علماء الدین والنخب الفکریة التی حضرت المؤتمر من اکثر من خمسین دولة اسلامیة وغیر اسلامیة ، اکدوا فی بیانهم الختامی على ضرورة دعم المقاومة الفلسطینیة والاسلامیة عامة بکل اشکال الدعم ، معلنین الوجوب الشرعی المؤکد لهذا الدعم ، مطالبین کل الاقطار الاسلامیة ومنها ایران الى تسلیح الفلسطینیین .
وعن ظاهرة التطرف والتشدد والغلو والتکفیر ، حذر المؤتمرون من تنامی هذه الظاهرة الخطرة التی تمزق المجتمع الاسلامی الى أشلاء طائفیة ومذهبیة تهدد تماسکه ووحدته وقوته .
وهذا نص البیان :
الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام على سید خلقه محمد و على آله الطاهرین وصحبه الکرام المیامین.
بعون الله تعالى، عقد المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة مؤتمره الدولی لعلماء الإسلام لدعم القضیة الفلسطینیة فی 13 و 14 من ذی القعدة 1435هـ الموافق 9 و 10 من سبتمبر/أیلول 2014م بمشارکة العلماء والشخصیات الدینیة والنخب العلمیة والاجتماعیة من 55 دولة اسلامیة وسائر أنحاء العالم، وقد خُصص هذا المؤتمر لدراسة الأزمات المستجدة فی العالم الاسلامی عامة وسبل دعم المقاومة الفلسطینیة خاصة وقد تدارس المؤتمرون على مدى یومین وفی ست جلسات عمل مکثفة المحاور التالیة:
المحور الأول: المقاومة الإسلامیة فی المنطقة ، ضرورتها ومقوماتها
المحور الثانی: تحدیات المرحلة
المحور الثالث: فلسطین: وحدة التراب الفلسطینی
المحور الرابع: فلسطین والواجب الإسلامی
المحور الخامس: المؤسسات العلمائیة وفلسطین
وقد افتتح المؤتمر سیادة الدکتور علی لاریجانی رئیس مجلس الشورى الاسلامی بکلمة جامعة ، کما حظی المشارکون بلقاء قائد الثورة الاسلامیة سماحة آیة الله العظمى الامام الخامنئی «حفظه الله ورعاه» واستمعوا الى خطابه التوجیهی القیم. وفی ختام جلسات المناقشة أصدر المؤتمر القرارات والتوصیات التالیة:
اولاً: یدین المؤتمرون کل أشکال الاعتداء الصهیونی على شعبنا الصابر والمثابر والمرابط فی فلسطین وخصوصا ما جرى من جرائم وحشیة فی غزة البطلة الصامدة من تقتیل وتشرید للآلاف وکذلک ما یجری من محاولة هدم للمسجد الأقصى ومنازل الفلسطینیین فی مدینة القدس وتهویدها بالتغییر الدیموغرافی فی أرض فلسطین، کما یحیون جهاد الشعب الفلسطینی البطل ومقاومته الباسلة وخصوصاً وقوف المقاومة فی غزة ودحر العدوان الصهیونی الغاشم ویبارکون لها انتصارها الباهر، ویؤکدون من جدید على ضرورة تحقیق الحقوق الفلسطینیة المشروعة وأهمها حقهم فی العودة الى دیارهم. کما یطالبون المجتمع الدولی بمحاکمة المجرمین الصهاینة ومعاقبتهم على ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانیة بقتلهم الاطفال والشیوخ والنساء وهدمهم البیوت والمساجد والمستشفیات.
ثانیاً: یؤکد المؤتمرون أن الامة الاسلامیة تواجه تحدیات کبرى تستهدف عقیدتها وشخصیتها وثقافتها ومقومات وجودها ودورها الحضاری المنشود و تتعرض لمؤامرات لتمزیقها جغرافیا ولغویاً وقومیاً ومذهبیاً بل وتاریخیاً. کما تسعى لإبقائها متخلفة على الصعد الاجتماعیة والعلمیة والاقتصادیة والعسکریة وغیرها وتخطط لإبعادها عن إسلامها والتشکیک فی قدرته على مواجهة المشاکل الحیاتیة المستحدثة، وإشاعة السلوکیات المادیة المنحرفة عما رسمته الشریعة ، وزرع حالة التقلید والتبعیة للغرب والانبهار به وکذلک عبر اضعاف التربیة والتعلیم الاسلامیین والتشکیک فی قدرتهما على النهوض بالأمة ، واختراق الاعلام الاسلامی باشاعة روح الهزیمة والإذعان والانحلال الخلقی لئلا یقوم بدوره المطلوب فی وأد الفتن والتوعیة وبناء الشخصیة الاسلامیة المتوازنة.
ثالثاً: یرى المؤتمرون ضرورة تأسیس جبهة علمائیة اسلامیة لدعم المقاومة الاسلامیة تضم مختلف اتحادات علماء الاسلام لکی تقوم بواجبها فی تعبئة العالم الاسلامی مادیاً ومعنویاً لدعم المقاومة الاسلامیة عموماً والمقاومة الاسلامیة الفلسطینیة خاصة.
رابعاً: یرى المؤتمرون أن الاهواء والنزعات السیاسیة، وشیوع حالات التعصب وجهل بعض أتباع المذاهب بحقیقة المذاهب الأخرى انحرفت بالحالة السویة تلک الى حالة طائفیة ممزقة سادتها ظاهرة الغلو والتکفیر والتطرف والتنافر والتمزق ونقل النزاع الفکری الى الساحة العلمیة، مما ترک آثاراً سلبیة خطیرة على قوة الأمة وتماسکها وسهل السبل لیقوم أعداؤها بطعنها فی صمیم عقیدتها وتوجهاتها النظریة والعملیة الأصیلة.
خامساً: یرى المؤتمر ضرورة دعم المقاومة الفلسطینیة والمقاومة الاسلامیة عامة وخاصة فی لبنان بکل أشکال الدعم وتوسیع مجالاتها لتشمل الضفة الغربیة ویعلن وجوبه وجوباً شرعیاً مؤکداً ویدعو کل الأقطار الاسلامیة وخصوصا الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لتسلیح الفلسطینیین فی هذه المنطقة.
سادساً: یعلن المؤتمرون ان المقاومة حق مشروع للشعوب ویستنکرون کل أنواع الارهاب المدان إسلامیاً وعالمیاً سواء کان فردیاً أو جماعیاً وقد تمارسه بعض الدول الکبرى تحت غطاء العولمة ودمقرطة البلاد.
ثامناً: یدین المؤتمرون کل المحاولات الاستکباریة والصهیونیة لایجاد الفرقة والفتن بین أبناء الأمة الاسلامیة وإلهاء الأمة بعضها بالبعض الآخر ومن هذه المحاولات قیام الدوائر الاستعماریة بایجاد نزعات وقیادات وتنظیمات تکفیریة من قبیل داعش، کما یدین المؤتمرون کل انواع النشاطات التخریبیة لهذه المنظمات العمیلة فی المنطقة ویدعو للعمل الجاد على تطهیر الأرض الاسلامیة منها.
تاسعاً: یؤکد المؤتمرون على دعم اتحاد علماء المقاومة الذی تم تأسیس نواته المرکزیة فی مؤتمر فلسطین بمالیزیا وضم النخبة من العلماء المجاهدین فی أنحاء العالم الیه وبرمجة نشاطاته المستقبلیة ودعمه بکل ما یمکن لیقوم بدوره العلمائی فی تعبئة الجماهیر للوقوف بحزم امام المخططات المعادیة.
عاشراً: یشکر المؤتمرون الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وقائدها الامام الخامنئی «دام ظله» على دعم المقاومة المتواصل بکل أنواع الدعم، کما یشکرون المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة على إقامة هذا المؤتمر المبارک واستضافته ویرون فی إقامة أمثال هذه اللقاءات خیراً کثیراً.
وصلى الله على سیدنا محمد وآله الطاهرین وصحبه الکرام المیامین
سابعاً: یؤکد المؤتمرون على ضرورة الحل الاسلامی لأزمات العالم الاسلامی خاصة فی سوریا والعراق والبحرین وغیرها وضرورة ان یکون للعلماء والنخب دورهم الفاعل فی تقدیم الحل الاسلامی لهذه الأزمات وتفعیل لجنة المساعی الحمیدة لتقوم بدور الوساطة بین الحکومات والشعوب والفئات لتقریب وجهات النظر والوصول الى حل إسلامی سلمی للمشاکل القائمة.
بسم الله الرحمن الرحیم
کما ندد المؤتمرون کل اشکال الاعتداء الصهیونی الغاشم على الشعب الفلسطینی المثابر والصابر مشددین على ضرورة إحقاق الحقوق الفلسطینیة المشروعة مطالبین المجتمع الدولی محاکمة مجرمی الحرب الصهاینة ، مطالبین بتأسیس جبهة علمائیة إسلامیة لدعم المقاومة .