25 September 2014 - 13:16
رمز الخبر: 7873
پ
رسا ـ دعا رئیس المجلس الاعلى الاسلامی العراقی السید عمار الحکیم مساء امس الاربعاء، الى هیکلة مؤسسة الحشد الشعبی ضمن جهاز الحرس الوطنی ووضع الحلول الجذریة السریعة التی تعترض طریق تکاملها ، حاثا على إسکات الأصوات غیر المسؤولة والتی تحاول الاساءة لعلاقة الحکومة الاتحادیة بإقلیم کردستان.
السيد عمار الحکيم

 

وذکر السید عمار الحکیم خلال الملتقى الثقافی الذی عقد مساء امس الاربعاء بمکتبه ببغداد "أن العلاقة بین الإقلیم والمرکز ضمن النظام الاتحادی علاقة فتیة ومعقدة وتحتاج إلى الوقت والتعامل بنضج سیاسی من الطرفین ؛ کی تنجح وتتطور وتنتج علاقة تکاملیة تصب فی مصلحة العراق ومصلحة الإقلیم فی آنٍ واحد ، مرجعا المشاکل التی تشوب هذه العلاقة الى آلیة العلاقة بین منظومة الإقلیم ومنظومة المرکز ، موضحا ان" الاقلیم فی بعض الاحیان یتصرف کدولة وفی أحیان أخرى یتصرف المرکز مع الإقلیم على انه فاقد الأهلیة وفی کلا الحالتین یکون التصرف سبباً فی بروز بعض التوترات وسوء الفهم"، لافتا إلى " أن جمیع التجارب الفیدرالیة مرت بمرحلة عسر الفهم بین مکوناتها حتى وصلت الى مرحلة تقبل الواقع ، واستطاعت ان تحل مشاکلها عن طریق القوانین الصریحة والواضحة ، مبینا ان غیاب القوانین والإجراءات الواضحة والشفافة سببا للمشاکل مما تفتح المجال للاجتهادات والأمزجة الشخصیة للمسؤولین وعند الاجتهاد السیاسی تبدأ الاختلافات ثم تتحول الى خلافات ومن ثم الى عداوات".

 

وعد اقلیم کردستان بأنه" تجربة غنیة داخل اطار الوطن الواحد وعلینا جمیعا ان نتعلم من هذه التجربة بکل مساراتها الایجابیة والسلبیة ، مشیرا الى ان " اهم محاور استقرار العراق والبدء بنهوضه السیاسی والاقتصادی هو محور تصویب العلاقة مع الاقلیم وحل المشاکل العالقة عن طریق إیجاد التشریعات والقوانین الواضحة المتفق علیها بین الطرفین ضمن سقف الدستور الذی یمثل ارادة جمیع العراقیین ، داعیا الى " إسکات الأصوات غیر المسؤولة التی تحاول الاساءة لهذه العلاقة وتخریبها فی قبال انتصارات مرحلیة ومحدودة هنا او هناک، مشددا على ان العلاقة بین اقلیم کردستان والمرکز علاقة وجودیة مبنیة على أسس تأریخیة ومتجذرة بعراقة هذا الوطن ".

 

وحول معاناة النازحین قال السید عمار الحکیم ان" مشاهد النازحین مشاهد مؤلمة وحزینة "، مشددا على ان " الواجب الإنسانی والوطنی یحتم علینا ان نتسابق مع الزمن لنطوی صفحة الإرهاب الأسود وطرده من کامل وطننا لیعود أبناء شعبنا إلى بیوتهم وقراهم ومدنهم"، داعیا الى " التعامل مع قضایا النازحین بشعور إنسانی ووطنی اکبر وبیروقراطیة اقل ، موضحا ان " القانون والاجراءات مهمة لکنها لیست أکثر اهمیة من مساعدة مواطن فقد بیته وممتلکاته وأصبح بالعراء ، داعیا الى " تجاوز الإجراءات المعقدة وتقدیم حلول فعلیة وعملیة وواقعیة ومساعدتهم من دون منّة او تعاجز او تقاعس، مؤکدا ان العراقیین أمام اختبار حقیقی فی معرفة مدى ترابطهم ووحدتهم ، مطالبا الوزارات والوزراء والحکومات المحلیة والمحافظین "بتذلیل العقبات وتجاوز الإجراءات الروتینیة ومساعدة واحتواء النازحین".

 

وبخصوص هیکلة مؤسسة الحشد الشعبی ضمن جهاز الحرس الوطنی اکد السید عمار الحکیم ان" الوقت قد حان کی نبدأ العمل المؤسسی الصحیح فی هذا المجال والابتعاد عن الاجتهادات الشخصیة والمزاجیة ، بما یخص الحشد الشعبی ودعم المجاهدین الابطال "، مشیدا بملبی نداء المرجعیة حیث کانوا السد المنیع الذی حمى العراق من الانهیار الکامل والغرق فی الفوضى العارمة وقد قاتلوا منذ البدایة بإمکانیاتهم التسلیحیة الذاتیة وحققوا انتصارات مهمة ، مبینا ان من اهم انتصاراتهم انهم امتصوا الصدمة واوقفوا انتشار الطاعون الارهابی وتحولوا بعد ذلک الى مرحلة مکافحته واستئصاله ، مؤکدا قدرتهم وتحت غطاء القوات المسلحة وجیشنا الباسل فی الانتصار على الإرهاب وإخراجه کلیا من ارض العراق"، داعیا الى " هیکلة مؤسسة الحشد الشعبی ضمن جهاز الحرس الوطنی ووضع الحلول الجذریة السریعة التی تعترض طریق تکاملها ".

 

واعتبر التسلیح والمخصصات المالیة " اهم مشاکل الحشد الشعبی "، محذرا من " دخول الفساد والمحسوبیة فی هذا الجانب کما دخل فی مفاصل کثیرة من الدولة العراقیة"، مشددا على " إبقاء جذوة العمل الجهادی الشعبی متقدة بتسلیم امر ادارتها وفی جمیع مفاصلها ومستویاتها الاداریة والعسکریة لأبنائها المجاهدین أنفسهم"، واصفا الانسجام النفسی والمعنوی بأنه " عامل مهم فی انجاح ای عمل "، محذرا من " التعامل مع الحشد الشعبی على أساس وظیفی، معللا لأنهم مجاهدون ولیسوا موظفین او طالبی تعیین ، وان کان هنا اوهناک من یبحث عن فرصة عمل بینهم فهؤلاء محدودون جدا ولا یمثلون نسبة مهمة بینهم "، واصفا إیاهم " بالأبطال وأصحاب مشروع متجدد للدفاع عن الوطن والعقیدة ، مبینا ان المسؤولیة تتطلب دعمهم وتنظیمهم وتحویل عملهم من عمل ارتجالی وشخصی الى عمل مؤسسی منظم ".

 

وبشأن الوزراء الأمنیین أکد رئیس المجلس الاعلى أن " عدم حسم ملف الوزارات الأمنیة یعنی ان عملیة تشکیل الحکومة مازالت قائمة" ، مقدرا "الصعوبات والتحدیات والتداخلات التی تعترض طریق العبادی وفریقه فی عملهم من اجل إکمال التشکیلة ، مشددا على إکمال المهمة باعتبارها الانطلاقة الصحیحة لعمل الحکومة"، مضیفا " ومادام الوزراء الامنیون وفی هذا الظرف الأمنی الحساس ، لم یتم اختیارهم بعد فإننا نؤشر على أن الانطلاقة لم تکتمل بعد ، وندعو وبقوة بأن لا تتأخر الانطلاقة الحکومیة أکثر مما ینبغی لأن التأخر سیسبب الإحباط ونحن بأمس الحاجة إلى الحماسة المقرونة بالأمل"، داعیا الى " احترام هذه التوقیتات لحل المشاکل والالتزام بها من کافة الأطراف ".

 

وختم السید عمار الحکیم بالقول ان الزیارات المیدانیة التی یقوم بها الدکتور العبادی وبعض الوزراء إلى المواقع المختلفة من القطاعات ذات العلاقة بعملهم ، ظاهرة ایجابیة نتمنى أن تترسخ وتتجذر وتتّسع وتستمر وان لا یغرق الإخوة المسؤولون بعدها بالروتین وإدارة وزاراتهم عن طریق الاکتفاء بالتقاریر التی تصل الیهم ، مبینا ان الإدارة تنجح متى ما کان المسؤول والمدیر مندکاً مع المیدان ومتواجداً على ارض الواقع فاستماع المشکلة شیء وملامستها والاطلاع على تفاصیلها من المعنیین بها والمکتوین بنارها شیء آخر "، داعیا الى " الاستمرار بالزیارات المیدانیة والاطلاع على المشاکل من المسؤولین ، ولیعلم الوزراء ان واجبهم الحقیقی هو حل المشاکل وإدارة وزاراتهم بنجاح ولیس الغرق بین أکداس البرید والسفر عبر الایفادات الخارجیة، مؤکدا مواصلة مراقبة وتقییم الأداء الحکومی".
نهایة الخبر ـ وکالة رسا للانباء

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.