أشار الشیخ عفیف النابلسی الى أن "من ینظر إلى البیئة السیاسیة والأمنیة فی المنطقة والنزاعات المستفحلة فیها، لا یسعه الاعتقاد أن التسویات قادمة "، لافتا الى أنه "على الرغم من الحراک الحالی من مسقط التی تجری فیها مباحثات لإنهاء الخلاف حول الملف النووی، إلى سوریا حیث مبادرة المبعوث الأممی، إلى العراق حیث یجری ترتیب ظروف أفضل لتحسین العلاقات مع السعودیة. فإننا لا نجد أن ثغرات الأزمات یمکن أن تردم بحلول تصالحیة توافقیة تعید تحقیق التوازن العام بین مختلف القوى العاملة فی المنطقة".
وأوضح الشیخ النابلسی فی خطبة الجمعة أن "هذا لیس تشاؤما ولکن حین نتوقف عند دوافع الولایات المتحدة الأمیرکیة التی یمکن أن تفعل کل شیء للعودة بقوة إلى المنطقة وخصوصاً العراق، وعندما ندرک السیاسات الهوجاء لبعض الدول الإقلیمیة والهوس المتأصل لدى القیادة الإسرائیلیة ساعتئذٍ نصل إلى نتیجة أن التهدئة لن تستقر إلا لوقت قصیر، وأن الصدوع الکبیرة هی التی ستتحکم بأنساق المستقبل ".
وأکد أن "توجهات خطیرة تخرج من الکیان الإسرائیلی وحین نتبع مسار الحراک الحالی فی فلسطین ندرک أن الوضع الفلسطینی قد یقلب کل المعادلات وکل ما یمکن أن یتحقق من معالجة وتسویات ظرفیة "، مشیرا الى أنه "فی الوقت الذی نرى فیه حرکة سیاسیة ودبلوماسیة نشیطة فی سیاق إنجاز إطار للتفاهم بین القوى الإقلیمیة والدولیة حول ملفات المنطقة، إلا أننا نشعر أن المخاطر تتعاظم وما علینا کاللبنانیین إلا أن نحصن بلدنا بمزید من التماسک والوحدة والحوار الداخلی".