ما یدور فی أروقة مکتب السید السیستانی من أفکار
ملاحظات:
1) المصادر التی نعتمدها فی هذا التقریر هی المقربین جداً من مکتب السید السیستانی من مختلف الطبقات الحوزویة ومختلف الوظائف الإداریة والذین لدینا علاقة بهم.
2) عندما نصطلح عبارة ـ بیت السیستانی ـ فالمراد أننا نجزم من خلال خبرتنا أنّ القرار یصدر من السید السستانی الاب والابن؛ لذا قلنا بیت السید فالمقصود منه الدائرة الخاصة التی تتخذ القرار وهی لا تتجاور فی واقع الحال السید محمد رضا ووالده وإنْ شاء السید محمد رضا أنْ یسأل أو یستشیر أو یحاول أنْ یطلع على معلومة ما فیکلف بعض المقربین منه لیتصلوا بأساتذة جامعات ومراکز دراسات وغیر ذلک.
3) الأفکار هنا التی استفدناها وقمنا بتحلیلها هی التی تخصّ الأحداث القریبة ولیس القدیمة أو التی تتصل بحدث قدیم لکن بالنتیجه هنا نتحدث عن الراهن ونتعرف على أفکار السید السیستانی وابنه المستقبیلة وما یرونه لمستقبل العراق والحوزة والعدید من الأمور.
السید السیستانی وعلاقته بإیران والسید الخامنئی:
1) بیت السید السستانی یرون فی شخصیة الإمام الخامنئی من أنه رجل من الوزن المهم ویمتلک عقلیة عالیة وقدرة على إدارة الملفات فی إیران والعالم الإسلامی وان الموسسات التی تعمل تحت یده فی الشأن العراقی یمکن الاعتماد علیها ونص کلام السید السستانی للمقربین منه نقلاً عن ولده السید محمد رضا «انی لا اشعر بای قلق فی امر یتابعه السید علی الخامنئی بنفسه والمقربین منه سواء فی ایران او العالم الاسلامی لانی ادرک حنکة السید بقوة وانه وجه الاسلام فی هذه المرحلة کما انی اعرف ان السید یدرک اهمیة موقعه فی التصدی الفعلی لششون المسلمین فی هذه المرحلة الحرجة وهو یدیرها بحکمة وشجاعة عالیة».
لکن وصلتنا أقوال من أنّ بیت السید السیستانی یستائون من تصرفات بعض المسؤولین الإیرانیین أو من التوجه الفلانی إلى آخره.
نعم لدینا العشرات من الشواهد والتصریحات والمواقف التی تدل على ان بیت السید السستانی یُفرّقون بین شخص السید علی الخامنئی وبعض المؤسسات التابعة له وبین توجهات ایران کدولة لها استراتیجیتها واهدافها وأمنها الخاص، وان السید محمد رضا تحدث بهذا کثیراً فی مناسبات عدة آخرها أمام الشیخ هادی آل راضی والأیروانی قال: «إنَّ السید الخامنئی والسید الخمینی لا یفرقان بین مصالح إیران کدولة والعالم الإسلامی الشیعی، أما بعض المسؤولین فی إیران فیختلفون عن خط الإمام فهم ینظرون الى المصالح المحدودة والآنیة، وهؤلاء المسؤولین لا یمثلون إیران ولا یمثلون خط الثورة الذی أسسه الإمام الخمینی، نعم هناک من هم فی خط الثورة من المسؤولین وضرب شاهداً على شخص قاسم سلیمانی وغیره ممن هم محسوبین على خط الثورة وخط الإمام ـ هؤلاء بلا إشکال مُتأثیرن بخط السید الخمینی والسید الخامنئی ولا إشکال لدینا فی حرصهم على التشیع، بل مصلحة التشیع لدیهم فوق کل المصالح والطموحات، ولا ینظرون الى المساحة الجغرافیة التی تحدّ إیران بل هم ینظرون أن العالم الشیعی کله جغرافیة واحدة ومصلحة واحدة، وهؤلاء المخلصین یعتقدون أنّ الله مَنّ على التشیع بإقامة دولة إیران الإسلامیة لنشر التشیع وخدمة التشیع».
أما نص کلام السید السیستانی فی مقابلة مع أحد کبار مراجع النجف قال: «إیران هی الأخرى فیها خطوط وتیارات وتوجّهات وقال إنّ الغرب والأعداء یهتمّون بمعرفة التیارات التی تتصارع داخل المؤسسة الحکومیة والحوزویة فی إیران وفی عموم مرکز قرارها وقد قال: زارنی وفد بعد 2003 من الأُمم المتحدة وأهدوا إلیَّ کتاب وربما هذا الکتاب مقصود منهم ولغرض مُعیّن أنْ یوصلوه لی وأنّ أحد أعضاء الوفد قدَّمه لی کهدیة شخصیة مُدعیاً أنه هو مَن ألّفه عن إیران والتیارات السیاسیة فیها، فوجدته ـ ما زال الکلام للسید السستانی ـ یحمل تفاصیل بالغة الخطورة ودقیقة تدلّ على أنّ عیون الأعداء مُفتوحة بقوة ضدّنا وضدّ حوزاتنا وضد إیران بالخصوص.
ویروی المصدر یقول دار نقاش مع السید محمد رضا عن دور إیران فی العملیة السیاسیة فی العراق قال إنّ السید محمد رضا قال: «إنّ إیران دورها مهم وهی من أنقذت العراق مع أنّ لنا رأینا ببعض التوجهات والتصرفات من هذه الجهة ومن غیرها، ثم قال: أیکفی أنّ السید مقتدى الصدر الذی کان وجوده فی النجف کارثة على النجف، هُم قاموا بتأدیبه وتهذیبه وتحسین وضعه أکثر مما کان علیه أول سقوط النظام».
رأینا الخاص:
یُستفاد مما ذکرناه أن بیت السید السیستانی أنّهم مع الجمهوریة تتلخّص سیاستهم بما یلی:
أولاً: أنهم مع خط الإمام الخامنئی والجهات المُتّصلة به حقاً.
ثانیاً: یریدون من إیران وجمیع الجهات التی تعمل فی العراق بأی عنوان کان وظیفی خدمی حکومی أن یتفهموا خصوصیة العراق وتجربته الحدیثة والتحدیات القائمة حوله وأن یتم التعامل وفق هذا الإطار؛ لذا نجد أنّ بیت السید السیستانی مثلاً لیس مع تظاهرات یوم القدس ولا یؤیدون سنویة الإمام الخمینی فی العراق، انسجاماً مع خصوصیة العراق کما هم یرون ذلک.
ثالثاً: لا یُریدون أنْ تظهر حوزة النجف بأی مظهر إیرانی بل تبقى بثوبها العراقی، تبقى حوزة عراقیة، وهذا یراه السید السیستانی من مصلحة النجف لذا ان اغلب المعتمدین عنده والعاملین فی مکتبه هم من عشایر العراق الجنوبیة مثل الشیخ فلک والسید العمیدی وآل یحیى والخطباء هم السید الصافی والشیخ الکربلائی والمُقربین من السید محمد رضا هم من الجنوب وبعضهم کُرد فیلیة یجیدون اللغة الفارسیة من أهالی بغداد وغیرهم وحتى الحوزة التی قام ببنائها أسماها باسم حوزة البلاغی وهو العالم العراقی الحوزوی الذی حاور المسیح واهتم بهذا القسم من المؤلفات.