افتتح ممثل المرجعیة الدینیة العلیا سماحة الشیخ عبد المهدی الکربلائی مساء امس الثلاثاء داخل الصحن الحسینی الشریف المهرجان الدولی "تراتیل سجادیة الأول" والمؤتمر البحثی تحت عنوان "رسالة الحقوق للإمام زین العابدین منهج ودستور" إحیاء لذکرى سید الساجدین وزین العابدین علی بن الحسین بن علی.
من أجل حمایة التراث الدینی والإنسانی والأخلاقی وبناء حضارة إنسانیة خالیة من العنف والتطرف یسودها الحب والأمن والسلام وقبول الآخر.. بحضور الوفود المشارکة ونخب من رجال الدین وشیوخ وعلماء أفاضل من مدارس مختلفة للعلوم الدینیة والأدباء والمثقفین وجمهور غفیر من أهالی کربلاء المقدسة وزائری أبی الأحرار الحسین الشهید.
و استهل الافتتاح بکلمة سماحة الشیخ الکربلائی جاء فیها : لا یخفی على الجمیع ان منظومة الحقوق الانسانیة ضرورة من ضرورات وجود الانسان یقوم علیها نظام الحیاة بصورة عامة واستقرارها وسعادة الانسان وازدهاره وکماله وهی هبة من الله تعالى لاْکرم مخلوق على الارض فقد منحها للإنسان وجعلها جزءاً من عملیة حلقه وتکوینه وحیاته، ولقد سعت المجتمعات البشریة الى وضع لوائح وقوانین لهذه الحقوق ابتداء من وثیقة حقوق الانسان فی قیادة الثورة الفرنسیة عام 1789 الى الاعلان العالمی لحقوق الانسان عام 1948، مضیفا کانت طوال الأزمنة المنصرمة تخضع حقوق الانسان الى النقد والرفض ثم التغییر والتعدیل مع تطور المدنیة الإنسانیة.
و اضاف "و لم تکن هذه اللوائح والوثائق لتضمن عدالة حقیقیة فی المجتمعات البشریة وکانت فاقدة لصفة الشمولیة لتنظیم جمیع علاقات الانسان مع ما یحیط به ولم توفر رکن اساسی فی منظومة الحقوق والواجبات الانسان الا وهو التوازن بین حقوق والواجبات المفروضة علیه وکان بعض الحقوق على حساب حقوق اخرى للاخرین بل استخدمت حقوق الانسان سلاحاً سیاسیاً تستخدمه بعض القوى الکبرى لتحقیق اهداف سیاسیة ضد مناوئها ".
موضحا "ان فی ظل هذه الظروف تبرز الحاجة الماسة الى تعریف بمنظومة الحقوق التی شرعها الاسلام ابتداءاً من الایات القرآنیة الشریفة الى اقوال وسیرة النبی محمد( ص) وعهد امیر المؤمنین علی بن ابی طالب (علیه السلام ) لمالک الاشتر ثم الرسالة الشاملة والواسعة والکاملة لمنظومة الحقوق الانسانیة للامام السجاد علیه السلام ومما یؤسف له ان الاسلام الذی یعتبر اول وامثل نظام وضع للحقوق الانسانیة لم تلق الاهتمام الکافی للتعریف بها ونشرها والعمل على ترسیخها فی المجتمع.
و اشار الى ان هذه الرسالة لم تحفظ بالاهتمام الکافی الذی یناسب خصوصیتها وتفردها ولم تاخذ حقها فی التعریف بها ونشرها ولقد کان الائمة علیهم السلام یهتمون جدا بترسیخ هذه المبادئ فی وجدان الامة وفکرها وکانوا القدوة المثلى لتطبیقها بجمیع بنودها وحیث ان منظومة الحقوق اصبحت من الضرورات الاولیة للحیاة جاء هذا المهرجان للتعریف باهمیة هذه الرسالة ونشرها والتاکید على المجتمع بالتزام هذه النصوص کتشریع سماوی وتنبیه المؤسسات المعنیة خصوصا ما یهتم منها بحقوق الانسان الى اهمیتها وتعلیمها والعمل بها، داعیا من الجمیع ان تکون موضع عنایتهم ودارستها کما تستحق.
نهایة الخبر ـ وکالة رسا للانباء