة فاسدة وان الذی یقودها قد لاحظ منافعه الشخصیة والحزبیة الضیقة وأنها لا تعبأ بمصالح هذا الشعب المظلوم، فدعت المرجعیة الدینیة العلیا الى امر تراه یدفع بعض الحیف عن هذا الشعب المظلوم الا وهو تشکیل حکومة ذات مقبولیة وطنیة واسعة لاجل درء الفتنة.
وقد دعت بعض السیاسیین الى عدم التشبث بالمناصب وتقدیم المصلحة العامة على المصالح الشخصیة والحزبیة الضیقة.
ولکن بعد کل ما فعلته المرجعیة الدینیة العلیا من اعادة الروح والهیبة لهذا الشعب ومشارکتها إیاه محنه ومأسیه خرج علینا أخیراً بعض من هو جالس فی بعض الدول المجاورة ویعیش عیشة رغیدة لم یشارک ألم ومعانات هذا الشعب المظلوم من قتل وتشرید أن یطالب بمراعاة الاستحقاق الانتخابی فی تشکیل الحکومة وکأنه یرید بذلک أن یقول إن المرجعیة العلیا للشیعة لیس لها حق التدخل فی ما یخص هذا الشعب المظلوم.
فنقول له هذه شنشنة نعرفها ونعرف دوافعها وأنه لیس إلا حقداً قدیماً جدیداً على مرجعیة النجف وعلمائها، هو بالامس القریب أنکر أن یکون هناک حاضنة علمیة فی النجف والیوم أراد أن یتدخل فی هذا الأمر لا نصرة للشعب العراقی وإنما خبثاً وحقداً على مرجعیة طالما کان لها الدور المضیء والأیادی البیضاء التی حفظت کرامة ووحدة هذا الشعب.
ونقول للمرجعیة العلیا المتمثلة بسماحة السید السیستانی (دام ظله الوارف) سیری ونحن معک، ولا یضرک کلام صغار القوم.
مجموعة من أساتذة الحوزة العلمیة فی النجف الأشرف
تعلیقات من قبل الأوساط الحوزویة
1) یجب ان یتم التحرک سریعا لمنع السید الهاشمی من ان یتدخل فی موضوع رئاسة الوزراء ویترک الامر للقوة السیاسیة والجهات الرسمیة المخوولة من قبل السید الامام الخامنئی فی ادراة الشان العراقی والتی تنسِّق موقفها طبعا بدقة مع مکتب السید السستانی وان یتدخل السید فی الامر لانه یحدث شرخا حوزویا وسیاسیا کبیرا خصوصا ان السید الشاهرودی غیر موثر فی العراق وغیر دقیق فی مواقفه السیاسیة، إضافة إلى ما یمرّ به العراق مِنْ ظروف عصیبة.
2) تطویق الموضوع قبل ان یکون حدثاً تردده بیوتات النجف ثم القوة السیاسیة من الصدریین والمجلس وحزب الدعوة ثم وسایل الاعلام عاجلاً ولیس اجلاً.
أخوکم السِّیّد خلیل الهاشمی