قال السید علاء الدین الحکیم، فی کلمته التی ألقاها نیابة عن المرجع الدینی الکبیر السید محمد سعید الحکیم، فی المؤتمر الـ27 للمبلغین والمبلغات فی محافظة النجف الاشرف، ان " ائمة اهل البیت اکدوا بأحادیث کثیرة یعصب احصائها على إحیاء واقعة کربلاء، واقعة الایمان والعطاء تلک التی انتصر بها الحق على الباطل، مع قله العدد وبذلک صارت رمزا لانتصار الدم على السیف، فقد أراد الطغاة بإغراء المال وبطش السیف على أن تموت هذه الأمة وتنسى دینها العظیم وتعالیمه القویمة، وترجع فی غفلتها نحو جاهلیتها لتتخذ من الطغاة أصنام تعبدهم من دون الله وتجعل منهم أئمة یقودونهم إلى النار".
و أضاف إن "سید الشهداء کان على علم بما ستؤول إلیه الأمور، ومع ذلک سار إلى الموت بخطى ثابتة وعزم راسخ، موضحا أهدافه السامیة"، مشیرا الى ان "واقعة الطف کانت صرخت أیقظت الأمة ونبأتها إلى ما هی علیه من سوء بل هزت عروش الظالمین وسلبتهم شرعیتهم التی تستروا بها وصبت علیهم اللعنة ابد الآبدین".
و أشار السید الحکیم "إذا کان سید الشهداء قد تحدى الطغاة والمنحرفین، وقدم نتیجة لذلک الدماء الزکیة والتضحیات العظیمة فان شیعته واصلوا التحدی منذ الأیام الأولى، من وقوع الفاجعة والى یومنا هذا بإصرارهم على إحیاء تلک الذکرى المقدسة بإبعادها المأساویة وتذکیر الأمة بها وبرموزها الشامخة وبجرائم الطغاة ملبین نداء نصرتهم واستغاثتهم".
و أوضح إن "شیعة أهل البیت تحملوا فی سبیل ذلک والى یومنا هذا من المصائب والمآسی والفجائع ونزف الدماء مالا یحیط به وصف ولا یحصیه بیان وقد عشنا فصلا تاریخیا من فصول تلک المآسی حیث مرت على المؤمنین ظروف عصیبة بدأت منذ الأیام الأولى للنظام البائد والى حین سقوطه ورکوب موجات من الإرهابیین والتکفیریین، حیث تمیز نهج النظام البائد والتکفیریین باستهداف الشعائر والتجمعات الحسینیة، بالقتل والإبادة الجماعیة، ناهیک عن السجون والمعتقلات وقد واجه المؤمنون تلک المآسی ولا یزالون على ذلک".
و بین انه " کان للمد الإلهی والکرامات المتعاقبة والعصور المختلفة التی رآها المؤمنون بعیونهم وعاشوها فی واقعهم، أعظم الأثر بشد عزائمهم وشحذ هممهم مما زادهم بصیرة فی أمرهم وثبات على عقیدتهم وهکذا صدق الوعد الإلهی".
و تابع المرجع الحکیم " ننتهز هذه الفرصة لنؤکد على الخطباء والمبلغین إلى ملاحظة، البحث عن واقع تلک النهضة المقدسة وإبعادها العقائدیة وأهدافها السامیة ویدرسوها دراسة موضوعیة من اجل أن یتعرفوا علیها ویثقفوا عموم المؤمنین بها لیزدادوا بصیرة بدینهم واعتزاز بواقعهم وثبات علیه، وان یعرفوا المؤمنین أهمیة إحیاء هذه الذکرى المقدسة فی حفظ الدین الحنیف وقیام کیانه وثباته أمام القوى المعادیة الهائلة "، مشیرا إلى انه "ینبغی بیان ما ورد عن الأئمة فی ذلک والتذکیر به لان فی کلامهم موقعها الخاص فی نفوس المؤمنین وتأثیرها العظیم علیهم".
و اشار الى ان " ما یقوم به المؤمنون من مراسیم تطبیق وامتداد لما امر به الائمة شیعتهم"، داعیا المبلغین الى ان "یستفیدوا من هذا الموسم الشریف ببث الثقافة الدینیة العامة فی العقیدة والسلوک والتعریف برموز الدین ورفیع مقامهم ورموز الانحراف، وتنبیه المؤمنین إلى ما یجب علیهم من التعرف على واقع دینهم والاعتزاز برموزه والعمل بتعالیمهم والبراءة منهم، ومراعاة الغرض الأهم من هذه المواسم والذی أکد علیه الأئمة فی احادیث کثیرة وهو عرض ظلامة سید الشهداء خاصة، وظلامة أهل البیت عامة والتفجع لها واثارة الجوانب العاطفیة بالأسالیب المختلفة نحو مصائبهم وما نزل بهم "، مشیرا الى إن "فی ذلک أداء بحقهم وتعبرا عن موالاتهم ولتکون مصائبهم مدعاة لتأسی شیعتهم بهم وسببا لثباتهم على ما یمروا به من مصائب ومآسی".
و لفت المرجع الحکیم إلى إن " الشعب العراقی یتعرض وشیعة أهل البیت خاصة إلى هجمة إرهابیة شرسة أدت إلى استشهاد وجرح مالا یحصى من الأبریاء وتهجیر مئات ألاف من العوائل الآمنة وکادت البلاد أن تقع ضحیة بید المجرمین لولا الرعایة الإلهیة وتدخل المرجعیة الدینیة من خلال فرض الدفاع عن المقدسات والأرواح وکان عموم المؤمنین بالاستجابة لنداء الواجب الشرعی والدخول المباشر فی المیدان اثر عظیم فی صد تلک الهجمة التی تستهدف الجمیع ".
و أشار "إننا إذ نثمن تلک الوقفة الشجاعة والإیثار الذی لا یوصف للمؤمنین ندعو المبلغین للتواصل مع المدافعین الأبطال، وشحذ هممهم وتقویة عزائمهم وإعانتهم فی أمرهم "، مطالبا " المتصدین للشأن العام مطالبة مؤسسات الدولیة بالتعامل مع هذه العملیات الإجرامیة على أنها جرائم ضد الإنسانیة وملاحقة من یدعمها ویساندها من خلال منظمات دولیة".
و طالب المتصدین للشأن السیاسی بـ "توحید صفوفهم وتوجیه کافة الطاقات نحو هدف واحد یتمثل فی بناء مؤسسات الدولة على أسس صحیحة لتمارس دورها فی القضاء على المجامیع الإرهابیة"، مؤکدا " على " ضرورة معالجة مشکلة النازحین وتخفیف معاناتهم من خلال وضع المیزانیة المناسبة والاستفادة من خبرات ودعم المنظمات الدولیة بهذا لمجال"، منوها إلى إن "الفتن والمحن لا یخلو منها زمان فان الدنیا دار بلاء وامتحان".
نهایة الخبر ـ وکالة رسا للانباء