17 October 2014 - 16:07
رمز الخبر: 8094
پ
السیدفضل الله:
رسا - قال السیدفضل الله"أننا فوجئنا بحکم الإعدام الذی صدر عن المحکمة الجزائیة فی الریاض، بحق سماحة الشیخ نمر النمر، بعدما کنا استبشرنا خیراً بأن القضیة تسیر نحو المعالجة، فإننا لا نزال نأمل أن تکون هذه الخطوة، على مرارتها، تمهیداً لإصدار عفو نتمنى أن تبادر السلطات السعودیة إلیه"
السيدفضل الله

اشار السید علی فضل الله خلال القائه خطبة الجمعة من على منبر مسجد الإمامین الحسنین(ع) فی حارة حریک، الى أن الخطر لا یزال یحدق بنا، سواء من خلال استمرار أزمة المخطوفین العسکریین وانعکاسها على أهالیهم، وعلى معنویات الجیش اللبنانی، أو من خلال التصعید الذی یجری على حدوده الشرقیة، واستمرار استهداف الجیش اللبنانی، وصولاً إلى عملیات الفرار من صفوفه، ما یؤدی إلى مخاطر کبیرة، وخصوصاً فی ظلّ الترهل الداخلی على المستوى السیاسی والاجتماعی والاقتصادی والمعیشی.

واعتبر إننا أمام هذا الواقع، نعید الدعوة مجدداً لکلّ القوى السیاسیّة الفاعلة إلى ضرورة العمل لرصّ الصفّ الداخلیّ، وتعمیق عناصر الوحدة فی مواجهة المخاطر، والکفّ عن إطلاق الخطاب التوتیری والاستفزازی، فلا ینبغی المراهنة دائماً على المظلّة الدولیّة الّتی تحمی لبنان، فهذه المظلة قد تخترق فی أیة لحظة، فی ظلّ احتدام الصراع الدولیّ والإقلیمیّ.


واضاف ورغم أننا فوجئنا بحکم الإعدام الذی صدر عن المحکمة الجزائیة فی الریاض، بحق سماحة الشیخ نمر النمر، بعدما کنا استبشرنا خیراً بأن القضیة تسیر نحو المعالجة، فإننا لا نزال نأمل أن تکون هذه الخطوة، على مرارتها، تمهیداً لإصدار عفو نتمنى أن تبادر السلطات السعودیة إلیه، وأن یساهم ذلک بتعزیز العلاقة بین کل مکونات المجتمع السعودیّ وتمتینها، ولا سیما مع المسلمین الشیعة، الذین نعرف حرصهم على وحدة البلد وأمنه واستقراره، وهم الذین لن یکونوا یوماً مشکلة له. إننا نرید لهذا البلد أن یکون أنموذجاً فی الوحدة والتواصل بین کل أبنائه، وأن یشعر الجمیع فیه بأنهم مواطنون من درجة واحدة، ولا تمایز بینهم.

واشار فضل الله الى ان العالم العربی والإسلامی لا یزال على حاله من الصراع والانقسام بین دوله وشعوبه، وقد بات هذا الصّراع، مع الأسف، یأخذ طابعاً مذهبیاً وطائفیاً، بدلاً من أن یبقى فی حدود الصراع السیاسی والاقتصادی والاجتماعیّ، ما أدى ویؤدی إلى إذکائه وتفاقمه، لکون هذا العنوان یستجلب الکثیرین الذین لا تحرکهم سوى الغرائز المذهبیّة والطائفیّة، الأمر الَّذی یجعل هذا العالم أسیر فتنة قد لا تبقی ولا تذر.

واعتبر إنَّ هذا الواقع، بات یستدعی من کلّ الواعین، العمل للحدّ من المخاطر الّتی تواجهنا، من خلال تحسین الخطابات فی الإعلام ومواقع التّواصل الاجتماعیّ، وإصدار الفتاوى الّتی تقرّب بین القلوب، وتعمّق الوحدة. وهنا، ندعو الدّول العربیّة والإسلامیّة المعنیة بهذا الصراع، والمکتویة به، إلى وعی المخاطر التی تترتب علیه؛ ففی هذا الصراع، لن یکون هناک رابح، والکل فیه خاسرون، ولن یخرجوا منه إلا وهم مستنزفون ومنقسمون وضعفاء.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.