قال آیة الله الشیخ عیسى قاسم فی خطبة الجمعة الیوم لا یوجد للأزمة التی تعانی منها البحرین إلا احتمالین، ولا ثالث لهما، وهی أن تجد نهایتها عن طریق حل عادل تسلم به الحکومة والشعب ویحقق الاستقرار الثابت على المدى الطویل، وهو حل قادر على انقاذ الوطن من المضاعفات الأشد، أو أن تستمر السلطة فی الحل من هذا النوع وتضییع الوقت والتحایل وشراء المواقف والتضلیل الإعلامی، وتوظیف الذمم الرخیصة والألسن البذیئة ضد المعارضة والشعب محاولة لکسر إرادة هذا الشعب الأبی والتراجع عن مطالبه.
وأکد أن الحکومة قد اختارات استمرار الأزمة وتعقدها، حیث أن طول التجربة قد أثبتت أن إرادة الشعب لا تتراجع بالمصاعب وأنه لا یکل عن البذل فی سبیل الاصلاح الذی ینشده.
وشدد الشیخ عیسى قاسم على أن الانتخابات الغیر عادلة، وتکرس الأزمة التی یرید الخروج عنها، فإنها تثبیت للأساس المشکل، ولیست حلاً ولا جزء من الحل، ومن یخاف الحل العادل، فإن أی طرح ظالم لا یستثنی أحد، مؤکداً أن طریق الحل تعرفه السلطة، وأی طریق أخر لا یُحمل إلا أنه تعمد للأساءة للوطن.
ووصف الشیخ عیسى قاسم حادثة مسجد دیالی فی العراق بالإجرامی والمدان شرعاً وانسانیاً. وقال: "هناک من بادر وقبل أی تحقیق لرمی الشیعة، ولو ثبت انه من جماعة شیعیة فإنه لن یبقى شیعی واحد إلا ویدیته ویتبرأ منه لما له من مخالفة صریحة لمذهب أهل البیت علیهم السلام، وکل التفجیرات الآثمة التی طالت مساجد الشیعة وحسینیاتها ومراقدهم لا یمکن ان تبرر شرعاً هذا الجرم أبداً".
وأضاف: "کل شیعی یعرف المذهب ومسلماته ویتقی الله، لا یمکن أن یرتکب هذا الجرم. ولا یجوز لأی مسلم أن یسترخص دم المسلم الأخر، وأن یستنکر هتک أی حرمة من حرمات المسلمین.. وإن جهل الکثیر من المسلمین لأحکام الاسلام یجعلهم یفرحون لقتل المسلم والعدد الکبیر من المسلمین إذا کانوا من المذهب الأخر وهذا من أضل الضلال وتضییع للشریعة الحقة".
ورآى الشیخ عیسى قاسم أن هدف الحرب على غزة هو إنهاء المقاومة وتحطیم سلاحها ومنعها من بناء قدراتها من جدید، وقد دمرت "اسرائیل" فی هذه الحرب الکثیر ودمرت المنازل، وقتلت الألاف، ولکن لم تحقق أی من أهدافها، واحتفل الفلسطینیون لما حققوه، وفی المقابل سخط جمهور واسع من الإسرائیلیین وانتشر تذمر المستوطنین، وصدر التصریح بأن المعرکة لم تُحسم.
وقال: "قد دخلت الحرب من أجل معرکة حاسمة.. حیث قابلت غزة العدوان ببأس کبیر وصبر على البذل السخی، وهو الشیء الذی یفقده تحمل الاسرائیلی وقد خرجت غزة بمقاومتها وصبرها منتصرة نفسیاً وسیاسیاً على الجبروت الاسرائیلی بما یستلزم منها إعادة حساباتها عند تفکیرها فی أی عدوان جدید"، مبارکاً لغزة خروجها من هذه الحرب منتصرة، ومطالباً الفلسطیین کلهم أن یتوحدوا فی مواجهة الکیان الإسرائیلی حتى یتحقق النصر المنشود.
نهایة الخبر ـ وکالة رسا للانباء