قال السید فضل الله: "والبدایة من لبنان، حیث یستمر جرح عرسال، الذی نخشى تداعیاته. ومن هنا، ندعو إلى الحکمة فی التعاطی مع هذه البلدة، فی الوقت الذی نشدد على أهلها الذین لم یبخلوا على وطنهم بالصبر فی الشدائد، تجنب أن یکونوا ممرا أو مستقرا للذین یسیئون إلى سلامة الوطن وجیشه، وأن یساهموا فی تحقیق الاستقرار للبقاع ولکل الوطن".
وتابع: "کذلک، تستمر معاناة أسرى الجیش اللبنانی، من دون أن نرى معالجة جدیة تشفی غلیل أهالی الأسرى وأحبائهم، وتدفعهم إلى التعامل بهدوء مع هذا الأمر، وعدم الوقوع فی الأخطاء".
واضاف: "اننا نؤکد على الدولة أن تدفع أهالی الأسرى إلى الخروج من الشارع، لا بالمزید من الوعود، بل بالمزید من العمل؛ العمل الجاد والمسؤول والمدروس، وعلى الأقل، أن تکون واضحة معهم، لتشعرهم بالاهتمام والإحساس بمشاعرهم. وفی الوقت نفسه، نعید الدعوة للأهالی إلى أن یأخذوا بالاعتبار فی کل خطواتهم، هؤلاء الذین یدافعون عن حریتهم، ویسعون إلى إخراجهم من الأسر، فهم یمثلون من نذروا أنفسهم لخدمة الوطن، والذود عنه، وحتى التضحیة فی سبیله، ومواقفهم یجب أن تنبع من روحیة هؤلاء الجنود واستعدادهم للتضحیة لأجل الوطن وحمایته".
ودعا "القوى السیاسیة والشعب اللبنانی إلى الوقوف وراء الجیش اللبنانی، وتعزیز دوره، لحفظ السلم الأهلی، ومنع الساعین إلى العبث بأمن هذا الوطن من تحقیق غایاتهم، وإدخاله فی التجاذبات الدولیة والإقلیمیة، کما یحصل الآن".
واضاف: "إلى فلسطین، حیث یستمر العدو فی عدوانه على الشعب الفلسطینی، وقد تجلى ذلک فی القدس والضفة الغربیة، حیث اغتال بعض المقاومین، بعد أن اتهمهم بقتل المستوطنین الثلاثة، إضافة إلى إمعانه فی سیاسة الاستیطان، والاعتداء على المسجد الأقصى والمصلین. وفی هذا الوقت، لا تزال غزة تعانی استمرار الحصار والتضییق علیها، وحاجتها إلى الإعمار، فی ظل التعنت الصهیونی فی المفاوضات".
ودعا "الشعب الفلسطینی إلى مزید من الوحدة والتعاون بین مختلف فصائله، ونرحب بالخطوات التی تمت مؤخرا بین حرکتی فتح وحماس، ونرى أنها تساهم فی تعزیز الوحدة الداخلیة فی مواجهة التحدیات، والحفاظ على الإنجازات".
وتابع: "نصل إلى الیمن، حیث ننظر بإیجابیة إلى تمکن المکونات السیاسیة فی هذا البلد من إنجاز اتفاق المصالحة الوطنیة، الذی نأمل أن یدخل حیز التطبیق، بما یخرج الیمن من أزماته الاقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة، ویحول دون وقوعه فی فخ الفتنة الطائفیة والمذهبیة والتقسیم".
وأکد ان "الیمن أحوج ما یکون فی هذه المرحلة إلى الاستقرار السیاسی، والوحدة الوطنیة، وحفظ حقوق کل المکونات والأطراف السیاسیین، بما یحمی هذا البلد من مغبة سیاسات الإلغاء، ومؤامرات القوى الخارجیة".
وختم: "أخیرا، ونحن على أبواب موسم الحج، ندعو المسلمین إلى جعل هذه المحطة العبادیة الکبرى مناسبة لتعزیز الوحدة فی ما بینهم، فی وقت نحن أحوج ما نکون إلى هذه الوحدة، وأن یتذکروا خلال تواجدهم معا فی تلک الأرض الطاهرة، أن ما یجمعهم هو أکثر بکثیر مما یفرقهم، فهم یصلون معا، ویطوفون معا، ویسعون معا، ویرجمون الشیاطین معا، وبالتالی، علیهم أن یحتفظوا بهذه الصورة الجامعة والموحدة عند عودتهم إلى أوطانهم، وأن یسعوا إلى ترسیخها، فبذلک، تتعزز وحدتهم وقوتهم، ویصلون إلى عزتهم وکرامتهم وحریة بلدانهم".