أشار العلامة السید علی فضل الله الى أن "لبنان لا یزال رهین أزمات المنطقة، التی لن تحل فی الوقت القریب، فی ظل عدم نضوج الحلول الدولیة أو الإقلیمیة"، لافتا الى أن "معاناة هذا البلد، لم تعد تقف عند الشأن السیاسی والاقتصادی والمعیشی، وأزمة مخطوفی الجیش اللبنانی، والاستهداف الأمنی الخطیر المستمر لحدوده الشرقیة والجنوبیة، بل امتدت إلى طعامه وشرابه وغذائه، بحیث لم یعد المواطن اللبنانی یثق بنظافة ما یأکله ویشربه".
وأعرب السید فضل الله فی خطبة الجمعة عن تقدیره لخطوة وزیر الصحة وائل أبو فاعور، معتبرا أنها "سوف تساهم بشکل مباشر وغیر مباشر، فی دفع الکثیرین نحو القیام بمسؤولیاتهم وواجباتهم القانونیة والشرعیة والإنسانیة، وإعادة النظر فی نوعیة الخدمات التی تقدم للناس".
ودعا إلى "إخراج هذا الموضوع الحساس والمهم من الحسابات المذهبیة والطائفیة والمناطقیة، بحیث تضیع المعالجة وسط احتشاد کل طائفة أو مذهب أو موقع سیاسی، وراء هذه المؤسسة أو تلک، فالخطر على الصحة یطاول جمیع اللبنانیین، کما یطاول المرافق السیاحیة"، مطالبا الحکومة بـ"دراسة هذا الملف بکل عمق وجدیة، واعتباره قاعدة للثورة على الفساد بکل أنواعه ثورة عنوانها معالجة أسباب هذه الفساد، لا الاکتفاء بمعالجة نتائجه، فقد آن الأوان لإنسان هذا البلد أن یعیش الأمان، إن لم یکن على المستوى السیاسی أو الأمنی، فعلى الأقل، على مستوى غذائه".
من جهة أخرى، لفت السید فضل الله الى أن "فلسطین شهدت فی الأیام الماضیة مواجهة واسعة بین الفلسطینیین والاحتلال الصهیونی فی القدس والضفة الغربیة، وصلت أصداؤها إلى أراضی 48، وخشی العدو آثارها ونتائجها، وتخوف من إمکانیّة تحولها إلى انتفاضة شاملة"، موجها التحیة الى "الشعب الفلسطینی، والتضحیات التی قدمها، والأسالیب الجدیدة التی ابتدعها فی مواجهة العدو"، داعیا الشعوب والدول العربیة والإسلامیة إلى أن "تکون على مستوى التحدی الذی یواجهها، فحمایة المسجد الأقصى والقدس لا تنبغی أن تکون على عاتق الفلسطینیین وحدهم، وإن کانوا على استعداد لحمل هذه المسؤولیة، بل ینبغی أن یکون ذلک على عاتق کلّ عربی ومسلم وحرّ وغیور".