على الرغم من استمرار الإشتباکات فی صنعاء عقب إعلان التوصل إلى وقف إطلاق النار یعتبر الاتفاق نقطة تحولٍ رئیسیة فی الحیاة السیاسیة الیمنیة.
یعی أنصار الله حساسیة الوضع الداخلی الیمنی والتجاذبات الإقلیمیة لذلک لا یریدون تنفیذ انقلاب داخلی.
لم تهدأ أصوات القصف فی صنعاء بعد.. تحتدم المعرکة أکثر بانتظار حصد المزید من المکاسب السیاسیة، على الرغم من إعلان المبعوث الأممی جمال بن عمرعن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
یقول جمال بن عمر "تم الاتفاق على وقف اطلاق النار لحل الأزمة الحالیة بناء على مخرجات الحوار الوطنی ونحن الآن بصدد التحضیر لترتیبات توقیع الاتفاق".
مصادر أنصار الله تؤکد أن الاتفاق یتضمن المطالب ذاتها التی أبلغها زعیم الحرکة لبن عمر خلال زیارته الأخیرة إلى صعدة، وهذه المطالب لا تخرج عن إطار المطالب التی رفعتها الجماعة منذ بدایة الأزمة والمتمثلة برفع الزیادة المفروضة على أسعار المحروقات واسقاط الحکومة المتهمة بالفساد وتطبیق مخرجات الحوار الوطنی.
مطالب لم تجد فیها الرئاسة الیمنیة منذ البدایة سبباً منطقیاً للتصعید وأخذ البلاد نحو حافة الهاویة فاتهمت الحرکة بمحاولة الانقلاب على السلطة، لکنها قبلت بشروط أنصار الله فی نهایة المطاف، الأمر الذی عده کثیرون رضوخاً للحرکة سیمهد لمرحلة سیاسیة جدیدة یکون لأنصار الله منها نصیب الأسد.
أثبتت الحرکة قدراتها العسکریة والشعبیة فی المعادلة الیمنیة فی أخطر مواجهة خاضتها مع السلطات، فبعدما کانت خارج دائرة الحسابات السیاسیة فی الحکومات المتعاقبة قد تعود الیوم لتمارس دوراً فی الحکومة المقبلة لتکریس نفوذها الشعبی ووجودها السیاسی، لاسیما بعد سیطرتها على صعدة وعمران ومحاولاتها للسیطرة على مناطق أخرى.
لا تسعى حرکة أنصار الله إلى الانقلاب على السلطة لأنها تدرک جیداً التوازنات الداخلیة وتداخلات المصالح الدولیة والاقلیمیة فی الیمن، وتدرک أیضاً حساسیة الوضع بالنسبة للمملکة العربیة السعودیة، لکنها تحاول تغییر المعادلة السیاسیة فی خضم المتغیرات المتسارعة التی تشهدها المنطقة، وبالتالی توقیع الطرفین على وقف اطلاق النار، إذا حصل، یعنی دخول الیمن فی مرحلة جدیدة، کما قال جمال بن عمر..
أنصار الله والقوى السیاسیة یوقعون اتفاق حل الأزمة
یقبل الیمن على مرحلةٍ سیاسیة جدیدة مع الإعلان عن توقیع الاتفاق لحل الأزمة السیاسیة فی البلاد، وأنصار الله والقوى السیاسیة والرئیس الیمنی یوقعون على اتفاقٍ یقضی بتألیف حکومةٍ جدیدة، کل هذا یتزامن مع تطورات أمنیة فی العاصمة.
تطورات سیاسیة ومیدانیة متلاحقة شهدتها الساحة الیمنیة؛ بحضور المبعوث الأممی إلى الیمن جمال بن عمر جرى توقیع اتفاق إنهاء الأزمة السیاسیة والأمنیة فی البلاد عبر تشکیل حکومة وحدة وطنیة تمثل الجمیع.
قبیل توقیع الاتفاق قدم رئیس الوزراء محمد سالم باسندوة استقالته من منصبه، متهماً الرئیس عبد ربه منصور هادی بالتفرد بالسلطة، فیما دعا وزیر الداخلیة أجهزة الأمن إلى التعاون مع "أنصار الله" وعدم مواجهتهم واعتبارهم أصدقاء للشرطة، فی بیان صدر عن وزارة الداخلیة.
إدارة التوجیه المعنوی فی وزارة الدفاع أعلنت فی بیان تأییدها وانضمامها لثورة الشعب، ما أعطى دفعة معنویة لمناصری "أنصار الله" لا سیما بعد أن قام اللواءان الرابع والسادس والعشرون بالخطوة نفسها فی وقت سابق.
أما میدانیاً فتوجه أنصار الله بنداء إلى المواطنین للحفاظ على المقار والمؤسسات العامة بعد أن تسلمت عناصر اللجان الشعبیة مقار رسمیة منها مقر وزارة الدفاع ومجلس الوزراء ومبنى البنک المرکزی، إضافة إلى مقر حزب الإصلاح کما تسلموا معسکر الفرقة الأولى وسط صنعاء، المئات من منتسبی الفرقة غادروا مقرها فی الوقت الذی بقی فیه مصیر الجنرال علی محسن الأحمر مجهولاً.
المبعوث الأممی أعلن بنود الاتفاق
المبعوث الأممی جمال بن عمر أعلن بنود الاتفاق وفیها أن "الحقائب السیادیة فی الحکومة المزمع عقدها من صلاحیات رئیس الجمهوریة، مع مراعاة معاییر الکفاءة والنزاهة".
وأضاف بن عمرو فی مؤتمر صحفی فی صنعاء عقب التوقیع على الاتفاقیة إنه وبعد 15 یوماً من توقیع الاتفاق یصدر مرسوم جمهوری لتوسیع مجلس الشورى، وأن الحکومة تعمل بموجب الشراکة الوطنیة.
کما یتضمن الاتفاق "تجفیف منابع الفساد وترشید الإنفاق، ووقف التصعید السیاسی ورفع مظاهر التهدید والقوة، وإزالة المخیمات التی أقیمت فی العاصمة صنعاء، والتزمت الأطراف بحل أی خلافات عبر الحوار، وأن اللجنة المشترکة هی المکان المناسب لذلک.
وأعلن بن عمر أن "هذا الاتفاق یعد وثیقة مهمة لإیقاف الصراع والعمل من أجل یمن دیمقراطی".