03 October 2014 - 16:11
رمز الخبر: 7962
پ
المفتی الجعفری:
رسا ـ قال امام جمعة بیروت أن ما یحدث فی المنطقة لا یؤشر أبدا إلى أننا أمام انفراجات مرتقبة، فالعکس صحیح، إذ أن المخاطر تحاصرنا، والارتدادات السلبیة على مجمل الأوضاع السیاسیة والاقتصادیة والأمنیة بوتائرها المرتفعة تنذر بعواقب لا طاقة للبنان واللبنانیین على تحملها.
احمد قبلان

 

ألقى المفتی الجعفری الممتاز الشیخ أحمد قبلان خطبة الجمعة فی مسجد الإمام الحسین فی برج البراجنة، أشار فیها "إلى أننا أمام محنة شدیدة، وتفرق مخیف، فیما الحج یعنی وحدة البیت، ووحدة المطاف، ووحدة الموقف، ووحدة الإنابة، لذلک فإن أکبر فرائض الله علینا أن نعود إلیه، وأن نتحد على مراده، ونعتصم بحبله، وأن نتمسک بعروته الوثقى، فلا الزعامة السیاسیة، ولا الهویة القومیة، ولا الجنسیة الوطنیة، تکفل مصیر هذه الأمة التی قطعتها نزعات الشخصنة وأطماع محتکری القرار السیاسی وقراصنة الثروة والأسواق والقطاعات والموارد والإمتیازات المختلفة، بخلفیة أن رسول الله جاء بالأمة الواحدة، والمصیر الواحد، والکتاب الواحد، والکعبة الواحدة، والموقف الواحد، والعصمة الواحدة، وهذا یفترض على زعامة العالم الإسلامی أن تعود إلى الله، وأن تخاف ربها فی هذه الأمة التی یقتل بعضها بعضا".

 

وقال:"إن البلد أیها الإخوة محاصر، واللبنانیون فی مجامیعهم أمام تداعیات مترعة بالتحدیات والمفاجآت، وساحتهم موصولة بأکثر من عامل تفجیر داخلی وإقلیمی ودولی، وما یحدث فی المنطقة لا یؤشر أبدا إلى أننا أمام انفراجات مرتقبة، فالعکس صحیح، إذ أن المخاطر تحاصرنا، والارتدادات السلبیة على مجمل الأوضاع السیاسیة والاقتصادیة والأمنیة بوتائرها المرتفعة تنذر بعواقب لا طاقة للبنان واللبنانیین على تحملها، لذا ندعو القیادات السیاسیة والحزبیة إلى رفع منسوب الحراک الوطنی الذی یوحد الصفوف ویعزز التماسک، ویخفف من حدة الاحتقانات التی لن تجدی نفعا لأی فریق سیاسی، فهامش المناورات والمزایدات ضاق جدا، وألاعیب التبادل فی إمرار التسویات والصفقات أصبحت مکشوفة، وآذت الحیاة السیاسیة کثیرا، بعد ما همشت الدستور وأحدثت فراغا خطیرا فی موقع رئاسة الجمهوریة نخشى أن یتمدد لیطاول کل المواقع الأخرى ویدخل البلاد فی الفراغ الکامل والشلل الشامل".

 

وطالب الجمیع "بعدم التباطؤ فی البحث الجدی من أجل التوافق على انتخاب رئیس جدید للبلاد، یکون على مسافة واحدة من الجمیع، ولدیه الکفاءة والقدرة على الانطلاق بمسیرة بناء الدولة والنهوض بمؤسساتها وإداراتها على النحو الذی یجعلها متمکنة من علاج ومعالجة مختلف القضایا، على قاعدة تأمین الحد الأدنى من العدالة الاجتماعیة والمعیشیة وإنصاف الموظفین والمعلمین وضمان حقوق العمال من خلال وضع الخطط التطویریة والبرامج التنمویة التی تحرک العجلة الاقتصادیة وتخفف من حجم البطالة والعمل على تفعیل دور الهیئات الرقابیة لکشف وملاحقة کل من یتلاعب بلقمة عیش الناس بما یؤمن الأمن المجتمعی والاستقرار السیاسی، ویعزز السلم الأهلی ویحصن الوحدة التی لا خلاص ولا قیام للبنان کوطن وکدولة وککیان وکصیغة إلا بها".

 

وشدد قبلان "على التوافق بین اللبنانیین الذی أصبح الیوم ضرورة وطنیة مسیسة، إذ من دون التوافق الکامل والتشارک الصحیح لا یفکرن أحد بأن لبنان سینجو من أزماته وبأن اللبنانیین سینعمون بالأمن والأمان"، مؤکدا "أن لا أمان لأحد فی هذا البلد، الذی لا یقوم الا بالتوازن والتعاون والشراکة والتفاهم. فالساحل لا معنى له من دون الجبل، والبقاع لا یمکن فصله عن الشمال، والجنوب لا یستقیم الا من خلال بیروت، کما لا مستقبل لأی طائفة أو أی مذهب فی لبنان إذا استمر اللبنانیون فی خلافاتهم ونزاعاتهم وخصوماتهم یعولون على رهانات إقلیمیة ودولیة، أثبتت التجارب أنها غیر موفقة وفی غیر محلها. لذا فإن المطلوب من کل القوى السیاسیة والحزبیة حراکا وطنیا، واستنفارا استثنائیا لمواجهة ما یحیق بالبلد من تحدیات ومخاطر فتنویة طائفیة ومذهبیة، وبخاصة تلک التی تخطط لها أیدیولوجیات عدمیة متمثلة بعصابات ظلامیة وتکفیریة وإرهابیة، استباحت بإسم الدین کل القیم وکل الأخلاق، وشوهت معانی الإسلام ومفاهیمه بممارسات شنیعة وفظیعة، فقتلت ودمرت وذبحت."

 

وشدد "على أن هذه العصابات ینبغی استئصالها، وعلى المسلمین جمیعا ألا یحاولوا، لا غمزا ولا لمزا تقدیم مبررات أو تأویلات لمثل هذه الجماعات التی تشکل رأس حربة العداء والعدوان على الإسلام والمسلمین".

 

وختم قائلا:"ما جرى فی عرسال هو عدوان على لبنان واللبنانیین بشکل عام، وأدى إلى ذبح وخطف وأسر بعض العسکریین من جیش وقوى أمن، لا یجوز وتحت أی عذر أو قراءة مغلوطة أن یحصل تهاون فی هذا الأمر، أو مساومة أو متاجرة سیاسیة بإخواننا العسکریین، فهذه مسؤولیة الحکومة، وعلیها أن تأخذ قرارها وتحسم خیارها تجاه هذه القضیة الوطنیة، من دون إبطاء، وأن تبادر الى وضع الأمور على المسار الصحیح الذی یؤدی إلى الإفراج عن العسکریین وتأمین عودتهم سالمین، فهذا ملف حساس ودقیق، وعلى الحکومة أن تمارس تضامنا مطلقا وتجانسا کاملا لیس حیال هذا الملف فحسب، بل حیال کل الملفات السیاسیة والأمنیة والاقتصادیة والاجتماعیة، وفی مقدمها ملف أساسی ومحوری ألا وهو مصیر البلد ومستقبل أبنائه الذی بات یلفهما ضباب عادم للرؤیة".

نهایة الخبر ـ وکالة رسا للانباء

الكلمات الرئيسة: رسا لبنان احمد قبلان
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.